الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفغانستان تحت حكم طالبان.. هل عجل اتفاق الدوحة بين الولايات المتحدة وطالبان بانهيار الدولة؟

حركة طالبان
حركة طالبان

أدلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي وقائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث ماكينزي، بإفاداتهم خلال اليومين الماضيين أمام لجنتي الخدمات المسلحة بمجلسي النواب والشيوخ حول عملية الانسحاب وإجلاء الرعايا من أفغانستان.

أخطاء في التقدير

واعترف القادة العسكريون الأمريكيون خلال إفاداتهم بأخطاء في التقدير أدت إلى "فشل استراتيجي'' في البلاد مع استحواذ حركة طالبان على السلطة في كابول دون صعوبات بعد عشرين عاما من الحرب.

وأشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية قبل ثلاث سنوات ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني.

وأرجع القادة العسكريون الأمريكيون سيطرة طالبان على أفغانستان بصورة أساسية إلى الاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في فبراير 2020 مع الحركة، والذي حدد موعدا نهائيا لسحب القوات الأمريكية.

اتفاق الدوحة عصف بمعنويات الحكومة الأفغانية

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إن هذا الاتفاق كان له"تأثير ضار حقا" على الحكومة الأفغانية والجيش. وأقر وزير الدفاع، لويد أوستن، بهذا، قائلا إن الاتفاق ساعد طالبان على أن تصبح "أقوى".

وبالإضافة إلى تحديد موعد للانسحاب، تضمن اتفاق الدوحة كذلك التزامات عامة على طالبان باتخاذ إجراءات لمنع جماعات مثل القاعدة من تهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.

وتأتي جلسات الاستماع لقادة الجيش الأمريكي بعد أسابيع من فوضى الانسحاب في مطار كابول، حيث سارعت قوى غربية إلى إجلاء رعاياها، فيما راح آلاف الأفغان يتوسلون لإنقاذهم. وأسفر هجوم انتحاري عن مقتل 182 شخصا أثناء العملية.

طالبان الطرف الرابح في اتفاق الدوحة

وبصفته قائد القيادة المركزية الأمريكية، تولى الجنرال ماكنزي الإشراف على الانسحاب من أفغانستان، الذي أنهى وجودا عسكريا أجنبيا دام 20 عاما وكذلك أطول حروب الولايات المتحدة.

وقال الجنرال ماكنزي للجنة إن اتفاق الدوحة كان له تأثير نفسي قوي على الحكومة الأفغانية لأنه حدد "الموعد الذي يمكنهم أن يتوقعوا فيه انتهاء كل المساعدات (المقدمة لهم)".

كما قال إنه ظل مقتنعا "لفترة طويلة" بأنه إذا خفضت الولايات المتحدة عدد مستشاريها العسكريين في أفغانستان إلى أقل من 2500، فإن الحكومة الأفغانية والجيش سينهاران حتما. وقال إن تخفيض عدد القوات الذي أمر به الرئيس بايدن في أبريل، بعد اتفاق الدوحة، كان بمثابة "المسمار الأخير في النعش".

وقال وزير الدفاع لويد أوستن إنه مع التزام الولايات المتحدة بإنهاء الضربات الجوية ضد طالبان، صار اتفاق الدوحة يعني أن الحركة "أصبحت أقوى، وقد زادت عملياتها الهجومية ضد قوات الأمن الأفغانية، وكان الأفغان يفقدون الكثير من الناس أسبوعيا".

وتحدث مسؤولو وزارة الدفاع أثناء جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، يوم الثلاثاء، قال فيها الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، والجنرال ماكنزي إن توصياتهما قبل الانسحاب الكامل في أغسطس تضمنت ضرورة الإبقاء على قوة قوامها 2500 جندي.

وقال الجنرال ميلي أيضا إن سيطرة طالبان على أفغانستان ستجعل من الصعب حماية الأمريكيين من الهجمات الإرهابية، واصفا الحركة بأنها منظمة إرهابية "لم تقطع علاقاتها مع القاعدة حتى الآن".

وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، يوم الأربعاء، إن الحركة "أعطت ضمانات للعالم بأن الأراضي الأفغانية لن تكون مصدر تهديد ضد أي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة".

وأضاف مجاهد: "نحن ملتزمون باتفاق الدوحة بين إمارة أفغانستان الإسلامية والولايات المتحدة. نريد أيضا أن يلتزم الأمريكيون وحلفاؤهم بالاتفاقية. وبدلا من الإدلاء بتعليقات سلبية، سيكون من الأفضل لهم اختيار طريق الدبلوماسية والتعاون".