الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: خطر ضياع الأعمار في الفيسبوك واليوتيوب

صدى البلد

في الزمن الافتراضي الذي نعيشه من خلال وسائل الاتصال الحديثة أصبح الشباب في حالة يرثى لها من حيث تضييع الأوقات فيما لا يفيد.


الفيسبوك والتيك توك والتويتر وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة أصبحت أداة هدم عملاقة لكثير من قيم الشاب وأحلامه وطموحاته ، اللهم إلا القليل الذين يستطيعون السيطرة وكبح جماح هذا الحصان الجامح المسمى بعالم الفيسبوك.


لقد حذر رسول الله صلى الله عليه  وسلم من ضياع العمر فيما لا يفيد فقال (نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ.) (البخاري).


على الإنسان العاقل أن يتدارك وقته وأن يشغله فيما ينفعه كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس تلك الوصية الجامعة التي علم فيها رسول الله الأمة كلها .


ففي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ).


إذا قارن الإنسان بين الوقت الذي يقضيه ممسكاً بهاتفه في مشاهدة ومتابعة اليوتيوب والفيسبوك وغيرهما وبين ما يقضيه في أداء عمله ووظيفته لوجده لا يقارن .


الزمن ذهبت بركته لدى كثير من الناس ، هل يتخيل أحد أن اليوم ينقضي كأنه ساعة؟. 
لقد أقسم الله بالزمن في أكثر من آية فقال {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)} [الفجر: 1، 2]
وقال أيضا: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) } [الضحى: 1 - 3]
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }، والله تعالى لا يقسم إلا بعظيم.


على الإنسان العاقل أن يستغل كل لحظة في حياته لتنمية قدراته النفسية والاجتماعية والوظيفية ، وأن يستغل عمره في طاعة الله سبحانه حتى لا يحزن لحظة مفارقة تلك الحياة.


بعض الناس سيحزن لحظة موته لضياع عمره فيما لا يفيد {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [المؤمنون: 99، 100]

 

لا تدع الإنترنت يسرق عمرك وعملك وحياتك...دمتم في أمان الله وحفظه.