الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طالبان تفتحها للإعلام

سيارات محروقة وأسلحة تعذيب.. هذا ما بدت عليه القاعدة السرية الأمريكية بأفغانستان

القاعدة السرية الأمريكية
القاعدة السرية الأمريكية

صفوف من السيارات والحافلات الصغيرة والعربات المصفحة التي استخدمتها وكالة المخابرات الأمريكية لإدارة الحرب في أفغانستان، ظهرت محروقة بشكل لا يمكن التعرف عليها بالقاعدة السرية الأمريكية، وتحتها بقايا من الرماد الأسود، وبرك من المعدن المنصهر الذي تجمد بسبب انخفاض الحرارة وبرودتها.

جاء ذلك في تقرير لصحيفة “أوبزيرفر”، بعدما دعا أحد قادة حركة طالبان وسائل الإعلام لتفقد القاعدة السرية المدمرة الذي كانت تستخدمها المخابرات الأمريكية "سي أي إيه"، حيث تم إحراقها مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

وأضافت أن “القرية الأفغانية المزيفة حيث تم تدريب الميليشيات المسلحة مرتبطة بأسوأ انتهاكات حقوق إنسان في الحرب وجلبت الدمار على نفسها بنفسها، ولم يتبق منها سوى جدار أسمنتي لا يزال يلوح فوق ركام من العوارض والطين التي استخدمت مرت للتدريب على المداهمات الليلية الكريهة ضد المدنيين”.

وأوضحت الصحيفة أنه تم تفجير مخزن الذخيرة الضخم، فيما ظهرت الأسلحة التي استخدمت لقتل وتشويه البشر من قنابل يدوية ومدافع هاون ومدافع ثقلية مُلقاة في ثلاثة صفوف من حاويات الشحن البحري وتحولت إلى شظايا من المعدن الملتوي المدمر.

مجمع سري مظلم

وكانت هذه القاعدة والأسلحة والعربات التي تركت حطاما تشكل جزءا من مجمع سري مظلم ظل طوال 20 عاما جزءا في مهمة أمريكا للحرب على الإرهاب بأفغانستان.

ويعد المجمع المترامي الأطراف الذي أقيم على مساحة ميلين مربعين في شمال غرب مطار كابول الدولي، قد أطلق عليه ”حفرة الملح” وأطلقت سي آي إيه عليه “كوبالت”.

فيما أطلق الرجال الذين سجنوا فيه عليه اسم “السجن المظلم”، نظرًا لعدم دخول النور أو تسربه إلى زنازينهم، والضوء الوحيد إليهم كان يأتي من المصابيح التي يحملها الحراس في أيديهم.

كما توفي في هذا المكان جول رحمن متجمدا عام 2002، وذلك بعدما تم تقييده بالسلاسل وتركه نصف عار في ليلة باردة جدا، ودفعت وفاته إلى إصدار أول إرشادات من “سي آي إيه” بشأن التحقيق في ظل النظام الجديد للتعذيب والذي ثبت في تقرير عام 2014 أنه لم يفض إلى معلومات استخباراتية.

وحسب الصحيفة البريطانية، ظلت هذه القاعدة أمرًا خاضع للسرية المشددة لا يمكن رؤيتها إلا في صور الأقمار الصناعية، حيث تكتمت عليه المخابرات وعُرف عنها من خلال شهادات الناجين.

من جانبه، قال الملا حسانين، القائد في وحدة النخبة 313  بطالبان، الذي قاد الجولة التي نظمت في القاعدة المدمرة والمحروقة: “نريد إظهار كيف دمروا كل هذه الأشياء التي كان من الممكن أن نستفيد بها في بناء بلدنا”.

وذكرت مراسلة الصحيفة، أن القوات الخاصة لطالبان تضم فرقة الإنتحاريين التي ظهرت مؤخرًا في كابول بعد السيطرة على العاصمة، وظهرت العربات اليوم بشعاراتها “سرب الإنتحاريين” حيث رافقوا الصحفيين إلى قاعدة سي آي إيه السابقة.

وأشار الملا حسنين إلى أن حركة طالبان تخطط لاستخدام قاعدة وكالة المخابرات المركزية لتدريبها العسكري، لذا من المرجح أن تكون هذه اللمحة الموجزة للمجمع هي المرة الأولى والأخيرة للصحفيين ووسائل الإعلام.

وعن سجن "حفرة الملح"، قال مسؤولون في طالبان إنهم لم يعثروا على تفاصيل عنه أو ما حدث للسجناء السابقين فيه. فيما ذكرت عائلة رحمن أنها لا تزال تبحث عن جثته التي لم تستلمها بعد.