الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخرجه مصري ومرشح للأوسكار.. ما قصة فيلم أميرة المتهم بالإساءة للفلسطينيين ؟

فيلم أميرة
فيلم أميرة

بات الجدل مثارًا بشكل واسع عن فيلم أميرة، للمخرج المصري محمد دياب بعد مطالبات بمنع عرضه في الأردن بالتزامن مع بداية العرض، على خلفية غضب فلسطيني من قضية الفيلم وموضوعه والذي قيل إنه يسيء للقضية الفلسطينية.

الفيلم من كتابة وإخراج المصري محمد دياب وبطولة النجمة الأردنية صبا مبارك والممثلة الفلسطينية الأردنية تارة عبود في دور أميرة والممثلين الفلسطينيين صالح بكري وزياد بكري وعلي سليمان، ومن إنتاج مصري أردني فلسطيني مشترك.

ما قصة فيلم أميرة 

قصة فيلم أميرة والفكرة العامة له تقوم على الوسيلة المتبعة لدى الأسرى الفلسطينيين لنقل النطف إلى زوجاتهم عن طريق التهريب، وهي الفكرة التي ابتكرها الأسرى الفلسطينيون منذ سنوات لمجابهة مظاهر خنق الحياة التي ابعها الاحتلال مع الفلسطينيين.

ويُبنى الخط الدرامي للفيلم، على فتاة وليدة نطفة، لكنها تعرف فيما بعد أن النطفة تبدلت لتصبح ابنة لضابط اسرائيلي وليس معتقل فلسطيني، ومن هنا تبدأ الحبكة الدرامية.

غضب مؤسسات فلسطينية 

المؤسسات الفلسطينية غضبت من تناول الفيلم لتلك القضية، معتبرين أن قصته تسيء للقضية الفلسطينية والأسرى الشجعان في سجون الاحتلال.

واعتبر نادي الأسير الفلسطيني أن قف عرض فيلم "أميرة" خطوة أولى في الاتجاه الصحيح "حتى يتم طي صفحة هذا الفيلم الذي يشكل طعنة لنضال الأسرى وعائلاتهم.

وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير في بيان تناقلته الصحافة: إننا حرصنا على مشاهدة الفيلم من ألفه إلى يائه وعقدنا أكثر من جلسة وتوقفنا مطولا عند التفاصيل التي يتناولها، قبل الإعلان عن موقفنا الرافض له".

وتابع: "الأجدر بدلا من دعوتهم لتشكيل لجنة أن يتم طي صفحة الفيلم مرة واحدة وللأبد، وإذا أرادوا معرفة ما المطلوب عليهم أن يقرؤوا البيان الصادر عن أسرانا الأبطال".

مخرج الفيلم يدافع عنه 

وتحت عنوان "بيان من أسرة فيلم أميرة" نشر المخرج محمد دياب بيانًا مفصلًا وضح فيه قصة الفيلم وهدفه، مع دعوة الجهات الفلسطينية لتشكيل لجنة لمشاهدة الفيلم.

وثال دياب: منذ بداية عرض الفيلم في سبتمبر ٢٠٢١ في مهرجان فينيسيا و الذي تبعه عرضه في العالم العربي في مهرجاني الجونة و قرطاج و شاهده آلاف من الجمهور العربي و الفلسطيني و العالمي، كان الإجماع دائماً أن الفيلم يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي و انساني وينتقد الاحتلال بوضوح.

وتابع: كان من المفهوم تماماً لأسرة الفيلم حساسية قضية تهريب النطف و قدسية أطفال الحرية و لهذا كان القرار التصريح بأن قصة الفيلم خيالية و لا يمكن أن تحدث، فالفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول “منذ ٢٠١٢ ولد أكثر من ١٠٠ طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة".

وأضاف دياب: لم تترك أسرة الفيلم الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم ١٨ عاماً يتنافى منطقياً مع بداية اللجوء لتهريب النطف في ٢٠١٢.

وقال المخرج إن الفيلم يتناول معاناة و بطولات الأسرى و أسرهم  و يظهر  معدن الشخصية الفلسطينية التي دوماً ما تجد طريقة للمقاومة و الاستمرار، و يحاول أن يغوص بعمق في أهمية أطفال الحرية بالنسبة للفلسطينين.

ما سر اختيار الحبكة الدرامية.. ولماذا تبديل النطف ؟

اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤال وجودي فلسفي حول جوهر معتقد الانسان و هل سيختار نفس اختياراته لو ولد كشخص آخر. و الفيلم مرة أخرى ينحاز لفلسطين،فالبطلة أميرة تختار أن تكون فلسطينية و تختار أن تنحاز للقضية العادلة. و الفيلم يشجب و يدين ممارسات الاحتلال المشار إليها بشكل صريح  في الجريمة التي يتناولها الفيلم.

الحديث فقط عن هذه الحبكة الخيالية خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية، هو اقتطاع منقوص و يرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم.

الفيلم من بطولة كوكبة من الفنانين الفلسطينين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية و لهم تاريخ طويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية و نقلها للعالم و دافعهم الوحيد للاشتراك في الفيلم هو إيمانهم بأهمية رسالة الفيلم الذي هو في النهاية رؤية و مسؤولية مخرجه. 

غضب وطني.. ووقف عرض الفيلم 

أسرة الفيلم تتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرين على مايظنونه إساءة للأسرى و ذويهم، و هو غضب وطني  نتفهمه و لكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلاً او اجتزائاً.

وأخيراً فإن الهدف السامي الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى و ذويهم و الذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حول الفيلم. 

نحن نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته. نحن مؤمنين بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية.

سحب فيلم أميرة من ترشيحات الأوسكار 

فيلم أميرة كان قد أختير من جانب الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لتمثيل الأردن في مسابقات جوائز الأوسكار للأفلام الطويلة لعام 2022.

لكن الهيئة تراجعت بعد ذلك وقررت سحب الفيلم من الترشيحات بعد الغضب الذي أُثير حول الفيلم.

وقالت الهيئة في بيان: "في ظل الجدل الكبير الذي أثاره الفيلم وتفسيره من طرف البعض بأنه يمسّ بالقضية الفلسطينية واحتراما لمشاعر الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم "أميرة" لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار".