الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مولد النبي!


أول احتفال بالمولد النبوي في مصر أقيم يوم 8 ربيع أول عام 362 هـ - 972 م في خلافة المعز لدين الله، ثم حدث خلاف على تحديد اليوم، فصار يقيمه سنة في يوم 8، وسنة في يوم 12 من شهر ربيع أول.
والاحتفال بمولد النبي ما زال باقياً حتى الآن، لكن الاحتفال الصحيح يكون بالاقتداء به: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ..) الأحزاب 21.
وقد أمرنا تعالى بالصلاة على النبي: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب 56، والأمر لا يعني فقط أن نقول: "صلى الله عليه وسلم"، "اللهم صلي عليه"، فكلمة الصلاة من المصدر صل، وتعني وصل طرف بطرف أخر، والإنسان فى صلاته يحاول أن يصل ما بينه وبين الله تعالي، أما عندما يصلي الله على أحد فهذا شكل من أشكال المساعدة بالهداية والرحمة والمغفرة.
فالله تعالى يصلي على النبي بأن يتولاه بحفظه في الدنيا وبرحمته في الآخرة، والملائكة عندما يصلون على النبي فإنهم يدعون له بالرحمة والدرجات العلى، أما المؤمنون عندما يصلون على النبي فمنهم من كانوا معاصرين له فصلاتهم عليه معناها دوام التواصل معه ومشاركته فى الصلوات والإجتماعات، والتعلم من تعاليمه وأخلاقه.
أما المؤمنون الذين لم يعاصروا النبي، فصلاتهم عليه معناها دوام تواصل العمل بما جاء به من قرآن والاقتداء به في تطبيق مكارم الأخلاق.
كما أنه تعالى يصلي على المؤمنين: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ..) الأحزاب43 ، وبذلك تكتمل دائرة التواصل المستمر، فالله تعالى يصلي على النبي وعلى المؤمنين أي يرحمهم، والملائكة يصلون على النبي وعلى المؤمنين أي يدعون لهم، والمؤمنون يصلون على النبي أي يتواصلون مع رسالته.
فالاحتفال بالمولد النبوي مناسبة للاقتداء بالنبي في مكارم الأخلاق من رحمة وعدل وإحسان وتسامح، والذي لخص الهدف من بعثته فقال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط