الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برميل بارود جديد.. هل يتطور التوتر على حدود روسيا وأوكرانيا إلى حرب عالمية مدمرة؟.. اتهامات متبادلة بين موسكو والناتو بشأن حشود عسكرية.. وأوروبا الشرقية على موعد مع شتاء ساخن

الجيش الروسي
الجيش الروسي

اتهامات غربية لروسيا بالتحضير لغزو أوكرانيا، واتهامات مقابلة من موسكو للغرب بحشد قوات على حدود روسيا. هذا هو المشهد إجمالاً في شرق أوروبا، المشهد الذي يصعب التنبؤ بما سيؤول إليه، وإن كانت أصوات الحديد والنار تُسمع من بعيد.

قبل أكثر قليلًا من قرن، تطور نزاع محدود على النفوذ في منطقة البلقان شرق أوروبا، والتي عُرفت تاريخيًا بـ "برميل الوقود"، إلى حرب عالمية طاحنة تفانت خلالها جيوش الإمبراطوريات الكبرى، ونجم عنها دمار لم تشهد البشرية قبله مثيلًا له.

الحرب الساخنة الوحيدة في أوروبا الشرقية

وبحسب قناة "الحرة" الأمريكية، توصف الحالة على الحدود الروسية الأوكرانية بأنها "الحرب الساخنة الوحيدة" في أوروبا الشرقية، بعد سبع سنوات من المناوشات بين البلدين، انطلقت بعد ضم روسيا لأراضي "إقليم القرم" الذي كان يحكم ذاتيا إليها، بعد استفتاء شكك فيه عدد من الأطراف بينهم أوكرانيا.

وتشعر أوروبا وحلف الناتو حاليا بالقلق بسبب تزايد المخاوف من "غزو روسي محتمل" لأوكرانيا. وقال وزير الخارجية الأوكراني، ديميتري كوليبا، الذي أنهى زيارة لواشنطن قبل أيام إن "الوضع مقلق، لكننا جيران روسيا وقد اعتدنا على الشعور بالقلق".

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد قال الأسبوع الماضى إن جهاز المخابرات فى بلاده كشف خططا لانقلاب تدعمه روسيا، ونفت روسيا هذا الادعاء ورفضت المعلومات التي تشير إلى أنها تخطط لغزو أوكرانيا.

روسيا ترسم خطها الأحمر

وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، حلف الناتو، من أن نشر أسلحة أو جنود في أوكرانيا، يعني تجاوز "الخط الأحمر" بالنسبة لبلاده، معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى رد قوي، بما في ذلك نشر محتمل لصواريخ روسية.

وتعليقا على المخاوف الغربية بشأن نية روسيا لغزو أوكرانيا، قال إن موسكو قلقة أيضا بشأن مناورات الناتو بالقرب من حدودها.

ويتهم وزير الخارجية الروسى، سيرجي لافروف، الناتو بتهديد السلام فى المنطقة. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو مؤخرا إنه "يتم نشر وحدات هامة ومعدات عسكرية لدول الناتو، بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا، بالقرب من حدودنا".

تهديد جماعي من الحلفاء لروسيا

وقالت وكالة أسوشيتد برس إن الولايات المتحدة تبادلت المعلومات الاستخباراتية مع حلفائها الأوروبيين الذين حذروا من غزو محتمل. وحذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، من أن أي "عدوان" روسي جديد على أوكرانيا سيستدعي ردا "خطرا".

وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أيضا إن "على روسيا أن تدفع ثمنا باهظا لأي شكل من أشكال العدوان". وأضاف ماس أن "خطوات خفض التصعيد الصادقة والمستدامة، والتي لا يمكن أن تمر إلا عبر طريق المحادثات، هي الأكثر أهمية الآن".

كما قالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، إن بلادها "ستقف مع الزملاء من الديمقراطيات ضد النشاط الخبيث لروسيا”. وأضافت أن "أي إجراء من جانب روسيا لتقويض الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها شركاؤنا سيكون خطأ استراتيجيا".

جذور الصراع

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 بعد طرد الرئيس الأوكراني الصديق لموسكو من السلطة بسبب الاحتجاجات الجماهيرية، وبعد أسابيع، ألقت روسيا بثقلها وراء التمرد الانفصالي الذي اندلع في شرق أوكرانيا.

وتتهم أوكرانيا والغرب روسيا بإرسال قوات وأسلحة لدعم المتمردين، وتنفي موسكو ذلك قائلة إن الروس الذين انضموا إلى الانفصاليين كانوا متطوعين.

وقد لقى أكثر من 14 ألف شخص مصرعهم خلال أكثر من سبع سنوات من القتال الذى دمر ايضا قلب الصناعة شرقى أوكرانيا المعروف باسم دونباس.

وساعد اتفاق السلام لعام 2015 الذي توسطت فيه فرنسا وألمانيا في إنهاء المعارك الواسعة النطاق، لكن الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية فشلت واستمرت المناوشات المتفرقة على طول خط التماس المتوتر.

وتسعى أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، وقال وزير خارجيتها إن بلاده لو كانت جزء من الناتو عام 2014 (تاريخ ضم روسيا للقرم) لما "تجرأت موسكو على الاجتياح".

وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه بيلاروس المجاورة لإجراء تدريبات جماعية مع أوكرانيا، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء بيلتا البيلاروسية الرسمية.

وحذر الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتهمه الغرب بالسعي لتقسيم الاتحاد الأوروبي عن طريق إرسال مهاجرين من الشرق الأوسط إلى حدود أعضاء الناتو، بولندا ولاتفيا وليتوانيا، من أن مينسك لن تقف مكتوفة الأيدي في حالة الحرب.

وقال "من الواضح إلى أي جانب ستكون بيلاروسيا"، في إشارة إلى موسكو، التي ساعده دعمها المالي والسياسي على مواجهة الاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة العام الماضي.

ويلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نظيره الروسي سيرجي لافروف في ستوكهولم، اليوم الخميس، وسط تجدد التوتر العسكري عند الحدود بين روسيا وأوكرانيا، كما أعلن الأربعاء مسؤول أمريكي.

وطالب الوزير الأوكراني حلف الناتو، الأربعاء، بتقديم "حزمة ردع" ضد روسيا التي تشتبه كييف والغرب في تحضيرها لغزو محتمل لأوكرانيا. وتستنكر كل من أوكرانيا والغرب منذ أسابيع التحركات "غير العادية" للقوات الروسية عند الحدود مع جارتها للمرة الثانية هذا العام.