حصاد ناجح للمهرجان العربي لفيلم التراث.. وعبد العزيز المسلم : أفلام غنية عكست أهمية الصورة في توثيق تراثنا

عبر الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس شرف المهرجان العربي لفيلم التراث عن سعادته بنجاح الدورة الثانية للمهرجان التي استضافتها مدينة خورفكان بإمارة الشارقة.

وأضاف:" غُصنا على مدار أربعة في أعماق التراث، أفلاماً وندوات، وعروض شيقة، ومسابقات وورش وصور، في مدينة خورفكان الجميلة، خورفكان الحضارة والتاريخ والأفق المفتوح على أوسع مدى، هناك كان موعدنا مع عشاق التراث والإبداع والابتكار من أجل التراث بمختلف عناصره ومكوناته، وفي القلب منها أفلام التراث، فجاءت النسخة الثانية من المهرجان العربي لفيلم التراث لتعلن عن انطلاقة جديدة تكمل الانطلاقة الأولى وتضيف لها من أجل الدورات القادمة. فشكراً للجميع، شكراً خورفكان التي احتضنت الجميع، وأدهشتنا بكل ما فيها".

وتابع:"حملت هذه الدورة شعار علم من أعلام التراث العربي الذين كرسوا حياتهم في خدمة التراث وحفظه، وهو الراحل الأستاذ الدكتور عصمت يحيى، حاوية الكثير من المضامين الغنية التي تعكس أهمية الصورة في توثيق التراث من خلال البرنامج الفكري المصاحب، بالإضافة إلى عروض الأفلام والصور الفوتوغرافية".

من جانبه، قال أحمد سالم البيرق، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في معهد الشارقة للتراث:"سعينا لتحقيق كافة أهداف المهرجان التي تتجلى في المساهمة في تنشيط حركة سينمائية جادة تهدف إلى الوعي بأهمية التراث الشعبي والحضاري والطبيعي والعمل على نشر الثقافة والهوية العربية، وتفعيل دور السينما الوثائقية العربية لموضوعات التراث من أجل نشر الوعي للحفاظ عليه، وتشجيع المؤسسات والهيئات والأفراد للاهتمام (بفيلم التراث) حيث جاءت أهمية دور المعهد في هذه النسخة من المهرجان من هذا المنطلق، ورأيناها بالفعل بصمة مميزة وخاصة تشكل قيمة مضافة لهذه التجربة التي نحتاجها جميعاً، في ظل عمل مشترك وتنسيق عال المستوى وتعاون حيوي فعال من أجل ترجمة أهداف المهرجان والدخول إلى عالم السينما من بوابة التراث".

ولفت البيرق إلى أن اختيار مدينة خورفكان لاستضافة هذا الحدث يؤكد على أهمية ومكانة خورفكان عبر التاريخ والدور التاريخي الذي لعبته تاريخياً، وكذلك ما تتميز به من صناعات يدوية تقليدية وفنون شعبية وتراث حافل بالكثير من القصص والحكايات، إضافةً إلى ما تشهده اليوم من نهضة وتقدم وازدهار ومشروعات متنوعة غطت مختلف المجالات التي جاءت وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، التي تستند بشكل رئيسي إلى مكانة وقيمة الثقافة والتراث والفنون واستدامتها.

ندوات الفيلم والتراث
جاءت ندوة المهرجان الأولى والافتتاحية بعنوان دور المؤسسات الثقافية في الحفاظ على التراث، معهد الشارقة للتراث أنموذجاً، تحدث فيها الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس شرف المهرجان، وأدارها أحمد سالم البيرق، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في معهد الشارقة للتراث، ولاقت الندوة تفاعلاً حيوياً لافتاً من قبل الحضور، وشكلت تساؤلاتهم ومداخلاتهم إضافة نوعية للندوة التي كانت حافلة بالمعلومات والأفكار والعناوين المتعلقة بدور ومكانة وجهود معهد الشارقة للتراث في حفظ وحماية التراث ونقله للأجيال واستدامته.

وقد ركزت الندوة على دور المؤسسات المعنية بالتراث الثقافي في عملية صون وتوثيق التراث، وعلاقة ذلك بصناعة الأفلام الوثائقية الدرامية، حيث يقع على عاتق المؤسسة المعنية بصون وتوثيق التراث الثقافي عملية إبجاد المعلومات الحقيقة والمصادر الحقيقية والمحتوى الذي تعتمد عليه الصناعة الفيلمية في هذا المجال.

المرأة والتراث والسينما
كما تابع الجمهور ندوة المرأة والتراث والسينما، تحدثت فيها الباحثة فاطمة المغني من الإمارات، والباحثة حفصة واقنة من الجزائر، ويديرها الدكتور محمد عبد الحافظ. أما الندوة التي حملت عنوان فيلم التراث كوثيقة سينمائية لتثمين التراث وتعزيز الهوية العربية، فقد شارك فيها الفنان المخرج عبدالله الجنيبي، الإمارات، الفنان والباحث علي العبدان، الإمارات، والدكتور إسلام عز العـرب، مصر، وأدارها الناقد نعمة يوسف ، في حين جاءت ندوة أهمية الصورة الفوتوغرافية في توثيق التراث، تحدثت فيها الدكتورة سلمى يوسف، مصر، الدكتور أحمد بلاب، مصر، الدكتور محمد عبد الحافظ، ويديرها الدكتور خالد عويس، مصر.

كرّم الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس شرف المهرجان، في حفل ختام النسخة الثانية من المهرجان العربي لفيلم التراث،الفائزين بمسابقة أيام الشارقة التراثية للتصوير الفوتوغرافي،في ظل إقبال لافت من عشاق وحراس التراث والذاكرة، وعلى ضوء لوحات فنون شعبية من أداء فرقة الشارقة الوطنية،  وذلك في فئتي حياة الناس وجماليات المباني والأجنحة: 
الفائز بالمركز الأول عن فئة حياة الناس، علاء عبد الناصر يحيى. والفائز بالمركز الثاني عن فئة حياة الناس، سهام محمد إبراهيم. 
الفائز بالمركز الثالث عن فئة حياة الناس، محمد أحمد علي. أما بخصوص فئة جماليات المباني والأجنحة، فقد ارتأت لجنة التحكيم حجب المركزين الأول والثاني،وفاز بالمركز الثالث Eric Villocillo Perales.

وشهد حفل الختام أيضاً تكريم لجنة انتقاء الأفلام والصور الفوتوغرافية: الدكتور محمد عز العرب، رئيس لجنة انتقاء الأفلام والفوتوغرافيا، وأعضاء اللجنة، الدكتور محمد عيسى، الأستاذة حفصة واقنة، الدكتورة نهى حسن. كما تم تكريم لجنة تحكيم الفوتوغرافيا: الأستاذ الدكتور خالد عويس، رئيس اللجنة، والأعضاء الأستاذ الدكتور أحمد بلال، والأستاذة جليلة عجبوني. وتلا ذلك تكريم لجنة تحكيم الأفلام، وهم: الأستاذة الدكتورة هند عصمت يحيى، رئيسة اللجنة، والأعضاء المخرج السينمائي بسام الذوادي، والأستاذة الدكتورة سلمى يوسف.

وقدم الدكتور إسلام عز العرب والفنان عبد الله الجنيبي، درع المهرجان المهدى إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حيث تسلمه الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث. كما تم تقديم درع المهرجان إلى سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والمخرج الإماراتي عبد الله الجنيبي.

عروض الأفلام
عديدة هي الأفلام التي تابعها الجمهور في الفترات المسائية بخورفكان، سواء تلك العروض داخل مسابقة المهرجان، أو الأفلام خارج مسابقة المهرجان، حيث تم عرض أفلام من داخل مسابقة المهرجان، من بينها سنابك الخيل للمخرجة المغربية مليكة ماء العينين، الباسقات للمخرج الليبي طارق الهوني، غرب سهيل للمخرج المصري ماركو يوسف، القطعة المفقودة للمخرج العُماني حسين البلوشي، فيلم المتحف للمخرج الجزائري جمال باشا، وفيلم افيولايت للمخرج العُماني محمد الدروشي، موزاييك دمشقي للمخرج السوري محمد خليل أبو مطحنة، أنامل ذهبية للمخرجة السودانية عزة نصر.

كما تابع الجمهور عروض أفلام من داخل مسابقة المهرجان، هي:فيلم الزيج، سيناريو وإخراج صلاح الحضرمي، إنتاج الجمعية العمانية للسينما والمسرح ٢٠٢١، وفيلم مقابر كوم الشقافة، للمخرجة المصرية هند خورشيد، ترجمة الدكتورة سمر خورشيد، سيناريو وإخراج هند خورشيد، مونتاج جوزيف زوفا، وأصابع من حرير تصوير وإخراج محمد أحمد ياسين، جامعة ٦ أكتوبر، كلية الفنون التطبيقية، قسم الفوتوغرافيا والسينما والتلفزيون، حلم الملح للمخرجة المصرية مروة كامل، وفيلم تدلس للمخرج الجزائري صالح بو فلاح، عين الشرق للمخرج السوري مصطفى سالم، صناعة الفخار والجص والسيراميك (وثائقي، حرفة من التراث السوري)، للمخرجين السوريين سامر الجريس ومارلين جبارة.

كما كان هناك عروض لأفلام من خارج المسابقة، هي: فيلم صندوق الدنيا للمخرجة المصرية مروة كامل، النيروز العُماني للمخرج العُماني حسين البلوشي، وفيلم المنسج، فكرة وإعداد مليكة ماء العينين، تصوير مليكة ماء العينين ومحمد العماري. إنتاج مختبر الصحراء.

تضمن المهرجان، مسابقة الأفلام الوثائقية (فيلم التراث) القصيرة التي لا تزيد مدتها عن ٣٠ دقيقة، والأفلام الطويلة التي تزيد مدتها عن ٣٠ دقيقة وموضوعاتها حول التراث الشعبي، الحضاري، الطبيعي،بالإضافة إلى عرض الصور الفوتوغرافية (المرحلة النهائية)، بمشاركة ١٢ مصوراً من مصر والعراق والجزائر والأردن والمغرب وسوريا واليمن.