الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس أكاديمية الأزهر للتدريب: الأزهر أهم روافد القوى الناعمة في إفريقيا والعالم.. نسعى لتحصين المجتمع من التطرف والإلحاد.. ونولي أهمية كبرى لتصحيح المفاهيم وتجديد الخطاب الديني

الدكتور حسن الصغير
الدكتور حسن الصغير رئيس أكاديمية الأزهر للتدريب

د. حسن الصغير رئيس أكاديمية الأزهر للتدريب يتحدث لصدى البلد:

نمد يد العون للجميع لتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية في نشـر مفاهيم تجديد الخطاب الديني

نمثّل المسلمين في كل العالم.. ولا نقوم على شخصنة رسالة أو مؤسسة 

نحضر لـ آليات التعامل مع العنف المجتمعي وظاهرة إرهاب الشوارع

نحرص على تنوّع قضايا التدريب ما بين عقائدية.. فكرية.. وتربوية سلوكية

نركز على تنمية الانتماء الحقيقي للأمة والوطن.. ونلقي على عاتق الوعاظ مسؤوليتهم نحوهما

الفكر الإلحادي من أخطر الأفكار التي يعاني منها أبناء المجتمع ولا يقل خطورة عن التطرف بكل صوره

 

تعد أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى إحدى روافد مؤسسة الأزهر الشريف لتجديد الخطاب الديني وتحصين العقول ضد الأفكار المتطرفة، حيث تعمل على إعداد وتأهيل الأئمة والوعاظ والواعظات على معالجة القضايا والظواهر التي تتطرأ على الواقع، ومن خلال حوار أجراه موقع "صدى البلد" مع الدكتور حسن الصغير الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس الأكاديمية، شدد على أن منهجية التدريب داخل الأكاديمية مرجعها الرئيس هو منهج الأزهر القائم على وسطية الأزهر والاعتدال ورفض أي تشدد أو تطرف عن المنهج الصحيح للإسلام، وإلى نص الحوار.. 

• في البداية.. نود نبذة مختصرة عن أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب.. النشأة والهدف المرجو منها؟

 انطلاقاً من حرص مؤسسة الأزهر الشـريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في مواجهة الأفكار الهدَّامة الدخيلة على المجتمع وتجديد الخطاب الديني بما يتوافق ما مستجدات الحياة، وتأكيدًا على الدور المحوري في نشـر مبادئ الدين الإسلامي الوسطي المعتدل في أنحاء العالم، أُنشئت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، بقرار رقم (134أ) في 10 يوليو عام 2018؛ للنهوض بالمستوى العلمي والعملي للأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، خاصة في المجالات الشرعية والعربية والفكرية، وذلك عبر مجموعة من البرامج العلمية النظرية، وتنمية المهارات البحثية والفكرية بالإضافة إلى النماذج العملية التطبيقية. 

• الوسطية والاعتدال.. دائماً ما تكون عنواناً للأزهر الشريف، ما علاقة ذلك بالمبادئ التي تقوم عليها مناهج الأكاديمية؟ 

 الأكاديمية تقوم على مبادئ الوسطية والاعتدال وبث روح الحوار والفكر المستنير ومسايرة العصر وطفراته، والمناهج تجمع بين التراث والمعاصرة حتى يكون الداعية قادراً على فهم القديم واستيعاب الجديد. 

والوسطية في الإسلام -بصفة عامة- خاصية تفرّد بها هذا بين الرسالات والفلسفات الوضعية قديمًا وحديثًا، والأزهر الشريف -بصفة خاصة- مؤسسة ترفع راية الإسلام، وتتحرك بها في مناهجه التعليمية والتربوية ومواقفه العامّة والخاصة؛ ولم لا.. والوسطية وسط بين طرفين، لا تميل إلى المادية دون الروحية، ولا تعزف إلى الروحية بعيدًا عن المادية؛ لكنها تجمع بينهما في قالب واحد، تقيم الحياة بتوازن عجيب؛ فلا ضياع لحقوق البيت على حساب الوظيفة، ولا فوات لنصيب العلم على حساب العبادة، ولا إفراط في حق الذات على حساب الآخرين.

وهي الترجمة العملية لواقعية هذا الدين، كما أنّ الاعتدال في الأمور يعني: عدم تجاوز الحدّ في الأمور القولية والسلوكية، فلا قول تجده في الأزهر يشرد بعيدًا عن حدود الشرع والعُرف؛ بل إن العُرف أحد الأدلة الشرعية التي يستقي منها الأزهر حركته ومنهجه بعد التزامه بالضوابط الأصلية في الشريعة الإسلامية.

* ولكن كيف حافظ الأزهر على ريادته إلى الآن وطيلة القرون الـ 11 الماضية؟

بلا شكّ فإن الأزهر الشريف يخط خطواته الوثابة نحو العالمية؛ لاقتباسه تلك الخاصية من الإسلام العظيم، فيتحرّك للإنسان حيث كان، في أي موقع وزمان، يسعى لحل مشكلات الدنيا بقدر الإمكان، ولا يتباطأ في المشاركة الإنسانية والمجتمعية، التي ترمي إلى رفع قيمة الإنسان والحفاظ على كرامته.. ولعلَّ هذه السّمة هي السبب الرئيس في ريادة الأزهر العالمية، فضلا عن بنائه الوعي الصحيح في كافة النواحي الفكرية والسلوكية، فبينما مؤسسات أخرى تسعى إلى تدمير الإنسان، كما تسعى إلى تشويه الأفكار والرؤى الإنسانيّة. 

وقد حجز الأزهر مقعده عالميًّا لأسبابٍ عدة، منها ما يأتي:  "بناء الوعي الصحيح نحو المفاهيم، وتصحيح الخاطئ منها، استشعار المسؤولية الإنسانية تجاه الضعفاء في العالم، المشاركة في المبادرات المجتمعية عالميًّا ومحليًّا، عدم شخصنة الرسالة أو المؤسسة؛ بحيث تمثّل المسلمين في كل العالم، كما تمثّل الإنسان كإنسان، التطور والتجديد الذي يتحرّك به الأزهر نحو التعليم والتعلّم، قبول الأزهر للتنوع والتعدد الفقهي والإنساني، احترامه لكافة المعتقدات المذهبية في العالَم، الدور الريادي الذي يقوم به في حدود القارة الإفريقية والقارات الأخرى، في مواضيعها السياسية والمذهبية. 

منهجية التدريب

*  كيف يتم تأهيل الوعاظ والأئمة داخل الأكاديمية، وهل هناك شروط للالتحاق بها؟ 

 تستهدف الأكاديمية تدريب الأئمة والوعاظ وأعضاء لجان الفتوى من خريجي الأزهر الشـريف، إضافة للأئمة والدعاة الوافدين من جميع دول العالم.

بالنسبة لالتحاق الأئمة والوعاظ وأعضاء لجان الفتوى المصريين، يتم من خلال التنسيق مع مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية. وبالنسبة للأئمة والدعاة الوافدين من جميع أنحاء العالم، والمشتغلين في مجالات الإمامة والوعظ والفتوى، يشترط في الوافد للأكاديمية أن يكون على دراية باللغة العربية نطقاً وكتابة، وأن يكون ممارساً أو مؤهلاً للعمل الوعظي والدعوي في بلده، ويتم التأكد من ذلك من خلال مقابلته مع السفير المصري في بلده أو من ينوب عنه. 

ويتم التحاق الوافدين بالأكاديمية من خلال التنسيق بين وزارة الخارجية المصرية وسفارات العالم المختلفة، وذلك من خلال ترشيح السفارات لأعداد الوافدين بما يتناسب مع أعداد المنح المقدمة من مشيخة الأزهر الشريف، حيث يقوم الأزهر الشريف بتغطية كافة النفقات المتعلقة بتلك المنح، دون أن يتحمل الأئمة والدعاة الوافدون أي تكاليف. 

 

* ماذا عن نوعية الدورات التي تقدمها الأكاديمية؟

تقدم الأكاديمية عدداً من الدورات المتنوعة تتمثل في دورة: "إعداد الداعية المعاصر" للأئمة الوافدين، "إعداد المفتي المعاصر" للمصريين أعضاء لجان الفتوى، "الفقه وقضاياه المعاصرة"، "نوازل العبادات"، "علم الفلك الشرعي"، "التعامل مع ثورة المعلومات"، " تجديد الخطاب الديني والفتاوى المعاصرة"، "منهجية الرد على الشبهات"، "تنمية المهارات التحريرية والكتابة للصحف والمجلات"، "التميز الدعوي"، برنامج "تفكيك الفكر المتطرف"، "آليات التعامل مع ذوي الهمم".

بالإضافة لعدد من البرامج المتخصصة الأخرى ذات العلاقة بتصحيح المفاهيم المغلوطة، والوفاق الأسري، وتسوية النزاعات والمصالحات الثأرية في المجتمع، إضافة لبرامج نوعية أخرى متعلقة بعلوم القرآن الكريم واللغة العربية، وتقديم الدعم فيما يخصّ التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة بصفة عامة، ووسائل التواصل الاجتماعي"، والإعلام الجديد بصفةٍ خاصة؛ حتى يكون الواعظ على دراية بمجريات العصر وتطوراته، وإمكانية الدفاع والحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير. 

* ما أبرز أهداف الدورات التدريبية بالأكاديمية؟ 

 تشتمل الدورات التدريبية على عدد من القضايا المتنوعة، ما بين قضايا عقائدية وفقهية وفكرية وتربوية واقتصادية وطبية وسلوكية، تهدف في مجملها إلى تأهيل الدعاة للحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير، وتنمية مهارات الدعاة وتدريبهم على التواصل الفعال، إضافة إلى تزويد الأئمة والدعاة بمعارف ومصطلحات دعوية تجمع بين الأصالة والمعاصرة تمكنهم من إجراءات النقاشات العلمية المنضبطة وتفنيد الأفكار المغلوطة وإظهار الصورة الحقيقية النقية للإسلام، فضلًا عن الارتقاء بمهاراتهم الفكرية والثقافية من خلال الوسائل والأساليب الحديثة، بما يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي المعاصر. 

وانطلاقًا من أهمية بيان وشرح وتوضيح المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالإفتاء، وضرورة استشعار مسؤولية المفتي بأهمية وخطورة الفتوى، والحذر من التقول على الدين والفقه بغير وعي وعلم؛ نظمت الأكاديمية العديد من الدورات التدريبية بعنوان " إعداد المفتي المعاصر" للوعاظ المصريين أعضاء لجان الفتوى على مستوى الجمهورية. 

كما نظمت الأكاديمية العديد من الدورات التدريبية بعنوان " إعداد الداعية المعاصر" للسادة الأئمة والدعاة الوافدين، وقد تناولت الدورات العديد من المحاور العلمية وناقشت مسائل عديدة في أهمية الدعوة ومكانتها في الإسلام، وفي الفقه وأصوله، والقواعد الفقهية، وفقه المعاملات، والأحوال الشخصية، قضايا فقهية معاصرة، الفقه الطبي، المواريث، وسعيًا لمواكبة القضايا المعاصرة؛ عقدت العديد من الدورات التدريبية في "الفقه والقضايا الفقهية المعاصرة"، واستهدف من خلالها التعريف بأبرز القضايا الفقهية المعاصرة في الجوانب الحياتية، وزيادة الفهم لمقاصد الفقه الشرعي من الأحكام العملية والتفصيلية، والربط بين الفقه كنموذج دعوي تطبيقي، فضلًا عن بيان قيمة المرأة وإظهار دورها في الوعظ والدعوة إلى الله، كما نظمت الأكاديمية دورة "لنوازل العبادات" للواعظات المصريات؛ لتكون قادرة على الإجابة عن المستجدات المعاصرة في مسائل العبادات كالصلاة والصيام والزكاة.

وفي سبيل مواكبة التطورات التكنولوجية المعاصرة؛ عقدت أكاديمية الأزهر عدداً من الدورات التدريبية بعنوان "ثورة المعلومات" لأعضاء لجان الفتوى والوعاظ المصريين، استهدفت من خلالها تمكين الوعاظ من التعرف على آليات توظيف مواقع التواصل الاجتماعي دعويًّا، فضلًا عن تقديم الدعم لهم فيما يخص التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة بصفة عامة، ومواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية بصفة خاصة، ليكونوا على دراية كاملة بمجريات العصر وتطوراته، والتعرف على آليات توظيف مواقع التواصل الاجتماعي دعوياً، ومعرفة الضوابط التي تحكم عملية التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية بصفة خاصة. 

وبهدف إعداد نماذج متميزة من الباحثين لديهم القدرة على تفنيد الشبهات المعاصرة والرد عليها ردًّا منهجيًّا، وتدريبهم على مناهج البحث في العلوم المختلفة وإكسابهم قدراتهم علمية للجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ عقدت الأكاديمية العديد من الدورات التدريبية للباحثين والوعاظ والواعظات وأعضاء لجان الفتوى بعنوان "منهجية الرد على الشبهات"، لرفع الكفاءة العلمية للدعاة والوعاظ، ليكونوا على درجة عالية من الوعي والمسؤولية بتلك المهمة العلمية الملقاة على عاتقهم، ليقدموا الرسالة النافعة للدين، والتدريب على مناهج البحث في العلوم المختلفة وبناء القدرات العلمية للجمع بين الأصالة والمعاصرة، لأجل بحث القضايا المعاصرة التي تتلاءم مع التحديات الموجودة بعيدًا عن النمطية وإهمال الواقع. 

* ما القضايا التي تركز عليها الأكاديمية في مسيرتها التدريبية؟ 

 تتنوّع تلك القضايا ما بين قضايا عقائدية وقضايا فكرية وقضايا تربوية وقضايا سلوكية بالإضافة إلى القضايا المهارية؛ بحيث تحقق الأكاديمية من خلال تناول تلك القضايا ما يلي:  تنمية الانتماء الحقيقي للأمة والوطن، والتذكير بالمسئولية القائمة على عاتق الوعاظ نحو دينهم ووطنهم، تأهيل أعضاء لجان الفتوى والوعاظ فيما يخص معرفة الفتاوى الشـرعية للقضايا المعاصرة في فقه العبادات والمعاملات والأمور الطبية، إلى جانب تحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، من خلال تدريس معالم المنهج الأزهري وتصحيح المفاهيم الخاطئة عقائديًّا وسلوكيًّا. 

* ماذا عن دور الأكاديمية في مواجهة التطرف والإلحاد؟ 

لعل من نافلة القول التأكيد على أن الأزهر الشريف كان ولا يزال وسيظل على مدار تاريخه مواجهاً لكل معالم الفكر المتطرف، وما ذاك إلا إيماناً بخطورة التطرف على صاحبه والمجتمع؛ فما نشأت السلوكيات العنيفة إلا من جرّاء الأفكار العنيفة، والتطرف وباء وبلاء مستطير إذا لحق بمجتمع أهلك أبناءه وعرضهم للمخاطر الدينية والدنيوية على السواء، وهو أحد أبرز نتاجات الفهم الخاطئ لحقيقة الدين الحنيف. 

أما عن الفكر الإلحادي فإنه يعد واحداً من أخطر الأفكار التي يعاني منها أبناء المجتمع اليوم، ولا يقل خطورة عن التطرف بكل صوره، فالذي ينكر الوجود الإلهي وقدرة الخالق سبحانه وتعالى، من السهولة أن ينكر أي شيء آخر، وأكاديمية الأزهر العالمية إحدى مؤسسات الأزهر؛ تهتم بتناول ومعالجة هذه القضية من خلال العديد من البرامج والمواد التدريبيّة، كمادة "قضايا عقدية"، ومادة "تصحيح المفاهيم"، ومادة "شبهات وردود" ومادة "معالم المنهج الأزهري". 

كما تحرص الأكاديمية على إقامة عدد من الندوات العلمية والورش العملية لمناقشة أمثال تلك القضايا، إضافة لعدد من السيمنارات العلمية قدمت من خلالها أبحاث من الوعاظ وأعضاء لجان الفتوى، تناول بعضها عدداً من الظواهر المجتمعية الخطيرة، التي تمس أمن وسلامة المجتمع، من بينها ظاهرتي التطرف، والإلحاد بالعرض والنقد والتفنيد. 

* وجود الأزهر الشريف في إفريقيا أمر له أهمية خاصة، فهل تسهم الأكاديمية في تأهيل أئمة هذه الدول؟ 

بفضل الله تعالي هناك العديد من الدول المختلفة من كافة أنحاء العالم تحرص على التواصل مع الأكاديمية، على سبيل المثال وفد إلى الأكاديمية هذا العام عدد من الأئمة والدعاة من قارة إفريقيا من دول (السودان، الصومال، الكاميرون، الكونغو الديمقراطية، بنين الشعبية، تنزانيا، توجو، تونس، نيجيريا، مالي)، ومن قارة آسيا من دول (الصين، العراق، الهند، إندونيسيا، أوزباكستان، باكستان، بورما، تتارستان، سيريلانكا، كازاخستان، ماليزيا)، ومن قارة أوربا من دول (السويد، فرنسا، سولفينيا، البوسنة والهرسك).

 

* كيف نجحت الأكاديمية في أداء دورها فى ظل جائحة كورونا؟ 

راعت الأكاديمية إجراءات السلامة منذ بداية جائحة كورونا، وبناءً على ذلك تم تعليق جميع الدورات والورش التدريبية المقامة بالأكاديمية، وذلك حرصاً على سلامة الأئمة والوعاظ، وأصبح التواصل مع الوعاظ والأئمة الوافدين- مقتصراً على التعليم عن بُعد on line"" من خلال إنشاء عدد من الفصول والمجموعات الافتراضية، والحرص على عقد عدد من "الورش التدريبية" الافتراضية بصفة مستمرة، وذلك من خلال الاستفادة من برامج التواصل الاجتماعي، والتي تم من خلالها اعتماد آلية "التدريب والتعلم عن بعد"، بواسطة الجمع بين نوعي التدريب عن بعد بنوعيه المتزامن وغير المتزامن. 

* حدثنا عن جهود الأزهر الشريف في تنفيذ المبادرات الرئاسية؟

مما لا شك فيه أن الأزهر الشريف كمؤسسة دينية إسلامية عريقة تابعة للدولة المصرية؛ حريصة كل الحرص على تنفيذ جميع المبادرات الرئاسية كمبادرة حياة كريمة والمبادرات التي تدعو إلى مواجهة الأفكار الهدَّامة الدخيلة على المجتمع وتجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع مستجدات الحياة وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ونحن بحمد الله الآن في أكاديمية الأزهر العالمية، وفي ضوء التعاون والتنسيق بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية لتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية لاكتشاف وتأهيل الأئمة والدعاة المتميزين لنشـر مفاهيم تجديد الخطاب الديني، تم إنجاز أربع دورات تدريبية تضمنت العديد من المحاضرات الأكاديمية وورش العمل النوعية، والعديد من التكليفات والمشاريع البحثية المتميزة، والاستبانات التي توضح أن هناك جهوداً تبذل في هذا الباب لبناء الوعي الصحيح للوعاظ والواعظات والأئمة على مستوى الجمهورية. 

* قامت الأكاديمية مؤخراً بعقد دورة عن "آليات التعامل مع ذوي الهمم"، ما الهدف من هذه الدورة؟ 

قامت أكاديمية الأزهر العالمية بعقد العديد من الدورات التدريبية عن "آليات التعامل مع ذوي الهمم" وذلك تزامنًا مع حرص الدولة المصرية على بناء الجمهورية الجديدة التي تراعي كافة أطياف المجتمع وفي مقدمتهم "ذوي الهمم" الذين توليهم الدولة أهمية كبرى. وحرصاً من الأزهر الشريف على التواصل مع المجتمع بجميع أطيافه وفئاته؛ تستهدف تلك الدورات العمل على تكوين ملكات علمية وفكرية وتنمية مهارات وعاظ الأزهر في التعامل مع "ذوي الهمم"، حيث تشتمل الدورة على عدد من المحاور الأساسية تتضمن الجانب (الدعوي، الفقهي، النفسي، الاجتماعي والتربوي، الاتصالي) إضافة إلى عدد من الورش التدريبية التي تستهدف تنمية مهارات  الوعاظ وتدريبهم على التواصل الفعال؛ لتحقيق أكبر قدر من التأثير الإيجابي في تواصلهم مع هذه الفئة المستهدفة من الجماهير. 

* كيف تجدون موقع الأكاديمية اليوم وما هي أبرز خططها المستقبلية؟ 

أكاديمية الأزهر كما أشرت تعد إحدى أهم مؤسساته؛ التي تقوم على تدريب وتأهيل الوعاظ والواعظات –من داخل مصر- والوافدين والوافدات -من خارج مصر- على بناء الوعي الفكري الصحيح، مقترنًا ببناء الشعور بالمسؤولية نحو الدين والدنيا، فضلاً عن التوظيف المهاري لطاقات المتدربين في الإلقاء والوعظ وحل المشكلات وتسوية الخصومات المجتمعية. 

ولعل أهمّ ما يميزها: "الشمولية في التدريب علميًّا ومهاريًّا، الاستفادة من كافة الطاقات العلمية الرائدة في المجتمع، التدريب العمليّ على مهارات الدعوة والوعظ جمعا بين النظرية والتطبيق، التركيز على أهم الموضوعات والقضايا العلمية والمجتمعية في التدريب، العمل على التطوير والتجديد المستمر في محاور التدريب بالأكاديمية، الانفتاح التدريبي في تدريب الأئمة والمفتين على مستوى العالَم. 

وما يتعلق بالخطط المستقبلية فإن الأكاديمية تعمل على: الاهتمام بالتدريب على قضايا التوعية الأسرية والتعامل مع الزيادة السكانية، تدريب الوافدين -خاصة- على منهجيات التعامل مع الشبهات، تطوير اللائحة التدريبية الخاصة بها، المشاركة في المبادرات الرئاسية والحكومية الخاصة ببناء الوعي وحل المشكلات وتسوية الخصومات الثأرية، ورش تطبيقية مهمة حول (آليات التعامل مع العنف المجتمعي وظاهرة إرهاب الشوارع).