الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الست المعددة.. والقوى العظمى

كريمة ابو العينين
كريمة ابو العينين

فى الزمان القديم وربما لوقت ليس بالبعيد كان فى القرى والنجوع من ريف مصر وصعيدها ما يعرف بالمعددة، هذه السيدة كانت تستدعى فى المناسبات الحزينة لكى تذكر محاسن الميت وتلهب المعزين فيزدادون بكاء ونحيبا. 


المعددة هذه كان أجرها يعلو وينخفض بحسب المتوفى فإن كان شابا علا الأجر وزادت فترات ترددها على بيت أهل المتوفى لتصل للأربعين يوما متقطعة على شكل أيام العزاء الثلاثة الأول، ويليها الاخمسة ويختتم بالأربعين ويعاد النكد والتعديد مرة أخرى فى كل ذكرى سنوية للفقيد. 


فى المقابل يقل أجر المعددة بالنسبة لكبار السن والسيدات اضف إلى ذلك أن أجر المعددة يرتفع فى الرجال عنه عن النساء.. المعددة كانت جاهزة بوصلة فى أي حادثة وحادث فإذا كان المتوفى شابا كانت تبدأ كلامها.. 


ياللى لبسك لسه بشوكه 
وعمرك لسه بطوله وقلبك على حاله.. 
وكلك على بعضك مااتخذش منك شوكه.. 
ياقلب امك عليك انفطر وعقل ابوك جن واخواتك اتقطع حبل محبتك  واتبعتر توبه.

وعندما تستدعى لكبار السن تقول:
الجنه ابوابها مفتوحه وقلوبنا مجروحه
نروح لمين نشكيله
ومين عن همنا نحكيله
ومين بعدك يشور علينا 
ولطريق الحق يوصلنا ويودينا
من بعدك اتقفلت ابواب الحكمة 
واتسكرت من وراك اللمه 
نقول ايه قطع الموت والحزن وسنينه.

 

المعددة الآن لم تعد موجودة ولكن ظهرت المعددة الدولية وهى تلك الدولة التى تعمل على كل الأجواء وترضى كل الأطراف ما دام المقابل موجودا والهدف حاضرا ومعلوما.ا


وعليك أن تقارن بين المعددة العادية ونظيرتها الدولية فستجد ثمة تطابق كبير وإن اختلفت الوسائل والطرق والسبل فكلاهما تسعى للتكسب والحصول على  أكبر دعم إضافة إلى تمدد شعبيتها حتى تضمن التواجد على الساحة والجرى وراءها والتمسك بها. 


هناك اختلاف واحد بين معددة زمان والآن فالأخيرة كانت تستدعى بعد حدوث الحدث الجلل ولكن الحديثة يكون لها دور فى إحداث الحدث إن استطاعت وأصبحت فلا يوجد مانع إطلاقا لدى المعددة أن ترسل أعوانها إلى أماكن الصراع وتزيد من نار الفتن والمؤامرات وتتربح من وراء ذلك وتزيد الوقود نارا حتى تنفجر الازمة وساعتها تقوم بدورها على أكمل وجه وتنعى الموتى وتشاطر الأحياء أحزانهم. 


فى عالمنا الحالى أصبحت القوى العظمى تمارس دور المعددة باتقان وبراعة منقطعة النظير وأصبح شعارها من دقنه وافتله وأما أهدافها فبالطبع مادية واستعمارية من نوع جديد وفوق كل هذا وذلك أهداف اقتصادية لعل أهمها بيع المخزون الكبير لهذه القوى العظمى من الأسلحة والأجهزة الحربية المتطورة لمن يقتلون ولمن توهمهم بأنهم يدافعون.


المعددة العصرية تتجمل وتتلون فى المناسبات والأحداث وتبث سمومها فى كل الأجواء وللأسف الكل يدفع وهو واهمها أنها حزينة من أجله وله وعليه.