الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حزب الله يهدد استقرار لبنان.. سعد الحريري: ما يحدث ينذر بحرب أهلية

مواطنون لبنانيون
مواطنون لبنانيون

شهد محيط قصر العدل في بيروت بـ لبنان، توترا كبيرا، اليوم، حيث تجمع أنصار حزب الله اللبناني، وحركة أمل، للاعتصام ضد القاضي طارق البيطار، قاضي تحقيق انفجار مرفأ بيروت، وشهد التجمع إطلاق نار كثيف من المتواجدين، قتل على أثره 6 أشخاص وأصيب 16 آخرون، في انفجارات بمنطقة الطيونة قرب قصر العدل.

الجيش اللبناني يحذر

وجاءت تلك التجمعات بعد رفض محكمة التمييز المدنية في لبنان، طلب "كف يد"، المحقق العدلي في القضية رغم الضغوط التي يمارسها حزب الله، ومن ناحية أخرى حذر الجيش اللبناني منفذي أعمال العنف من أن وحداته المنتشرة في منطقة الطيونة ستطلق النار باتجاه أي مسلح على الطرقات باتجاه من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر، مطالبا المدنيين بإخلاء الشوارع.

تأخر كشف الحقيقة 

وفي هذا الصدد قالت المتخصصة في الشأن اللبناني، جيلان جبر، إن ما حدث في لبنان اليوم الخميس، هو نتيجة أساسية لعدم الكشف عن الحقائق المتعلقة بـ انفجار مرفأ بيروت "4 أغسطس 2020".

وتابعت "جبر" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأحداث التي يعيشها لبنان بشكل عام هي عبارة عن تداعيات لـ الانفجار الذي مر عليه أكثر من عام، ولم يُكشف عن الضالعين فيه "من وراء الدمار الذي حدث".

ولفتت أن "حشد عناصر من حزب الله اليوم الخميس، كان يهدف لعزل القاضي الذي طلب التحقيق مع عدد من المشتبه بهم في انفجار المرفأ".

استعراض قوة لـ حزب الله

وأشارت "جبر" إلى أن ما فعله حزب الله من استعراض للقوة والدخول إلى المناطق السكنية التي وقعت بها أحداث اليوم، "مناطق مسيحية" وحمل عناصره السلاح وتهديد المواطنين ومحاولة حرق سياراتهم ينذر بحرب شوارع أو حرب أهلية كما أطلق عليها  سعد الحريري.

ولفتت أن حزب الله ادعى أن المظاهرات سلمية، ولكنها لم كذلك، فـ الحشد والأسلحة والسيارات التي دخل بها، كانت استعراض للقوة وتهدف لـ عزل قاضي التحقيقات في انفجار المرفأ.

القاضي الثاني للتحقيق

وقالت إن القاضي الذي يشرف على تحقيقات انفجار المرفأ هو القاضي الثاني الذي يكلف بهذه المهمة، بعد أن تم عزل القاضي الأول، ومن المتوقع أن يكون هناك قاض ثالث للتحقيقات، وحتى الآن لم يتم التوصل إلى حقيقة الانفجار.

واختتمت: "المشهد الخارجي يقول إن هناك صراعا إيرانيا إسرائيليا، وإيرانيا أمريكيا يدفع ثمنه لبنان في الداخل".

السلاح لغة التخاطب 

ومن جانبه قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، في كلمة وجهها إلى اللبنانيين: "ما شهدناه اليوم في منطقة الطيونة، مشهد مؤلم وغير مقبول، بصرف النظر عن الأسباب والمسببين".

وشدد على أنه ليس مقبولا أن يعود السلاح لغة تخاطب بين الفرقاء اللبنانيين، لأننا "جميعا اتفقنا على أن نطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا".

وتابع: "تعزيتي إلى ذوي الضحايا الأبرياء الذين سقطوا اليوم برصاص مجرمين، اعادنا بالذاكرة إلى أيام طويناها، وقلنا: تنذكر وما تنعاد".

ما حدث ليس مقبولا 

وأكد رئيس الجمهورية أن ما جرى اليوم، ليس مقبولا، خصوصا في وقت ارتضى الجميع الاحتكام إلى دولة القانون والمؤسسات.

وهذه الدولة التي تضمن الحريات لا سيما منها حرية التعبير عن الرأي، يجب أن تكون وحدها، من خلال مؤسساتها، المرجع الصالح والوحيد لمعالجة أي إشكال أو خلاف أو اعتراض.

وأضاف أن الشارع ليس مكان الاعتراض، كما أن نصب المتاريس أو المواقف التصعيدية لا تحمل هي الأخرى الحل، وما من أمر لا حل له، وحله ليس إلا من ضمن المؤسسات وكذلك من خلال الدستور الذي ما من أمر يُعلى عليه، لا التهديد ولا الوعيد.

البلد لا يحتمل خلافات

وتابع: "البلد لا يحتمل خلافات في الشارع، ويحتاج إلى معالجات هادئة، مكانها الطبيعي هو المؤسسات، وفي مقدمها مجلس الوزراء الذي يجب أن ينعقد، وبسرعة. وقد أجريت اليوم اتصالات مع الجهات المعنية لمعالجة ما حصل، والأهم منع تكراره مرة تانية، علما بأنه لن نسمح بأن يتكرر تحت أي ظرف كان".

ولفت إلي أن القوى العسكرية والأمنية قامت وستقوم بواجباتها في حماية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي. ولن نسمح لأحد بأن يأخذ البلد رهينة مصالحه الخاصة أو حساباته، ما حصل سيكون موضع متابعة أمنية وقضائية. وأنا، من جهتي، سأسهر على أن يبلغ التحقيق حقيقة ما جرى وصولاً إلى محاسبة المسؤولين عنه والمحرّضين عليه مثله مثل أيّ تحقيق قضائيّ آخر، بما فيه التحقيق في جريمة المرفأ، التي كانت وستبقى من أولويات عملي والتزامي تجاه اللبنانييّن والمجتمع الدولي.

واختتم: "إنّني أطمئن اللبنانييّن أنّ عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ونحن ذاهبون باتجاه الحل وليس في اتجاه أزمة. وإنني بالتعاون مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب لن نتساهل ولن نستسلم إلى أيّ أمر واقع يمكن أن يكون هدفه الفتنة التي يرفضها جميع اللبنانيين".

مصر تعلق على أحداث لبنان

وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، أن مصر تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع في لبنان، وتأسف لما شهدته الساحة اللبنانية من أحداث اليوم.

وأضاف المتحدث الرسمي أن مصر تدعو كافة الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس، والابتعاد عن العنف تجنباً لشرور الفتنة، وإعلاء لمصلحة الوطنية العليا للبنان وشعبه في إطار الالتزام بمحددات الدستور والقانون بما يصون استقرار البلاد وأمنها ويحفظ مقدرات شعبها الشقيق ويخرجه من دائرة الأزمات المفرغة.

وأكد المتحدث الرسمي أن على الحكومة ومؤسسات الدولة في لبنان الاضطلاع بمسؤولياتها في إدارة البلاد وحل الأزمات واستعادة الاستقرار، حتي يتمكن المجتمع الدولي من مساعدة لبنان على المضي قدماً صوب مستقبل أفضل.