هل قتل الفئران بالماء الساخن حرام؟.. سؤال يبحث عنه الكثير من المواطنين لأن الفئران تنتشر في معظم مناطق الجمهورية وتؤذي كثير من المنازل وتسبب خسائر فادحة للجميع ، وتتسبب في نقل الأمراض وكانت قديما تنقل مرض الطاعون وتسببت في وفاة الكثير من الأشخاص بسبب هذا المرض . ، قتل الفئران بالماء الساخن حرام أصبح سؤالا ملحا ويشغل بال الكثير لأن هذه القوارض تنتشر وتتكاثر بشكل كبير ، وهل قتل الفئران حرام سؤال تعدد على صفحات المؤسسات الدينية لمعرفة الحكم .
هل قتل الفئران حرام ؟
قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن قتل الفئران حلال ولكن نحن نريد قتلا بغير إيلام بمعنى أن يتم قتل هذه الفئران لأنها مضرة ومؤذية وممرضة نقتلها بغير إيلام نضع لها شيء في الأكل أو الماء"، مضيفًا: "لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة".
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء : أن "الفأر مؤذى جدا وناقل لأمراض خبيثة وكثيرة وكانت الفئران سببا في انتشار مرض الطاعون فينبغي أن يقتل ولكن من غير إيلام".
وفي فتوى سابقة قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن هناك أنواع من الحشرات يجوز قتلها كالنحل والنمل مثلاَ لافتا إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعله مكرم فى هذا الكون وقال ولقد كرمنا بنى آدم، ومقتضى هذا لتكريم والتفضيل أن الإنسان فى هذا الكون وليس سيدا للكون كما يقول البعض وهذا يعنى أن كل ما خلق فى هذا الكون إنما خلق لراحة الإنسان، وهناك ضابط آخر وهو أنه لا يجوز للإنسان أن يقتل ما لا يؤذية أو أن يدمر شئ فى هذا الكون دون أن يكون فى تدميره معنى وهدف، ولذلك أجاز الشرع لنا أن نقتل 5 من الفواسق، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن فى الحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور".
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء: "النحل لا يؤذى للإنسان بل إنه مفيد للإنسان إفادة بالغة، والنمل إذا كان مؤذيًا جاز قتله لإيذائه لا لأننا نعاديه لذلك نقتصر فى قتله على ما يصرف أذاه"، قائلاً: "فلو أننا وجدنا مجموعة من النمل تضر المحاصيل الزراعية فهذه نقتلها، ولكن إذا كانت فى الجبل فلماذا نقتلها، وربما كان فى قتلها تدمير للبيئة، لأن هناك توازن البيئى أراده الله سبحانه وتعالى من خلقة هذه الحيوانات والحشرات ولو أننا اجتمعنا وقتلنا جنس كامل من الحشرات سيؤدى إلى اختلال التوازن البيئى".
هل سكب الماء الساخن على الفأر حرام
قال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية للدار: إذا كان هناك فئران في المنزل ويترتب على وجودها خطر يجوز قتلها ، وأباحت الشريعة ذلك لكن يتبع وسيلة سريعة في الإماتة ولايكون فيها تعذيب للحيوان، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله ﷺ : إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة
وأشار إلى أن قتل الفئران جائز مع احتيار وسيلة مناسبة لاتعذب فيها الحيوان.
حكم تعذيب الفأر قبل قتله
قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق: إن يجوز للإنسان أن يقتل الفأر لأنه من الفواسق مثله مثل الصرصور والذباب والكلب المسعور، مؤكدًا أن قتله ليس محرمًا وإنما المحرم فى هذا الأمر هو وسيلة القتل.
وأوضح «جمعة» في فتوى له، أن ما يحرم علينا شرعًا عند قتل الفأر هو تعذيبه قبل القتل كأن نحرقه بالنار أو نعذبه عند قتله فهذا غير جائز للإنسان، مستشهدًا بقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- « إِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ».
الحكمة من قتل الفأر
الإسلام حضَّ المسلم على حفظ صحته وحمايتها مما يضَّر بها، ومن هذه الأضرار ما تسببه الفئران من أخطار حتى كانت الفأرة من ضمن الفواسق التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلها في الحل والحرم، وقد وردت الأحاديث النبوية في هذا بصحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن النسائي وموطأ مالك وسنن الدارمي.. فإن الحديث النبوي الصحيح عنها إلا حديثًا، وهي أن البكتريا الممرضة الموجودة في جسم الفأرة يكون احتمال انتشارها إلى جميع أرجاء السمن واردًا عندما يكون السمن مائعًا، أي حينما يكون وسطًا غذائيًا سائلًا.
ولذلك كان النهي عن الاقتراب من هذا السمن بأية طريقة: «فلا تقربوه»، لأن البكتريا التي أصابها السمن المائع بعد انتقالها إليه من جسم الفأرة، قد تكاثرت وتضاعفت أعدادها كثيرًا، مما يجعل هذا السمن بؤرة فاسدة مكتظة بأعداد ضخمة من البكتريا الممرضة، ولذلك فإن إدخال اليد في السمن أو لمسه، يّعدُّ سببًا لنقل البكتريا الممرضة إلى جسم الإنسان، ولذلك جاء الهدي النبوي بالأمر بعدم الاقتراب من هذا السمن.
أما إذا كان السمن جامدًا ووقعت فيه فأرة ثم تركته، أو حتى ماتت فيه، فإن البكتريا المنتقلة من الفأرة إلى السمن لا تلوث جميع أرجائه، بل الطبقة المحيطة بالفأرة، ولذلك جاء الحديث النبوي بإلقاء الفأرة وما حولها من طبقة السمن إلى خارج الإناء، وجواز استعمال بقية السمن..!.