الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب الشرنوبي يكتب: سفينة الزمن القادم!!!

صدى البلد

في ظل عالم التنكولوجيا والسماوات المفتوحة..تحت ضغوط سطوة وسيطرة رؤس الأموال علي شعاع الأمل وبصيص الضوءالمتبقي داخل الصورة المظلمة.

هل تستطيع مجتمعاتنا العربية الصمود بثبات في وجه هذه الأمواج الجديدةمن القيم والثقافةالغربية؟؟؟!!أم يستمرالتخبط المجتمعي بين ماضي جميل وحاضريفتقد لأدني قواعد الشرعية والنسب الصحيح!!هل تستطيع رحم الحاضرالمصري المنهك أن تبشرنا بمولدها من قادم الأيام بصحةجيدة وسط هذه المتناقضات التي نعيشها؟؟!!

علينا فقط أن نراقب محتوي السوشيال ميديا بعض الوقت..دون حاجةللحديث عن أي مشاهد أخري في حياتنا اليومية..حتي نكتشف بسهولة ودون عناء أين وصلت صورة المجتمع..الذي نتباهي جميعاً أنه يمتلك من عمر الحضارة الإنسانيةمايتخطي حاجز الثمانية آلاف عام..ليس هذا فقط بل كان نموزج محاكاة لدي باقي الحضارات يوماً من الأيام.

مشاهدشاذةلاتشبهنا أصبحت للأسف جزء من تفاصيل حياتنا اليومية..إعتداء أب علي إبنته دون أدني مشاعر الأبوةأوحتي قليل من النخوة والرجولة،إستعانةشقيق بصديق له يعتدي علي شقيقته حتي يتمكن من الإستيلاء علي ميراثها،خروج شاب أو فتاة عن طاعة والديهما وربما نهرهما والتعدي عليهما،إختطاف صغيرة لاتملك من عمر الزمن إلا بضعة سنوات دون ذنب أقترفته،الاستيلاء علي  جراماتها الذهبيةالقليلة ثم التخلص منها وإلقاءها في مياه المصارف والمستنقعات وربما يثبت بعد ذلك أنه ذهب فالصو لاقيمة له،مؤشرات خطيرةعلي وجود خلل جسيم يعاني منه المجتمع أشتهرطوال الوقت بحميمية علاقاته الداخلية.

مع هذا التطور السريع غير الآمن في منصات التواصل بين الثقافات..لم يعد بمقدور أحد وضع حوائط او جدران أمام تسرب سيول من هذه الثقافات المختلفةعلي هذه المنصات..تقتحم بدون إستئذان خصوصياتنا وحياة أبنائنا تؤثر فيهم وتغير من مسار حياتهم.

تطعيم صغارنا منذ نعومة أظافرهم بأمصال"الحمايةوتقوية المناعة"ربما يكون أحد البدائل التربوية الضرورية،حتي لاتدمرهم حبوب الهلوسة الفكرية..التي توفرها لهم في صباهم وشبابهم جماعات التكفير والتدمير..أصبح من المحتم تدريس موادالتربية الدينية مثل باقي المواد الأساسية تحسب لهاالدرجات الكاملة،بشكل طبيعي في المدارس وداخل المناهج الدراسية حتي يتوفر لأبنائنا الحد الأدني من الردود والأجوبة علي مئات الإستفسارات والأسئلة التي تزدحم بها عقولهم وهم في طور النمو..من الضروري أن نوفر لهم جو من النقاش والشفافية والرد علي كل هواجسهم دون حرج أو خجل.

غرس القيم الإنسانية الضرورية والهامة في نفوس صغارنا..تقيهم شر البحث في الخفاء عن بدائل غير آمنه لها..توعيتهم بأهمية دور الفنون بأنواعها مثل المسارح ودور السينما الجادة والرسم والقراءة والرسم والإطلاع تزرع داخلهم إحتراماً أكثر لها..إهتمام الدولة بتأثيرات هذه القوي الناعمة والجادة،يرسخ أهميتهافي أذهانهم ومساهمتهاالقيمةفي تكوين شخصيةمتزنة ومتوازنةتستطيع العيش في هدوء وسلام نفسي 
،دون أرق أونزاع داخلي بين كمال منشود لامكان له علي الأرض وبين إحتياجات إنسانية تمثل جوهر الحقيقة التي خلق عليهابني البشر.

من الضروري ان نملأ فراغ أولادنا وبناتنا حتي لايملأه الآخرين بأفكارهم العفنة والمدمرة..من الضروري ان نكون نحن الآباء والأمهات أكثر صراحة وقدرة علي مواجهه انفسنا ونواقصها قبل ان نلقي عليهم بكامل المسئولية..من الضروري ان نعترف بأخطائنا الجسيمة ولاندعي الكمال فنحن أيضاًنتاج مجتمع كان ينقصه الكثير.

إحكام سيطرة الدولة علي مايتسرب إلينا من هذه المنصات من قبل الدولة يعدضرورة وطنية وأمن قومي..حماية الإطار العام للمجتمع ومعتقداتة الدينية وقيمةالثقافية وهويته الوطنية مسئولية مؤسسات الدولة..ليس فيها أي تعدي علي حرية الإعتقاد أوحرية الرأي والتعبير..خصوصاً مع وجود عشرات المواقف المختلفة التي دفعت الدول الغربية إلي الوقوف بشراسة أمام كل مايهدد أمنها القومي وهويتها الثقافية والوطنية.

إستدراج المرضي من قبل بعض الأطباء للعيادات الخاصة،بدلاًمن مساعدتهم وتقديم الخدمة إليهم في المستشفيات،مشاهدلم تكن مألوفة من قبل في مجتمعناالمصري،أطباء ينتمون لأشرف المهن الإنسانية يتسارعون لإحكام قبضتهم علي جيوب مرضي كثير منهم فقراء،بشراكةآخرين أصحاب معامل ومراكز أشعةوصيدليات..إهتمام ملحوظ من الأطباء بأسواق العقارات والإستثمارات ليس شيئاً مذموماً أو غير شرعي،لكنه لايمكن أن يكون بديلاً منطقياً محموداً عن الإهتمام بتحصيل آخر ماتوصلت إليه علوم الطب والنبوغ فيها.

تقاعس عدد غير قليل من المعلمين عن أداء واجبات وظيفتهم وإستكمال رسالتهم النبيلة تجاة مجتمعهم لإستدراج الطلاب إلي قاعات الدروس الخصوصية بهذا الشكل المستفذ،بالتأكيد مشهد من المشاهد الشاذة والدخيلة علي قيمنا المجتمعية التي تربينا عليها،اعتقد أننا أصبحنا في حاجة ملحة إلي إعادة إنتاج مجتمعي من جديد..في ظل مايحيط بنا من تحديات إقتصادية وتكنولوجية وثقافية ومجتمعية،أصبحت تمثل تهديداًوخطراًحقيقياً علي هويتنا الإنسانية.

الإرتباط المبالغ فيه بين قدرة الأفرادعلي تجميع الأموال فقط ونجاحهم في تجاربهم الإنسانية الشخصية،ثم تقييم المجتمع الإيجابي لهم وتغاضية عن جوانب أخري ربما تكون أكثر أهمية..من أهم التحديات الكبري أمام قدرتة علي الإحتفاظ بقيمة الإنسانيةوالأخلاقية..أتصور أننا في حاجة ماسة لإعادة النظر في مواصفات من يقودون مسيراتنا التعليمية والثقافية والدينية والإعلامية..لاشك أننا نحتاج أكثر من أي وقت مضي التفكير جيداً في مواصفات من يتولي علي أرض الواقع وليس من خلال تقارير ورقية نظريةقنوات وشرايين صناعة الهوية المصرية،نحن في حاجة إلي أناس يشعرون أنهم في مهمات وطنية خاصة ويتمتعون دون غيرهم بقدرات إستثنائية..تستطيع أن تنقذماتبقي للمجتمع من الإنهيار.

لكن علي الوجه الآخر من الصورة..هل ساهمت الدولة في هذا التصدع الذي أصاب بنيتها الإجتماعية ؟؟!!

بالتأكيد الجهاز الإداري للدولة هو جزء أصيل منها..من يتواجدون فيه هم أبناء هذا الشعب يؤثرون فية ويتأثرون به،هذا يعني أن مايدور داخل أروقة ودهاليز المؤسسات الحكومية ماهو إلا صورة طبق الأصل لما يدور في الشارع أو أن العكس قد يكون هو الصحيح..لذلك فليس هناك طريق لإحداث تغييرات حقيقية داخل المجتمع،دون أن يرافق قيام مؤسسات صناعة الوعي والوجدان بدورها داخل المجتمع..أداء أخر لايقل تأثيرة عما سبق وهومايتم من جهود للتخلص من فساد متنوع يستشري في مؤسسات الدولة ويتجذر فيها قبل عقود من الآن.

بلا شك نحن في حاجةإلي إهتمام أكثر ودعم خاص لكل النمازج الناجحة في المجتمع..حتي تكون بمثابة السفينة التي تعبربالأجيال الحالية والقادمة من أبنائنا إلي بر الأمان..هل يعترف المجتمع ويرضخ لهذا الواقع الذي أصبح عليه؟؟!!أم يستطيع الصعود بخطوات أكثر ثقةوثبات إلي ظهر سفينة الزمن القادم؟؟!!