الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آخر سقا في مصر.. عم عبد الحميد يروي عطش الناس لأكثر من 50 عاما.. فيديو

آخر سقا في مصر، عم
آخر سقا في مصر، عم عبد الحميد بكر

بوجه البشوش وجلبابه الأخضر الجميل يطوف عبد الحميد بكر محمد صاحب الست وسبعون عاما محافظات عديدة في جمهورية مصر العربية راوياً عطش الناس بقربته التي يحمل فيها الماء على الجانب الأيسر من وسط جسده حاملاً على الجانب الأيمن شنطة بها احتيجاته و عدد من الأكواب الفضية التي تساعده في مهنته التي تطوع بها لخدمة عباد الله منذ شبابه لا يمنعه في ذلك أي شيء.

«بكيت لوالدي علشان أشيل القربة لسقيا الناس» بهذه الكلمات بدأ عم عبد الحميد بكر من محافظة أسيوط حديثه مع موقع «صدى البلد» منوهاً بأنه أحب القربة بشكل كبير منذ أن كان في السادسة عشر من عمره وارثا إياها أب عن جد، حيث اكتسب الأخير هذه المهمة منذ رجوعه من الحج قديما وأورثها لابنه ومن ثم حفيده عبد الحميد.

ويضيف عبد الحميد، والمشهور بأنه «آخر سقا في مصر» وهو أب لأربعة من الذكور وثلاثة من البنات إحداهن مصابة بشلل الأطفال، لافتا  أنه لا يقدر عن الاستغناء عن هذه المهمة الربانية حيث يقوم فيها على سقيا عباد الله بدون مقابل مادي، معبراً: « نحن قوم لا نطلب ولا نرفض» مثل صندوق ماء مجاني بجوار ثلاجة خاصة، إذا أخذ منها الشخص بدون مقابل فلا بأس، وإن ترك فهذا خير وبركة، لكننا لا نطالبه بشيء ابداً، فلساني أخرس في هذا ويدي مقطوعة عن الطلب مثل أجدادي. 

«صلى على النبي».. لا يترك عم عبد الحميد مدح النبي - صلى الله عليه وسلم- طوال يومه خاصة عند سقيه للناس، منوهاً بأن بركة الصلاة على المصطفي - عليه الصلاة والسلام- تشعره وكأنه ما زال في الأربعين من عمره يجوب مع الطرق الصوفيه احتفالات عديدة من أسوان لإسكندرية، ومن كفر الشيخ لبني سويف، ومن الدقهلية إلى المنوفية ساقياً الناس ماء يشعرون بأنها زمزم.  

ويشير عم عبد الحميد إلى أنه صنع القربة من جلد الماعز وأنه صنعها بنفسه ثم يضع فيها ملح لتطهيرها وإزالة البكتيريا منها حتى لا تتعفن، وفي النهاية أيع داخل القربة بعض النعناع أو ماء الورد حتى تتعطر المياه، وهي تكفي لحمل 20 إلى 40 كيلو من الماء، مختتماً: «أنا اشتغلت في الفلاحة ومراعاة الجمال لأقدر على إعانة أسرتي وأحمل بزيادة معاشي أيضاً لأستطع تغظية التزماتي المادية».