EN 
كيف يفكر الجاني عندما يقرر إشعال النار في جسد شخص حي، ومشاهدة النيران تأكل جسده كما تأكل الحطب، وسماع صرخاته وهو يفارق الحياة؟.
جريمة مأسوية صادمة ومروعة شهدتها منطقة الهرم بالجيزة، بعدما أقدمت ربة منزل على قتل نجار حرقا بالنيران.
هدوء أعصاب في تنفيذ الجريمة
بخطى واثقة وبدون تردد بعد أن اطمأنت لخلو شارع عمار بن ياسر بحي الهرم من المارة، تقدمت سيدة إلى أحد المنازل وفتحت الباب لتدخل على النجار أحمد ابراهيم بشير، الشهير ب"بوشكا"، وتسكب البنزين عليه وتشعل النار، وفشلت محاولات عدد من الجيران في إنقاذه والسيطرة على الحريق، إلا أن إصابته، أودت بحياته بعد فشل محاولات علاجه بالمستشفى، حيث أصيب بحروق شديدة في أنحاء متفرقة من الجسد.
أصل الحكاية من كاميرات المراقبة
تفاصيل الجريمة رصدها مقطع فيديو سجلته إحدى كاميرات المراقبة بالشارع، بمحيط منزل المجني عليه، حيث ظهرت سيدة تطرق باب حديدي لأحد المنازل، ثم ظهور باب المنزل يُفتح، ودخول السيدة للمنزل لعدة ثوان وظهر بمقطع الفيديو خروج السيدة مرة أخرى بعد إلقائها مادة سائلة على الشاب ومرت لحظة خاطفة، اشعلت خلالها عود ثقاب لتحرقه حيا وفرت هاربة.
وفوجى أفراد أسرة الضحية وجيرانه، بما فعلته المتهمة، ولما حاولت الهروب طاردوها وتمكنوا من ضبطها، وتم نقل المجني عليه إلى المستشفى لكنه فارق الحياة فور وصوله متأثرا بإصابته.
الأهالي: ليست مريضة نفسيا
وبعدما تردد أن السيدة تعاني من مرض نفسي، قال أحد أفراد أسرة الضحية: المتهمة ليست مريضة نفسيا، وكانت تربطها علاقة جيرة سابقة مع المجني عليه، لكن لا تربطها به أي خلافات، وكانت تخطط لإشعال النار فى منزله وقتل جميع أفراد الأسرة، لسبب لا يعلمه سواها.
وروى أهالي المنطقة وجيران المجني عليه شهاداتهم عن الواقعة، التي صدمت الجميع، واثارت حزنهم على شاب عُرف عنه حسن الخلق والجوار ومعاملته الطيبة مع الجميع بحكم عمله كنجار في المنطقة.
وقال أحد الجيران: إن الشاب أحمد بوشكا متزوج ولديه طفل، وزوجته حامل، ويوم الجريمة سمعت صرخات الجيران يرددون "حريقة.. حريقة"، فاسرعت حاملا طفاية حريق وفوجئت باشتعال النيران بجسد الشاب والأهالي يحاولون إخماده.
وأضاف الجار، أنه شاهد أحد الجيران قادما ممسكا بسيدة قال إنها هي من أشعلت النيران في المجني عليه وفرت هاربة، إلا أنه تمكن من اللحاق بها ومنعها من الهرب، بعدما صرخ المجني عليه أثناء اشتعال النيران به مرددا: "الحقوا اللي ولعت فيا وامسكوها"، وأن المجني عليه عقب إخماد النيران من جسده جلس قليلا حتى حضور سيارة الإسعاف وظل يردد: "راضي بقضائك يارب" بينما أحاطت السيدات بالمتهمة وانهالوا ضربا عليها، بينما ظلت هي تردد: "أنا خدت حقي.. أنا كنت أقصد أخته".
وقال شاهد العيان، إن حالة جسد المجني عليه كانت مؤسفة والنيران "سلخت" جلد وجهه ويديه ونصف جسده تماما، وتحولت ملابسه لكتلة من البلاستيك، وفور حضور سيارة الاسعاف تم نقل الشاب، إلى أن تم ابلاغهم بخبر وفاته في المستشفى.
وقال شاهد اخر من الجيران، إن المتهمة حسب ما ظهر على ملامحها وحالتها ليست مريضة نفسيا، فهي كانت تستمع بدقة للحديث حولها وتظهر عليها علامات الثبات، كما أنها حضرت إلى المنزل بحوزتها البنزين وأعواد ثقاب، اي انها تعلم جيدا ما حضرت لتنفيذه، مضيفا أن المتهمة كانت تردد أنها كانت ترغب في الانتقام من شقيقة المجني عليه، حيث أنها كانت جارتها بمنطقة اللبيني قبل أن تنتقل للاقامة في منزل عائلتها الذي يقيم به المجني عليه، وعندما حضرت للقائها وأعدت للانتقام منها منعها احمد بوشكا من لقاء شقيقته، فاشعلت النيران به.
تحرك قسم شرطة الهرم
تلقى مأمور قسم شرطة الهرم، إخطارا من مستشفى الهرم، بوصول شاب مصاب بحروق متفرقة بأنحاء الجسم ووفاته أثناء إسعافه، وبالانتقال تبين العثور على جثة الشاب أحمد إبراهيم بشير إبراهيم، في العقد الثالث من العمر، ومقيم بدائرة قسم شرطة الهرم، وبالفحص تبين أنه مصاب بنسبة حروق تتجاوز 70% توفي على إثرها، وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة ربة منزل تقيم في ذات المنطقة.
وأضافت التحريات، أنه في الساعة الرابعة عصرا مساءً، وأثناء وجود المجني عليه وشقيقته داخل منزلها بدائرة قسم الشرطة، سمع طرقا على باب المنزل، وبالذهاب إلى الباب وفتحه وجد جارته تحاول الدخول للوصول إلى شقيقته بعد وصلة من السب والقذف، وحاول المجني عليه منعها من الدخول إلى المنزل والوصول إلى شقيقته، فما كان من المتهمة إلا أنها أخرجت زجاجة بها مادة قابلة للاشتعال من ملابسها وألقتها على المجني عليه، وأثناء فحص المجني عليه للمادة التي أغرقت ملابسه فوجئ بالمتهمة تلقي عليه عود كبريت مشتعل، فأمسكت النيران بجسده، وتم ضبط المتهمة بمعرفة الأهالي.
وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وأمرت بحبس المتهمة 15 يوم على ذمة التحقيق.
