الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اشتباكات دامية في بيروت ..أحداث الطيونة تعيد شبح الحرب الأهلية إلى لبنان ..الحكومة تعلن الحداد .. القوي السياسية تتبادل الاتهامات.. والمواطن يدفع الثمن

مظاهرات لبنان
مظاهرات لبنان

دخلت حالة الحداد التى أعلنها أمس رئيس الوزراء اللبناني حيز التنفيذ اليوم حيث أغلقت المؤسسات الحكومية والمدارس بموجب حداد بعد مقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة عشرات في اشتباكات دامية بالعاصمة بيروت أمس.

واندلع إطلاق النار الخميس أثناء مظاهرات، نظمتها حركة أمل وحزب الله احتجاجا على القاضي المكلف بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي.

وقالت جماعة حزب الله إن قناصة على أسطح بنايات أطلقوا النار على المتظاهرين.

واتهمت حركة أمل وجماعة حزب الله الشيعيتان حزب "القوات اللبنانية" بإطلاق النار. لكن الحزب نفى ضلوعه.

موقف الجيش  اللبناني

مع بداية الأحداث، أصدر الجيش اللبناني بيانا قال فيه إنه "خلال توجه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة بدارو، وقد سارع الجيش إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها وعلى مداخلها وبدأ تسيير دوريات كما باشر البحث عن مطلقي النار لتوقفهم".

وفي مساء الخميس، أصدر بيانا آخر قال فيه إنه "أثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حصل إشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة - بدارو، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح".

وكان رئيس لبنان، ميشال عون، قد وجه كلمة إلى البنانيين عقب الأحداث معتبرا أن ما حدث في منطقة الطيونة، مشهد مؤلم وغير مقبول، بصرف النظر عن الأسباب والمسببين.

وشدد عون على أنه ليس مقبولا أن يعود السلاح لغة تخاطب بين الأفرقاء اللبنانيين، لأننا جميعا اتفقنا على أن نطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا.

وتأت أحداث مطيونة فى ذكري مرور عام على انفجار المرفأ الذى مازال لبنان يعاني من توابعه وتداعياته.

بداية الأزمة
بدأت الأزمة حين دعا حزب الله وحركة أمل إلى الخروج بتظاهرات أمام قصر العدل في بيروت احتجاجاً على ما وصفوه بـ"تسيس القضاء" والمطالبة بتنحي قاضي التحقيقات في إنفجار مرفأ بيروت، وذلك بعد قراره بعزل وزير المالية من منصبه علي حسن خليل، المحسوب على حركة أمل.
تعرضت التظاهرات إلى إطلاق نار سقط خلالها ستة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى .
ووثقت وسائل التواصل الاجتماعي الأحداث الماسأوية حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو تظهر هول ما يحدث في العاصمة اللبنانية وفزع اللبنانيين كبارا وصغارا، بينهم طلاب داخل المدارس تختبئ أسفل الطاولات.

كما ظهر فيديو أيضاً أحد القناصة يعتلي إحدى البنايات التي تضررت بسبب الرصاص.
البعض صنف هذه الإشتباكات بأنها الأسوأ منذ عام 2008
وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع تصور تبادل إطلاق النار وعمليات الكر والفر.

ومن الشوارع إلى المستشفيات صورت مقاطع فيديو محاولات إسعاف المصابين وسط حالة من الفزع والفوضى.


أحداث الخميس أعادت التاريخ أمام أعين كثيرين منهم عاشوا ويلات الحرب ورعب الركض في الشارع بلا وجهة احتماء من الموت يلاحقهم قبل أعوام، ومن لم يعشها منهم اليوم شاهدها منقولة
وعبر لبنانيون عن غضبهم من كل ذي سلطة في البلد وحملوهم مسؤولية "تكدس السلاح" بينما يعاني الناس جوعا ونقصا في مواد حياتية.

ردود الأفعال
توالت ردود الفعل الدولية على ما يحدث في لبنان بين قلق من تداعيات ما يحدث وبين دعوات لضبط النفس.
كانت البداية من الأمم المتحدة التي لم تغض بصرها عما جرى يوم الخميس بشوارع بيروت، وسقوط عشرات القتلى والإصابات، فقد أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانّا فرونِتسكا، عن قلق الأمم المتحدة "البالغ إزاء اندلاع أعمال العنف في بيروت".

وأدانت "اللجوء إلى العنف المسلح خارج سلطة الدولة"، وشددت على ضرورة ضبط النفس والحفاظ على الهدوء وضمان حماية المدنيين.

كما وصف السفير البريطاني في لبنان، "إيان كولارد" في تغريدة عبر حسابه على تويتر أحداث بيروت بـ"المقلقة". ودعا جميع الجهات إلى ضبط النفس قائلا إن " المواجهات العنيفة لا تصب في مصلحة لبنان .

عربيا، أصدرت المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، بيانا بخصوص الأوضاع المضطربة التي يشهدها لبنان، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.


وأوضحت وزارة الخارجية أن المملكة تتابع باهتمام الأحداث الجارية هناك، وتعرب عن أملها في استقرار الأوضاع بأسرع وقت، مؤكدة وقوف المملكة التام وتضامنها مع الشعب اللبناني.


وقالت الوزارة في بيان لها أن السعودية تتطلع إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام، بإنهاء حيازة واستخدام السلاح خارج إطار الدولة، وتقوية الدولة لصالح جميع اللبنانيين دون استثناء.


وأكد البيان على أن الشعب اللبناني يستحق استقرارا في وطنه، ونماء في اقتصاده وأمنا يبدد الإرهاب.
ومن جهتها دعت قطر إلى "تغليب صوت الحكمة والمصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والسياسية".