الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة العمالقة.. هل يخفض لقاء الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني التوتر بين البلدين؟

الرئيس بايدن ونظيره
الرئيس بايدن ونظيره الصيني

يعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج، قمة افتراضية غدًا الاثنين، بهدف وقف أو إبطاء على الأقل، التدهور السريع الذي تشهده العلاقات بين واشنطن والصين.

وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، يأتي هذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه بين الرئيسين منذ تولي بايدن الرئاسة في يناير الماضي،  لكن الزعيمين تحدثا مرتين عبر الهاتف خلال هذه الفترة، ومن المتوقع أن يكون القمة المقررة بينهما عبر الفيديو من أكثر النقاشات الجوهرية والأساسية بينهما.

يأتي اللقاء بعد أيام من خطة مفاجأة قدمتها أمريكا والصين للمحللين بالاتفاق على تعزيز التعاون المناخي في جلاسكو، فأعلنت الدولتان العمل معًا على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العقد المقبل الحاسم، لكنه يأتي أيضًا في وقت يتزايد فيه الخلاف حول تايوان - أخطر نقطة اشتعال محتملة بين البلدين.

ويوم الثلاثاء، أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني أحدث تدريبات على الاستعداد القتالي قبالة سواحل تايوان، بينما تبادل كبار الدبلوماسيين في البلدين مكالمة هاتفية أمس السبت التحذيرات بشأن الجزيرة.

وبحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اتصال مع نظيره الصيني وانج يي أزمة تايوان أمس، إذ أبلغ الوزير الصيني واشنطن أن أي إظهار لدعم استقلال تايوان من شأنه أن "يرتد" على الولايات المتحدة.

من جانبه، أثار بلينكين مخاوف أمريكا بشأن تزايد "الضغط العسكري والدبلوماسي والاقتصادي" الصيني ضد تايوان.

ودعا بلينكن الصين إلى "الانخراط في حوار هادف" لحل خلافاتها مع تايبيه "سلميا ووفقا لرغبات الشعب في تايوان ومصالحه"، حسب وزارة الخارجية الأمريكية.

توتر العلاقات منذ زمن

هناك قضايا أخرى أدت إلى توتر البلدين كان منها المزاعم الأمريكية بشن الصين هجمات إلكترونية متكررة ضد واشنطن، وانقسامات عميقة بشأن حقوق الإنسان في منطقة شينجيانج وهونج كونج والتبت، كما ساهمت النزاعات التجارية العالقة في التدهور المستمر للعلاقات.

كما تشعر الولايات المتحدة بالإحباط بسبب عرقلة الصين للتحقيقات الخاصة بشأن الوصول إلى أصول في فيروس كورونا في أصول  فيروس كورونا، كما غضبت واشنطن من ضغوط الحكومة الصينية على الشركات الأمريكية، لمحاربة مشاريع قوانين متعلقة بالصين في الكونجرس.

وزادت المخاطر بين البلدين أيضًا بسبب التوسع السريع للقدرات العسكرية للصين، بما في ذلك ترسانتها النووية. ووفقًا للولايات المتحدة، اختبرت بكين سلاحًا جديدًا ذا قدرة نووية وهو "طائرة شراعية تفوق سرعة الصوت "، كما أفادت التقارير أن الصين تبني ما لا يقل عن 250 صومعة جديدة للصواريخ بعيدة المدى.

ووفقًا لصحيفة "جارديان"، فإن التوقعات بشأن القمة بين بايدن وشي منخفضة، ومن غير المحتمل أن يكون هناك بيان مشترك، وأشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأمريكي لن يجيب على أسئلة الصحافة بعد انتهاء المحادثات.

وعلق على الأمر سكوت مور، مدير برامج الصين والمبادرات الإستراتيجية في جامعة بنسلفانيا قائلًا: "في كل من واشنطن وبكين، فإن توقعات التقارب قد انتهت وماتت إلى حد كبير.. وبدلاً من ذلك، أصبحت العلاقة تتجه للمعاملات”.

وأضاف: "بالنسبة لبايدن فيواجه تحديات سياسية في الداخل مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية. لذلك، من المحتمل أن يواجه قيودًا سياسية من حيث اتخاذ أي إجراءات يمكن تصورها أو وصفها بأنها تقدم تنازلات كبيرة للصين".

وأوضح أنه بالنسبة للرئيس الصيني فإن أكبر نقاط ضعفه هي على الجبهة الاقتصادية. لهذا السبب كانت بكين تشير إلى اهتمامها بإحراز تقدم في التجارة".

وأكد أن "التعليقات الأخيرة من مسؤولي إدارة بايدن تشير إلى وجود اهتمام بالمشاركة في هذه القضايا، ولكن مرة أخرى من المحتمل أن تكون هناك قيود سياسية ضخمة".

لكن سيسعى الزعيمان إلى الحد من مخاطر خروج المنافسة عن السيطرة، ففي رسالة إلى اللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية الصينية، قال الرئيس الصيني إن العلاقات الثنائية تمر “بمنعطف تاريخي حاسم”.

وأضاف أن البلدين سيستفيدان من التعاون ويخسران من المواجهة، مؤكدًا أن “التعاون هو الخيار الوحيد الصحيح” للعلاقة مع أمريكا.

واتفق على ذلك أيضًا الرئيس الأمريكي في رسالته إلى اللجنة في حفلها يوم 9 نوفمبر، مؤكدا أن هناك “نقطة انعطاف في التاريخ”.

وأضاف “من معالجة جائحة كورونا إلى معالجة التهديد الوجودي لأزمة المناخ، فإن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين لها أهمية عالمية".

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، إن بايدن سيكون “واضحًا وصريحًا” بشأن مخاوف الولايات المتحدة، لكنه سيبحث عن طرق “لإدارة المنافسة بمسؤولية” بين أكبر اقتصادين في العالم ويسعى أيضًا إلى “العمل معًا حيث تتوافق المصالح”.

يأتي ذلك خاصة أن إدارة بايدن وصفت المنافسة مع الصين بأنها "أكبر اختبار جيوسياسي" في القرن الحالي.

فيما قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، إن قمة يوم الاثنين ستكون حدثًا محوريًا محتملًا في الجهود المبذولة لتحسين مسار العلاقات الثنائية.

إلا أن  تايوان ستكون على رأس نقاط حوار شي، لا سيما بعد سلسلة من الخطوات التي اتخذتها إدارة بايدن لرفع مكانة تايوان، والتعهد الأمريكي بالدفاع عن الجزيرة ذات الحكم الذاتي، والذي تعتبره بكين خروجًا عن سياسة "الصين الواحدة” التي تتبناها واشنطن منذ فترة طويلة.