الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وكيف تسبب التمثيل في فصله من المدرسة

في ذكرى ميلاد إستفان روستي.. تعرف على ألقابه وأشهر أقواله.. نوستالجيا

إستفان روستي
إستفان روستي

يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل إستفان روستي ، والذي برز في أدوار الشر الجميل والكوميديا حتى أصبح ألمع وأظرف أشرار السينما المصرية، فقد ترك بصماته الواضحة ولمساته المتفردة

ميلاده

ولد إستيفان روستي في 16 نوفمبر عام 1891، وقد كان والده نمساوي يعمل سفيراً للنمسا في القاهرة من البارونات، عاش في فيينا حيث تعرف والده على والدته في روما وتزوجها، ولد الفنان الراحل إستيفان روستي، وعندما ترك والده العمل السياسي، ورغب في العودة إلى بلاده، رفضت الأم الرحيل معه، وقررت البقاء مع ابنها في مصر، وحتى تهرب من محاولة والده لخطفه اختفت مع ابنها إستيفان وهربت به إلى الإسكندرية وعاشا في منطقة رأس التين والتي التحق إستيفان بإحدى المدارس فيها واستقروا في مصر.

 

فصله من المدرسة والبوسطة بسبب التمثيل:

عندما كان تلميذاً بمدرسة رأس التين الثانوية حذره المدرس من الاستمرار في عمله ممثلاً إلا أنه رفض بدعوى أنه لا يستطيع البعد عن التمثيل، وانتهى الأمر إلى فصله من المدرسة فتقدم إلى مصلحة البريد ليعمل «بوسطجي» وتم قبوله واستلم عمله.

قبل مضي ثمانية أيام على تعيينه جاء إلى مصلحة البريد تقرير من المدرسة الثانوية بأن إستيفان يعمل ممثلاً، حينما كانت النظرة إلى التمثيل والفن محرمة لدى البعض ويعتبرها الناس من الأمور «المعيبة»، فما كان من مصلحة البريد إلا أن طردته، وعندما وجد إستيفان نفسه بلا عمل وما يحصل عليه من التمثيل لا يكفيه هو ووالدته قرر السفر إلى إيطاليا بحثا عن عمل ولدراسة التمثيل هناك.

 

بداية التمثيل:

عاد استيفان روستي سريعا الي مصر بعد نصيحة من المخرج محمد كريم للعمل في السينما وانضم إلى فرقة الفنان عزيز عيد المسرحية.

 

كان أول فيلم يخرجه يحمل في البداية اسم «نداء الله»، ولم يكن ضمن فريق ممثليه، لكن بعد أن تولى استكمال إخراجه تم تغيير الاسم إلى «ليلى»، وشارك هو في بطولته إلى جوار عزيزة أمير وأحمد جلال والراقصة بمبة كشر، والطريف أنه احتفل بعيد ميلاده في أول يوم عرض للفيلم في 16 نوفمبر 1927، ويومها قال إنه عيد ميلاده السادس والثلاثين، وبهذا وبدون أن يقصد .

التأليف :

. تمتع «روستي» فضلا عن التمثيل والإخراج بموهبة التأليف، حيث كتب القصة والسيناريو لأفلام كثيرة أهمها، «البحر بيضحك ليه»، عام 1928، بالاشتراك مع المؤلف أمين عطا الله، وفي عام 1931، اشترك مع بديع خيري، ونجيب الريحاني في كتابة القصة والسيناريو لفيلم «صاحب السعادة كشكش بيه»، وفي عام 1953، ألف فيلم «ابن ذوات» بطولة إسماعيل ياسين، ونجاح سلام، وكيتي، وفي عام 1958، شارك مع المخرج زكي صالح في تأليف فيلم «قاطع طريق» الذي مثله مع هدى سلطان، ورشدي أباظة، كما شارك في تأليف فيلم «لن أعترف»، عام 1961، بطولة فاتن حمامة، وأحمد مظهر، وأحمد رمزي.

ألقابه :

أطلق عليه النقاد العديد من الألقاب، أهمها «صاحب السعادة كشكش بيه»، و«الشرير الضاحك»، و«شرير الكوميديا»، و«الشرير الظريف»، و«الخواجة الشرير»، و«الكوميديان الشرير»، و«الكونت دي روستي».

 

أشهر أقواله:

اشتهر بالعديد من الجمل المأثورة في أفلامه مثل، «نشنت يا فالح، والنبي صعبان عليا، ومرحب يا دنجل، ومشروب البنت المهذبة، وروح يا معلم الله يخرب بيتك، وهروح أتحزم وأجيلك».

زواجه:

بعد عزوف طويل عن الزواج، ورغم اقتران اسمه بمغامرات نسائية، تزوج «روستي» في عام ‏1936‏، من فتاة إيطالية يتيمة الأبوين تسمي «ماريانا» أو «ماري» التقى بها في احتفال كبير بمدينة بور توفيق، وأحبها بشدة وظل معها حتى رحيله.

 رزق من زوجته بطفلين، توفي الأول بعد ولادته بأيام، والآخر بعد 3 أعوام، فتركت وفاة طفليه جرحا عميقا في نفسه‏,، خاصة أنه كان مُرهف الحس تجاه الأطفال، بينما أصيبت زوجته باضطرابات نفسية وحالات انهيار متكررة، وسرعان ما تدهورت حالتها، فتم نقلها إلى «مصحة حلــوان‏»، وظلت على هذه الحالة لعدة سنوات ينقلها من مصحة إلى أخرى دون أن يمل.

وفاته:

في اليوم الأخير لـ استيفان روستي، بالحياة، كان جالسا في أحد المقاهي يلعب الطاولة مع أصدقائه بعد مشاهدته العرض الأول لفيلمه "آخر شقاوة"، وأثناء جلوسه شعر بآلام مفاجئة في قلبه، وعلى الفور نقله أصدقاؤه إلى المستشفى اليوناني، وعندما قام الأطباء بفحصه وجدوا انسدادا في شرايين القلب ونصحوا أصدقاءه بضرورة نقله لمنزله القريب من المقهى، ولم تمض سوى ساعة واحدة حتى فارق روستي الحياة.

عند وفاته، لم يكن في بيته سوى 7 جنيهات، وشيك مصرفي بمبلغ 150 جنيهًا يمثل الدفعة الأخيرة من فيلمه «حكاية نص الليل»، تاركا بصماته الواضحة ولمساته المتفردة ذات النكهة الخاصة.