"بعد 56 عاماً في صناعة السينما، وتمثيل أكثر من 200 فيلم، وبعد كسر الكثير من العظام.. أخيراً حققتها".. بكلمات بسيطة ممزوجة بالدموع عبّر بطل الأكشن العالمي جاكي شان عن شعوره غير المسبوق بحصوله على تمثال الأوسكار لأول مرة في تاريخه الفني الذي تخطى 5 عقود.
الأوسكار ترفض أفلام الحركة

من المعروف أن لجنة الأوسكار متحيزة ضد أفلام الحركة والإثارة، وغيرها من الأفلام خارج دائرة الدراما والتاريخ والسير الذاتية، لذلك عندما تعطي جائزة أوسكار شرفية للنجم الآسيوي جاكي شان هذا يعتبر تقديراً مضاعفاً لجهود الأخير وإبداعاته في دنيا الفن.
استحق هذا الرجل ذو الملامح الآسيوية التقليدية هذه الجائزة بالفعل، فبعد عمله في السينما لمدة 56 عاماً منذ كان في السادسة من عمره، واشتراكه في 200 فيلم سواء كممثل أو كمخرج أو كمنتج، تركت جهوده بصمة مميزة في هذا الفن الرائع، ولم تستطع لجنة الأوسكار إغفالها ما أرضى الكثير من محبيه حول العالم.
وحصل شان ذو الستة والخمسون عاماً على جائزته الشرفية في حفل الأوسكار السنوي بقلب مدينة لوس أنجلوس، وقدم جائزته توم هانكس ومايكل يوه وكريس تاكر، وقد قارن هانكس شان بالرواد مثل جون واين وباستر كيتون.
جاكي شان: حلم قديم تمنيته ووالدي

قال شان عن جائزته، إنها حلم قديم، تمناه هو ووالده، ولكن آمن طويلاً إنه صعب المنال بسبب نوعية أفلامه التي تنتمي للكوميديا والحركة، ولا يحظى أصحابها بمثل هذه الجوائز وشكر معجبيه، قائلا إنهم السبب "في مواصلتي صنع الأفلام والقفز من النوافذ والركل واللكم وكسر عظامي".
أول صيني يحصل على أوسكار

وقال شان عبر صفحته على فيس بوك معقباً عن الجائزة: مضت 56 عاماً منذ صورت أول أفلامي عندما كنت في السادسة من عمري، عملت في أكثر من 200 فيلم حتى اليوم، وأود أن أشكر من كل قلبي لجنة الأوسكار لمنحي هذه الجائزة، التي تشجع وتعترف بإنجازاتي بينما لازالت شاباً، وأشعر بالشرف لأنني أول صيني في التاريخ يحصل عليها.

وأضاف: أنا وفريقي تعودنا على القيام بعملنا بمنتهى الشغف، فهذا واحد من أهم مبادئنا، وهذا الشغف الذي يشعل قلوب ممثلي أفلام الحركة هو سبب نجاحهم، ولأكون صريحاً فصناعة هذا النوع من الأفلام ليس سهلاً، فمن الطبيعي لنا أن نُجرح وننزف، والكثير منا عانى من الإصابات الجسدية، لذلك أرغب في مشاركة الجائزة مع فريقي الذي كان معي في الأوقات الجديدة والأوقات الصعبة لعدة سنوات، وكذلك أشاركها مع كل نجم أفلام حركة في العالم.
رأيته في منزل سيلفستر ستالون

“أود أن أشكر عائلتي، وكل شخص موهوب ومحترم عملت معه في أي موقع تصوير، وكل شركاء العمل الذين دعموني، لقد وضعت لنفسي هدف وأتمنى ألا تكون هذه الجائزة الأخيرة، وأرغب في التماس هذه الفرصة وأشكر من كل قلبي محبينِ الذين أعطوني كل الدعم والسبب في جعلي أعمل كل يوم”، بهذه الكلمات تحدث جاكي شان خلال حفل تسليم الاوسكار، مضيفا أنه رأى التمثال الذهبي في منزل سيلفستر ستالون قبل 23 عاماً، وقال إن تلك هي اللحظة التي راودته فيها الرغبة في الحصول على الجائزة.

مشوار البطل الآسيوي

وُلد جاكي شان في السابع من أبريل عام 1954، وسُمي جان كونج سانج، وهاجر والداه عام 1960 لأستراليا تاركان ولدهما خلفهما، في سن السابعة التحق بأكاديمية الدراما الصينية، وهناك تعلم الكثير من الفنون مثل التمثيل والغناء، وبعد أن تم عشرة سنوات غادر هذه الأكاديمية.
وفي عمر السابعة عشر، بدأ شان عمله في السينما كبديل أو “دوبلير” بلغة السينما، أي الشخص الذي يقوم بالمشاهد الصعبة والخطرة بدلاً من الممثل الأصلي في الأفلام، ولكن بعد ذلك بدأ في صناعة أفلامه الخاصة.

لم تحقق الأفلام الأولى أي نجاح بسبب محاولته تقليد أسلوب الأسطورة بروس لي في التمثيل، ولكن مع الوقت بدأ في صنع أسلوب تمثيل خاص به وحده، يجمع بين الكوميديا المرحة والحركات الرياضية الصعبة في أفلام حركة مختلفة تماماً، ليصل في سنوات قليلة لنجاح ساحق بالسينما الأسيوية.

في أوائل الثمانينات حاول جاكي شان تحقيق نجاح مماثل في الولايات المتحدة، حيث رغب في اقتحام هوليود، ولكن في البداية فشلت هذه المحاولات، بسبب محاولة المخرجين في إدخاله بقالب ممثلي الحركة الأمريكيين، ما أبعده عن أسلوبه المعتاد الذي ضمن نجاحه من قبل، لكن سريعاً ما رجع لأسلوبه الخاص الذي حقق من خلاله نجاحا أسطوريا.
تكريم MTV لنجم أفلام الحركة

عام 1994 كرمت MTV جاكي شان على أفلامه، وله كذلك نجمة في حي النجوم بهونج كونج، وفي آسيا يعتبر جاكي شان نجم موسيقي هام، حيث صدرت له أكثر من 100 أغنية و20 ألبوم غنائي منذ عام 1984، وغنى بالكثير من اللغات ومنها الإنجليزية والكانتونية والماندرين واليابانية، وحصل شان عام 2005 في مهرجان جولدن روستر الصيني الرابع عشر على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم New Police Story.