يعيش رب أسرة بمدينة كرداسة مأساة عمرها تخطى 8 سنوات عندما اكتشف إصابة طفليه بمرض نادر يدفعهم لتناول اللحوم والدواجن "نية" ويعاني من عدم قدرته على تلبية طلباتهما من اللحوم الذي يتناولاه بشراهة كبيرة إضافة إلى التنمر الذي يتعرضون له من أهالي القرية الذي أطلق بعضهم على طفليه "آكلي لحوم البشر" آو "الزومبي".
خرج الأب أحمد عبد المقصود يشكو مأساته عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما ناشد عدة سنوات بمحاولة مساعدته في أزمته التي امتدت لطفله الثالث حيث بدأت تظهر عليه ذات المرض المصاب به شقيقيه فيقول الأب أنه يستيقظ بشكل يومي على أصوات عالية وغريبة حيث بدأ الأمر منذ 8 سنوات عندما اكتشف والد الطفلين "أهلة" و "مبشر" اختفاء اللحوم والدجاج من الثلاجة، ووجد الأطفال يمسكون بها ويأكلونها دون طهي.
مرض نادر
وقال إنه بعد عرضهما على عشرات الأطباء اكتشف إصابتهما بمرض نادر تتلخص أعراض ذلك المرض في أكل اللحوم النيئة وعدم القدرة على النطق والعنف الشديد وعدم القدرة على النوم، لم تتوقف حالة مبشر وأهلة عند أكل اللحوم النيئة وعدم القدرة على الكلام، ولكنها تمتد إلى الاعتداء علي والديهما والاعتداء على أي شخص يصادفهم.
يستكمل الأب سرد معاناته المريرة خاصة مع عدم قدرته على السيطرة على أطفاله أو توفير أطعمة غير معروفة للبشر من أجلهم, كما أن الطفلين يتسببوا للأب في حدوث كدمات بجسده بسبب أسنانهما الحادة واللكمات ومحاولته السيطرة على حالتهما العنيفة طوال الوقت والحالة التي بدأت تمتد لطفله الثالث عبد الرحمن الذي يبلغ من العمر عام ونصف فقط.
كل هذا بالإضافة للتنمر الذي يواجهه هو وأطفاله من الجيران والمحيط الذي يسكن به من كلمات صادمة تذم الأطفال واصفة إياهم بأنهم من آكلي لحوم البشر حيث يصاب الأهالي بالرعب عند رؤيتهم ويهربون منهم خشية مهاجمة أحد الطفلين، أضاف الوالد أن ابنه البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما أصبح يزن ما يقرب من 130 كيلو جرام ويفضل أكل اللحوم النيئة مما يجعل التكاليف والمصاريف عليه عالية بخلاف تكلفة العلاج وحده.
كشف الأب عن الأدوية المهدئة التي يعطيها لأطفاله دون وجود أي نتيجة ملحوظة وأن هذا المرض لاحظه عندما كبر الطفلان دون قدرتهما على التحدث وأخبره الأطباء حينها أن هذه حالة نادرة جدا تصل نحو 1 كل مليون.
مناشدة ورجاء
يأمل والد مبشر وأهلة في أن يجد من يساعده لإيجاد علاج لأبنائه، أو من يساعده في السفر لعرض الأطفال على طبيب مختف في أي دولة أوروبية خاصة انه علم باحتمالية وجود علاج في دولة ألمانيا، وقال والد الأطفال: أناشد رئيس الجمهورية والكابتن محمد صلاح وتركي آل شيخ، وكل العالم مسلم ومسيحي عشان علاج أولادي".
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد على ببرنامج "حضرة المواطن": "ولادى حياتهم صعبة وأنا تعبت ومش عارف أعمل إيه، بقالي 8 سنين مش بشتغل وعايز أعالجهم.. الناس بتتنمر عليهم"، وتابع: "جاتلي دعوة من ألمانيا أعالج أولادي ونفسي الدولة تساعدني في انهاء التأشيرة، وبناشد الكابتن محمد صلاح يبعتلى دعوة أسفر عيالي".
الصحة تستجيب
أعلنت وزارة الصحة والسكان عن تبنى الوزارة، علاج الطفلين بعد انتشار فيديوهات مناشدة الأب عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة .
وقال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، من خلال مشاهدة الفيديو يبدو على الحالتين الإصابة بالتأخر العقلي أو أحد الاضطرابات النمائية .
وتابع: يجب التأكد عن طريق الفحص النفسي وأخذ التاريخ المرضي الكامل، ومن المظاهر التي قد يصاب بها الأطفال المصابين بالتأخر العقلي ظاهرة البايكا PICA، وهى تناول المواد غير المألوفة مثل الجير أو الطين أو القاذورات أو المأكولات غير الناضجة.
واستكمل: حرصا من وزارة الصحة والسكان على تقديم الخدمة الصحية للحالة من خلال التشخيص الصحيح، واختيار العلاج المناسب، فإن الأمانة العامة للصحة النفسية قد شكلت لجنة علمية ستكون في استقبال الأب وأولاده في مقر الأمانة بالعباسية في أقرب فرصة، حتى تتمكن من الوصول لأفضل القرارات لمساعدة الأسرة في اختيار مناسب للعلاج والتأهيل والوقاية لباقي أفراد الأسرة من ظهور المرض إن وجد.