الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل دار الإفتاء تفتي بأسهل الآراء الفقهية .. شيخ يجيب

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إليه يقول "هل دار الإفتاء تفتي بأسهل الآراء الفقهية ؟

 

وقال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، إن الأمر ليس من باب التيسير في المطلق ولكن الأصل فيه أنه إدراك للواقع المعيشي للناس.

وأشار إلى أنه ليس كما يظن الناس أن دار الإفتاء تسعى لأخف أو أيسر حكم في المذهب أو الفقه، ولكن المسألة لا تكون بهذا الشكل، فالمفتي هو موقع عن الله عز وجل الذي خلق عالم الوحي وعالم الكون، وعليه أن يراعي واقع الناس.

وضرب مثالا بأن دار الإفتاء تفتي بعدم نجاسة الكلب على المذهب المالكي، وهو إمام دار الهجرة، فالإفتاء بهذا المذهب هو مسايرة وإدراك للواقع الذي نعيش فيه.

وأكد أن تنوع آراء الفقهاء سببه تغير الواقع الذين كانوا يعيشون فيه، فكل إمام كانت له حياته ومجتمعه وحياته الخاصة به، وعاش في عرف معين بين الناس، فكان لكل إمام مذهبه وآراؤه.
 

تعريف الفتوى وأركانها

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن الفتوى لغة: اسم مصدر بمعنى الإفتاء، والجمع: الفتاوى، يقال: أفتيته فتوى وفتيا إذا أجبته عن مسألته، والفتيا تبيين الأحكام الشرعية، والاستفتاء لغة: طلب الجواب عن الأمر المشكل، ومنه قوله تعالى: (وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) [الكهف:22] وقد يكون بمعنى مجرد سؤال، ومنه قوله تعالى: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا) [الصافات:11]، قال المفسرون: أي اسألهم.

والمفتي لغة: اسم فاعل أفتى، فمن أفتى مرة فهو مفت. قال الصيرفي: «هذا الاسم موضوع لمن قام للناس بأمر دينهم، وعلم جمل عموم القرآن وخصوصه، وناسخه ومنسوخه، وكذلك السنن والاستنباط، ولم يوضع لمن علم مسألة وأدرك حقيقتها، فمن بلغ هذه المرتبة سموه بهذا الاسم، ومن استحقه أفتى فيما استفتي فيه» ( راجع الفروق للقرافي ج2/117).

قال ابن تيمية عند سؤاله عن حكم التتار على سبيل الفتوى: يجب قتال هؤلاء، بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق أئمة المسلمين، وهذا مبني على أصلين: أحدهما: المعرفة بحالهم، والثاني: معرفة حكم الله في مثلهم (انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 28/510)، وهما عنصرا الفتوى: الواقع ثم حكم الله تعالى في مثله.


وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية  يختلط مفهوم الإفتاء مع مفاهيم متقاربة أخرى، لذا نرى أن التفريق بين تلك المفاهيم في غاية الأهمية، كما أنه يساعد في تحديد المصطلحات والمفاهيم، التي توفر سرعة التفاهم ووضوح لغة الحوار. فحتى نستخلص المعنى المحدد للفتوى نحتاج إلى التفريق بين معناها، وبين معان أخرى تتداخل أحيانًا معها، مثل القضاء أو الفقه، فالفقه هو: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية (راجع نهاية السول للإسنوي 1/19)، بينما الإفتاء هو: تبيين مبهم حاصل في مسألة يراد بيان حكم الشرع فيها (راجع دستور العلماء 3/14) وعلى ذلك فالفقيه: يبين حكم الله تعالى من غير بحث عن الواقعة ولا ما يكتنفها من حوادث، أما القضاء فهو: إلزام ذي الولاية بحكم شرعي بعد الترافع إليه (راجع ظفر اللاضي، صديق خان صـ 4).


وتابع : المتأمل في تلك التعريفات يجد أنه على الرغم مما بين الفقه والإفتاء والقضاء من علاقة قوية إلا أن:-
الفقيه: يستنبط أحكام الله تعالى من الأدلة التفصيلية، وتلك الأحكام تحقق مقاصد الشريعة الكلية.


واوضح جمعة ان المفتي: فهو يدرس الواقع ثم يلتفت إلى الفقه ليأخذ منه حكم الله تعالى في مثل هذه الواقعة بما يحقق مقاصد الشريعة ، والقاضي: فإنه يتدخل لتغيير الواقع ويلزم أطراف النزاع بما عليه حكم الله تعالى.