الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليوتيوبر والأنفلونسر يتفوقون على السينما!

 

ماذا لو كان القائمين على مهرجان الجونة السينمائي قد انتجوا فيلم افتتاح روائي قصير عن الموسيقى والغناء شبيه بالفيلم الرائع "ميكرفون" طالما يعشقون الموسيقى هكذا! بدلا من الفقرة الغنائية الاستعراضية "السيئة " التي شاهدناها للممثل و مؤدي المهرجانات محمد رمضان وهو استعراض لأغنية ليس لها علاقة بالسينما التي نحتفي بها، حقا لماذا لا يسعى صناع المهرجان لإنتاج فيلم روائي "قصير" بمشاركة نجوم ومخرجين ومؤلفين ليكون فيلم خاص بافتتاح المهرجان بدلا من أغنية الجونة المعتادة كل عام والتي لا محل لها من الإعراب غير انها أغنية سياحية دعائية للمكان ! ووجدنا حالة تسابق من ممثلين وممثلات للغناء وتصوير كليبات بالتزامن مع المهرجان !
لو كان ركزوا جهودهم طوال فترة التحضيرات وانتجوا فيلما قصيرا عن الموسيقى والغناء وبطولة دينا الشربيني ومحمد رمضان "المهمومان بالغناء"! وتم عرضه في الافتتاح كان الحال أفضل كثيرا بدلا من إلغاء أهم ما يميز أي مهرجان في العالم وهو فيلم الافتتاح الذي يكون المفاجأة الكبرى لجمهور الحفل.
ولكن تشعر أن الحفل مثل أي حفل في نادي وليس افتتاح مهرجان سينمائي يقول صناعه انه لولا كورونا كان أصبح من أهم المهرجانات السينمائية العالمية،  وأقول لهم really !
لم أشاهد مهرجان سينما "حقيقي" يقدم دعوات بهذه العشوائية فنجد ضيوفا من الانفلونسرز واليوتيوبر والرابرز أكثر من نجوم السينما !؟ سوى بعض المهرجانات العربية الشبيهة ولذلك بدأت وانتهت سريعا.
أي مهرجان سينمائي مهم يضع معاييرا صارمة حول أسماء الضيوف المدعوين، يجب أن يكون لهم إنتاج سينمائي واضح أو أفلاما مشاركة، لن أقارنه بمهرجاني القاهرة وقرطاج "الاعرق" والأهم في المنطقة العربية وافريقيا، فالتاريخ لا يمكن تجاوزه واختصاره.
سأتحدث عن تجربة ناجحة حديثة وهو مهرجان مراكش حيث نجح أن يكون له شخصية سينمائية مهمة وصلت للمستوى الدولي من برمجة ولجان تحكيم وضيوف وماستر كلاس ، ولذلك كنت تشاهد أسماء مهمة ترأس لجان التحكيم أو تقدم ماستر كلاس المهرجان، شاهدت بنفسي سكورسيزي وجوناثان ديم، كوبولا، أمير كوستاريكا، فاتح أكين وغيرهم.
بخلاف نجوم السينما العالمية في الافتتاح والختام، وجدتهم يدققون بشكل كبير حول أسماء المدعوين وعلاقتهم بالسينما وشخصيا تحدثت ذات مرة عن بعض الأسماء قالوا يجب أن يكون إنتاجهم السينمائي مهم حتى يتم دعوتهم !
في مهرجان الجونة تجد ضيوفا بشكل عشوائي، وليس لهم علاقة بالسينما! ولكن ربما لغياب الجمهور العام فيكون المدعوين هم البديل لملء فعاليات المهرجان وحفلاته.
بداية المهرجان كانت مبشرة ولكن تراجع دورة بعد أخرى و للأسف أصبح الحديث عن فساتين وسهرات الجونة كل عام أكثر من الأحاديث عن الأفلام التي تعرض ! هذه الحقيقة والتي يحاول صناعه إبعادها عن المهرجان ولكن بسهولة يمكن التأكد من التايم لاين سيجدون "لا صوت يعلو فوق صوت الفساتين" وعن سخرية الجمهور حدث ولا حرج!
أبرز ما في حفل الافتتاح كان الاستعراض الخاص بتكريم أسطورة الكوميديا سمير غانم وواضح انه عمل تم بإتقان وكان يجب الاكتفتاء به، دون إضافة فقرة غنائية استعراضية احتار الناس في تفسير ما حدث بها من عشوائية وبدا ظهور الفنان محمد رمضان على المسرح وطريقة الاحتفاء به وكأنه منقذ حفل الافتتاح! رغم انه على مستوى الموسيقى العالمية كان يقف بجواره من هو أهم "ريد وان" الذي تعاون مع أشهر مطربي العالم وكان يجب الترحيب به بباقة ورد أيضا! 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط