الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وترت العلاقات بين مصر وأمريكا.. قصة زواج هز عرش الملك فاروق

الأميرة فتحية أبنه
الأميرة فتحية أبنه الملكة فؤاد الأول وأخت الملك فاروق

الأبنة الصغرى للملك فؤاد الاول، والملكة نازلي صبري، الأميرة فتحية التي كانت مدللة وقريبة من قلب الملك فؤاد الأول، عاشت حياة من الترف في طفولتها، إلا أنها كانت بطلة أهم الأحداث التي أثرت على حياة شقيقها الملك فاروق، وتسببت في هز عرشه، وحصلت في نهاية الأمر على نهاية مأساوية.

أميرة صغيرة من أم ذات ثقافة أوروبية

وُلدت الاميرة فتحية «آتي»، التي كانت أصغر أخواتها، وعاشت حياة من الترف في قصر والدها الملك فؤاد الأول، وكانت والدتها الملكة نازلي، أبنة أسرة أجنبية عاشت حياة الترف، والخورج و السهر وشرب الخمر، وفي نهاية الأمر تزوجت من الملك فؤاد الذي يكبرها بـ 20 عام.

رفض الملك فؤاد الأول أسلوب حياة زوجته الملكة نازلي، وحاول تغيير خلفيها الاوروبية للتماشى مع التقاليد المصرية، والحد من حبها لأعمال السحر، لكن دون فائدة، فقرر تعيين جواسيس عليها عند خروجها في أي مكان، ومنعها من الخروج من القصر ومن تربية أولادها، حيث سمح لها برؤيتهم ساعتين فقط في اليوم.

وبعد مرور 17 عام توفى الملك فؤاد الأول، بذلت الملكة نازلي جهدها لتولي أبنها الملكة فاروق حكم مصر رغم صغر سنه، وبعد ذلك تحررت إلى درجة كبيرة وعادت إلى ثقافتها الاوروبية، وباتت تخرج كثيرًا وتشرب الخمر دون رقابة، ما تسبب في إحداث العديد من المشاكل الملكية لأبنها الملك فاروق.

الأميرة فتحية

هروب الأم برفقة بناتها إلى أوروبا

مرت الملكة نازلي بعد وفاة زوجها بالعديد من العلاقات العاطفية، واخرها علاقة حب بـ أحمد حسنين باشا، الذي تزوجته عرفي، وتوفي بعدها في حادث مدبر ، ما أصاب نازلي بحالة نفسية سيئة، وأستغلت مرضها بالكلى، بطلب السفر، ووافق الملك فاروق على السفر.,

سافرت الملكة نازلي مع بناتها الأميرتان فتحية وفايقة، واستمرت تحيا حياتها على الطريقة الأوروبية، الأسلوب الذي اعترض عليه أبنها الملك فاروق وتادولته الصحف الاجنبية.

ظهور رياض غالي في حياتهم

ظهر رياض غالي، موظف بسيط في القنصلية المصرية في مارسيليا، وكان من أسرة بسيطة لأب يعمل مدرس لغة أنجليزية، وأم ربة منزل بسيطة، وبدأ يتحايل على الملكة نازلي بأسلوبه المرواغ، حتى تمكن من كسب ثقتها الكبيرة، ونشأت فيما بعد بينهم علاقة صداقة قوية، وأنتشرت شائعات حول نشأة علاقة عاطفية بينهم، ووسط كل هذا كانت الاميرة فتحية متواجده وبدأ يظهر علامات اعجاب متبادلة بينهم

استغل رياض غالي العلاقة المتوترة بين الملكة نازلي والملك فاروق، حتى في حال مرضها الشديد كان شديد القرب منها، حتى طلبت منه ان يقدم استقالته من وظيفته، وتعينه مساعد خاص لها، بمرتب كبير جدا، ما اثار غضب الملك فاروق، خاصة بعد معرفته بأن رياض غالي شخص مراوغ.

الملكة نازلي والأميرة فتحية ورياض غالي

علاقة حب أحدث توترات دبلوماسية بين أمريكا ومصر

.بينما كانت الملكة نازلي تمر بوقت عصيب وحالتها الصحية متدهورة، كان رياض غالي مرافق دائم لها، ولأبنتها الاميرة فتحية، فقررت تزويجهم لبعض، وهو الامر الذي رفضة الملك فاروق، خاصة وان رياض كان مسيحي الديانة، والاميرة فتحية مسلمة، ما يخالف الشريعة الاسلامية.

طلب الملك فاروق من الأميرة فتحية وامه الملكة نازلي العودة إلى مصر لكنهم رفضوا وأعلنت نازلي زواج أبنتها وغالي في أمريكا، بعد ما أثارت الرأي العام بان أمريكا بلد الحريات، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لابد وان تدافع عن حرية قرار الأثنين بالزواج.

وعلى الرغم من معارضة الشريعة الاسلامية، ورفض الملك فاروق لهذا الزاوج، تم الزواج في حفل كبير، وتداولته الصحف الأوروبية، وبدأت بوادر فتنة طائفية في مصر إثر هذا الزواج، ما استدعى تجريد الاميرة فتحية والملكة نازلي من ألقابهم الملكية، وممتلكاتهم.

زواج الأميرة فتحية من رياض غالي

استغلال ممتلكات الأميرة والملكة 

تمكن رياض غالي من كسب ثقة الاميرة فتحية، والملكة نازلي ، حتى وكلوا بإدارة جميع املاكهم، كان يتداول باموالهم في البورصة، وفي لحظة بعد مرور 7 سنوات من الزواج، خسر غالي جميع الاموال وقيمة المجورات الخاصة بالملكة نازلي في البورصة، وخسروا جميع الممتلكات.

تحول رياض غالي بعد هذا الامر، إلى شخص أخر، واسلوب سئ في التعامل، وعاشوا على المساعدات من الأسر الغنية، وبعد فترة قدمت الملكة فتحية طلب للمحكمة للطلاب من زوجها، وانفصلا.

الاميرة فتحية تكرس حياتها لرعاية أولادها

انفصلت الأميرة فتحية عن زوجها رياض غالي، وأنتقلت للعيش في شقة بسيطة، وعملت في محل، حتى تخرج أبنها من الجامعة، إلى ان قررت العودة إلى مصر بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتولي الرئيس محمد أنور السادات، الذي رحب بها وكان سيوفر لها حياة كريمة.

مقتل الأميرة فتحية بطريقة مأساوية

أولاد الأميرة فتحية في جنازتها

كانت الأميرة فتحية مانعة لأي علاقة ودية مع طليقها رياض غالي، الذي استغل وفاة والدتها التي كانت تحبها وتحترمها طليقته، وطلب غالي من فتحية أن تذهب إليه وتأخذ ملابس والدته إلى مصر بناء على رغبتها.

بعد مرور 3 ساعات على لقاء رياض غالي بالأميرة فتحية محاولاً خلالهم إقناعها بعدم تركة والنزول إلى مصر، فشلت جميع محاولاته، ليقرر أن يقتلها، واطلق عليها 4 رصاصات ثلاثة، واطلق على نفسه رصاصة في المخ.

لم يتوفى رياض غالي، لكن الرصاصة أصابته بشلل تام والعمى، وحكم عليه بالسجن 15 عام، لكنه توفى بعد ثلاث سنوات فقط، وتوفت الاميرة فتحية في الحال، ورفضت الملكة نازلي أن ترسل جثتها للدفن في مصر كما كانت تريد، وتم دفنها في أمريكا.