الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أماني حسن محمد تكتب: المكتوب على الجبين

صدى البلد

منذ بدأت جائحة كورونا وتأتي الأسئلة تباعًا حول الاستعدادات اللازمة للوقاية من هذا المرض، وكذلك أخذ اللقاح المعد للوقاية منه، ويقولون لماذا نأخذ بالتدابير الاحترازية مع أنها لن تغير شيئًا في قدر الله – تعالى – أو كما يقال ويشاع (المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين وسيبها على الله)؟
وللسؤال أهمية بالغة، وأراه مناسبة جيدة للتعرض لبعض الثوابت التي يجب ترسيخها في نفس المؤمن، فهذا السؤال يدل على أن صاحبه لم يفهم بعد مراد الله – تعالى – من إيجاده على وجه الأرض، أو في هذه الحياة الدنيا، فيا سيدي لم يخلقك الله حتى تغير في القدر، أو لا تغير ، بل إن هذا من الأمور التي لا تشغل عقل الإنسان المؤمن ، فالمؤمن يسبح ، ويتحرك ، تحت مظلة أوامر الله ونواهيه، فهو إنما وجد ليحقق مراد الله من إيجاده ، وهو الخضوع لأوامر الله ونواهيه، قال- تعالى  - (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )(آية ٥٦ /الذاريات)،
والعبادة :هي الخضوع والسير تحت حكم المعبود، سواء غير ذلك في الواقع، ونفس الأمر، أم لم يغير، فمن عرف ذلك عرف أن الله -سبحانه وتعالى- أمره بدفع الضر عن نفسه ، سواء دفع ذلك الضر ،أم لم يدفعه ، فلو افترضنا أن مسلمًا قد كشفت له الحجب ، ورأى أن المسلمين سيهزمون في هذه المعركة التي يحارب فيها معهم ، فقد حَرُم عليه أن يفر من المعركة ، وكان فعله هذا كبيرة من الكبائر ، مع أنه لن يغير شيئًا فيما سيحدث ، لكنه خالف أمر الله -تعالى - ، وإذا كان هدف الإنسان أن ينجو في الآخرة ، فإنه عليه أن يهتم بسبيل النجاة الوحيد ، وهو الذي قاله النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه – عن النبي ﷺ أنه قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: يا رسول الله ومن يأبى؟! قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)، وهذا ما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – مع الرجل الذي جاءه يسأله متى الساعة ؟ فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – ( أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَتَى السَّاعَةُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ما أعْدَدْتَ لَهَا قالَ: ما أعْدَدْتُ لَهَا مِن كَثِيرِ صَلَاةٍ ولَا صَوْمٍ ولَا صَدَقَةٍ، ولَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، قالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ) فلاحظنا هنا أن النبي- صلى الله عليه وسلم – حول عقل الرجل للشيء الذي ينفعه ، فلو علم أن الساعة اليوم ، أو أنها غدًا، أو أنها بعد ألف سنة ، فإن ذلك لن يفيده بشيء، لأنها قد تكون بعد ألف سنة وتكون ساعته هو بعد دقيقة ، لذلك قال له النبي – صلى الله عليه وسلم – وماذا أعددت لها؟ ،
لذلك فلننشغل بما ينفعنا، ولنترك المراء جانبًا .