الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاشت معه 14 عاما وماتت بين ذراعيه.. ما طبيعة العلاقة بين الغوريلا «ناداكاسي» وصديقها باوما؟ 

صدى البلد

كانت الطفلة جيل يونغ "شارليز ثيرون"، تعيش في أفريقيا، ورأت  والدتها عالمة الحيوان مقتولة أثناء حماية الغوريلا البرية من الصيادين بقيادة "أندريه ستراسر"، واهتمت جيل، بالغوريلا اليتيمة المسماة "جو"، التي يبلغ طولها 15 قدمًا بسبب جينات وراثية، حيث قتل الصيادون والدتها أيضا مثل والدة بطلة الفيلم، إلا أن جو قضمت إصبع ستراسر.

وتكبر جيل والغوريلا جو معا، ويصل عالم الحيوان Gregg O'Hara من كاليفورنيا ويرى الغوريلا، ويقنع جيل بأن Joe ستكون أكثر أمانًا في ملجأ للحياة البرية "محمية طبيعية"، لكن ستراسر "الصياد الشرير" يتبعهم إلى الولايات المتحدة، عازما على الاستيلاء على جو لنفسه، وأثناء أحد العروض كان الصيادون يتابعون العرض، وشاهدت الغوريلا جو الصياد الذي قضمت ستراسر أصابعه، فاستفزها وهاجمته وخرجت إلى المدينة، وكسرت كل ما قابلها، إلا أنها أنقذت أحد أطفال الملاهي من الموت بالتقاطه قبل السقوط على الأرض، وعثرت الطفلة على الغوريلا، وعلم أهالي المدينة بالقصة، فجمعوا تبرعات لشراء حديقة خاصة في أفريقيا لتعيش فيها الغوريلا جو مع صديقتها.

كانت تلك قصة الفيلم الأمريكي  Mighty Joe Young، الذي عُرض عام 1998 وحقق نجاحا كبيرا وقت عرضه، وهو يشبه إلى حد كبير قصة الغوريلا ناداكاسي، التي توفيت بين يدي صديقها Andre Bauma، في مركز سانكواكا بجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ أيام.
 

وفاة الغوريلا صاحبة أشهر سيلفي
 

نفوق ناداكاسي بين يدي باوما

"ببالغ الحزن يعلن فيرونجا، وفاة الغوريلا الجبلية المحبوبة، نداكاسي، التي كانت تحت رعاية مركز سينكويكوي في الحديقة لأكثر من عقد"، بهذه الكلمات المقتضبة، أعلنت حديقة فيرونجا الوطنية، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، عن وفاة الغوريلا الأشهر نداكاسي، البالغة عن العمر 14 عامًا بسبب مرض طويل الأمد، ولفظت أنفاسها الأخيرة بين يدي صديقها الدائم والقائم بتربيتها "أندريه باوما". 

 

شهرة نداكاسي وسيلفي عالمي

السيلفي الشهير

كانت نداكاسي نالت شهرتها عام 2017 بعد أن التقطت صورة سيلفي مع صديقها أندريه بوما، وانتشرت الصورة عبر الإنترنت في ذلك الوقت.
وفي الصورة الشهيرة، شوهدت اثنتان من الغوريلا الجبلية "ناداكاسي ونديزي"، تقفان على أقدامهما وتقفان أمام الكاميرا، بينما كان أندريه يلتقط صورة سيلفي، وقفت إحدى الغوريلتين شامخة في وضع قوي، بينما انحنت الأخرى إلى الأمام لتظهر نفسها في الكادر، وحينها قال مسئول في المأوى، إنهما كانتا تقلدان حارسهما الذي كان يربيهما.
وقبل انتشار نداكاسي على الإنترنت ظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية، وكانت أيضًا جزءًا من الفيلم الوثائقي المسمى Virunga.
ويشير تقرير للأمم المتحدة لعام 2010 إلى أن الغوريلات قد تختفي من أجزاء كبيرة في حوض الكونغو.

علاقة صداقة ورعاية دائمة بين نداكاسي وباوما

باوما يحمل ناداكاسي

كان باوما يعتني بالغوريلا نداكاسي منذ عام 2007، وكانت تبلغ من العمر شهرين فقط، عندما رصدها ملقاة على جثة والدتها المتوفاة، وتمكن من إنقاذها، بعدما قتل الصيادون والديها، وكانت نداكاسي لا تزال متعلقة بأمها بعد نفوقها، عندما عثر باوما عليها، ووقتها قدر حراس الغابات أنه ليس آمنا أن يعيدوا نداكاسي للغابة، في ظل عدم وجود أي من أفراد عائلتها، لذا قرروا، أن تربى في ملجأ الحيوانات، الذي يديره باوما.
وعادة تعيش الغوريلا في الأراضي المنخفضة في غابات كثيفة ومستنقعات منخفضة، تصل إلى مستوى سطح البحر، وتعيش غوريلا السهول الغربية في بلدان وسط غرب أفريقيا، وغوريلا السهول الشرقية تعيش في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالقرب من حدودها مع رواندا.

ناداكاسي صغيرة

وقال باوما في بيان: "إنه لشرف عظيم أن أؤيد مثل هذا المخلوق المحب والاعتناء به، خاصة مع العلم بالصدمة التي عانت منها نداكاسي في سن مبكرة جدًا"، مضيفا أن طبيعة نداكاسي اللطيفة وذكائها ساعداها على التواصل مع القردة العليا، وجعلته يفهم لماذا يحتاج البشر إلى حمايتهم بكل قوة.

ناداكاسي ونديزي

وتابع باوما: "أنا فخور بأنني اتصلت بصديقتي نداكاسي وأحببتها كطفلة وشخصيتها المبهجة كانت تبتسم على وجهي في كل مرة أتفاعل معها"، وقويت العلاقة بين الحارس والغوريلتين بمرور الوقت، حسب ما قال باوما، عام 2014، وأكد أنه يحب نداكاسي كما لو كانت ابنته، وأنه ينام في سرير واحد معها، ويلعب معها، ويطعمها، مضيفا بحزن: "أخذت نداكاسي أنفاسها الأخيرة بين ذراعي، وفارقتها بعد 14 عاما من صداقتنا".