الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غرق الإسكندرية | إجراءات الحكومة لحماية عروس البحر الأبيض من الفناء

مدينة الإسكندرية
مدينة الإسكندرية

يسود العالم قلق كبير بشأن التغيرات المناخية التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية وارتفاع درجات الحرارة وما تلاها من انبعاثات حرارية ضارة بالمناخ والبيئة، الأمر الذي جعل قادة العالم يلتفتون إلى التغيرات المناخية بشيء من الخوف والحذر، خاصة بعد الزلازل والحرائق الأخيرة التي أصابت العالم وراح ضحيتها الآلاف من البشر.

وفي قمة المناخ الأخيرة التي أقيمت في العاصمة الأسكتلندية جلاسجو، أطلق قادة العالم العديد من التحذيرات، مؤكدين أن القمة تشكل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العالم من هذه الظاهرة المدمرة التي ستغرق مدنا بأكملها.

ومن جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن ساعة نهاية العالم تدق، فـ المحركات والمضخات التي نضخ من خلالها الكربون في الهواء تسبب أضرارا كبيرة للكوكب وتزيد من درجات الحرارة بسرعة كبيرة بسبب التغيرات المناخية.

سلبيات ارتفاع حرارة الكوكب

وتابع: "بعد استماعنا إلى آراء العلماء، علينا ألا نتجاهلها، لأنه مع ارتفاع درجة الحرارة أكثر من درجتين مئويتين، فإننا نخاطر بالإنتاج الغذائي، يجتاح الجراد الأراضي الزراعية، وإذا ارتفعت درجة الحرارة 3 درجات مئوية فقد تزداد وتيرة الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر".

وأضاف: "إذا ارتفعت درجات الحرارة بأكثر من 4 درجات مئوية قد تغيب مدن بأكملها مثل الإسكندرية وشنجهاي وميامي، وغيرها من المدن التي ستضيع تحت أمواج البحر".

وبعد تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بشأن غرق مدينة الإسكندرية وغيرها من المدن الساحلية، سادت حالة نسبية من القلق حول مصير مدينة الثغر المصرية، وعروس البحر الأبيض المتوسط، والذي نحاول أن نكتشفه خلال التقرير التالي، وكيف نحافظ على مدينتنا الساحلية صاحبة الأكثر من 4000 عاما؟

احتمالات غرق الإسكندرية

تؤكد دراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، عام 2019، أن مستوى سطح البحر سيرتفع لأكثر من مترين ما يعني أن العالم سيفقد مساحة من اليابسة التي تبلغ 1.79 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة دولة مثل ليبيا.

بينما يتوقع تقرير أصدرته الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، أن شواطئ الإسكندرية ستُغمر حتى مع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 0.5 متر، ما سيتسبب في تهجير حوالي 8 ملايين شخص بسبب الفيضانات في الإسكندرية ودلتا النيل، بحلول عام 2050، إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وتتنبأ دراسة أجرتها منظمة المناخ المركزية، عام 2018، بغرق مساحة تصل إلى 734 كيلومترا في دلتا النيل بحلول عام 2050، ويتوقع أن تتوسع إلى 2660 كيلومترا بحلول نهاية القرن، ما يعني تعرض كامل مساحة الإسكندرية لخطر الغرق.

تحذيرات ليست جديدة

وفي هذا الصدد علق الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، حول تصريحات بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، بشأن احتمالية غرق الإسكندرية في المستقبل بسبب تغير المناخ.

وأضاف  وزير الموارد المائية خلال تصريحات إعلامية، أن معلومة احتمالية غرق مدن حول العالم في عام 2100 بسبب تغير المناخ ليست جديدة، بل بمثابة مصباح أحمر مضيء لدينا منذ فترة، لكن البعض يتعامل مع الموقف على طريقة لا تقربوا الصلاة، كون الدولة تنفذ نظم حماية، مشيرا إلى أن الدولة تعرضت خلال السنوات الماضية لسيول يمكن وصفها بـ "حدث متطرف".

إجراءات الدولة لحماية الشواطئ

وأكد وزير الري أن الدولة اتخذت إجراءات على مدار السنوات الماضية، لتنفيذ حماية للشواطئ، مع صيانة مخار السيل بشكل سنوي، مشيرا إلى أن الدولة تتعامل مع الأحداث المتطرفة الخاصة بالمناخ بأسلوب الإنذار المبكر، لذلك تصدر الحكومة قرارات بمنح إجازات في أيام موجات المطر الشديدة.

ولفت إلى أن ارتفاع الموجات يصل أحيانا في الإسكندرية إلى 15 و20 مترا خلال السنوات، وهو ما لم يكن يحدث من قبل.

وأوضح وزير الري أن الدولة نفذت أعمال حماية لقلعة قايتباي، بعدما عرضت للانهيار بسبب النخر.

تحذير من إلقاء القمامة

وحذر من إلقاء القمامة في الموارد المائية والترع، كونها تساهم في زيادة التلوث ورفع درجة الحرارة، مضيفا "نحمد ربنا، يوجد إنذار مبكر دائما لمصر، ونمنح 8 دول عربية وأفريقية التنبؤ اليومي بالأمطار، وغيرنا أسلوب استخدام المياه للتعامل مع فترات الجفاف والفيضان".

وأكد أن المشروع القومي لتبطين الترع يساهم في تقليل مخاطر تلوث المياه، مضيفا "تكلفة أعمال الحماية مرتفعة، لكن عائد الحفاظ على الأرواح والأراضي الزراعية أعلى".

وقال وزير الري إن غرفة عمليات مجلس الوزراء تتابع على مدار الساعة التعديات على نهر النيل والمجاري المائية، مضيفا "الوعي ازداد لدى المواطنين، وأصبحوا يبلغون بأنفسهم حينما يرصدون تعديا"، مشيرا إلى إزالة أكثر من 4 آلاف حالة تعدٍ بفرع رشيد.

إنقاذ الإسكندرية

ومن جانبه علق اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، على تحذير رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، من اختفاء الإسكندرية، أن المدينة تتعرض لسيول وفيضانات مكثفة منذ العام 2015، مشيرا في تصريحات تليفزيونية إلى أن السيول والأمطار تزداد كل عام، وتسبب مشكلات كبيرة، وخاصة النوات التي تؤدي إلى أمواج عاتية.

وأكد محافظ الإسكندرية أن الدولة تعمل جاهدة لوضع حواجز أسمنتية لحماية الشواطئ في العديد من المناطق كمنطقة القلعة، والمناطق التي تشهد زيادة في ارتفاع منسوب المياه ومخاطر، مشيدا بجهود الدولة وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بصرف 1.3 مليار جنيه لمنظومة الصرف الصحي في الإسكندرية، وكذلك توجيهات رئيس الوزراء، ببدء وزارة الإسكان في العمل على تعديلات الصرف الصحي لمواجهة الأمطار والنوات والمياه الزائدة.