الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زعماء الشر خططوا للعدوان.. محمود ياسين نجم احتفالات بورسعيد بطرد بريطانيا وأعوانها

صدى البلد

عيد النصر يحتفل به في مصر يوم 23 ديسمبر من كل عام، ويتم الاحتفال به في مدينة بورسعيد بشكل أساسي، وهو ذكرى انتصار القوات المصرية، والشعب المصري وأبناء بورسعيد البواسل، فى عام 1956، على قوات العدوان الثلاثي، البريطانى والفرنسى والإسرائيلي، بعدما تحول عموم الشعب إلى جيش يدافع عن وطنه وشرفه وعزته وكرامته، وبذلك تحقق تحرير الأراضي مصر من أي احتلال وتأكدت مصرية قناة السويس.

وأضاءت محافظة بورسعيد، مساء الأربعاء، مبنى الديوان العام للمحافظة، باللون الأحمر، في إطار احتفالات المحافظة بعيدها القومي - عيد النصر - في الذكرى الـ65 لانتصار المقاومة الشعبية بالمدينة الباسلة على دول العدوان الثلاثي في 23 ديسمبر 1956.

 

أصل الحكاية تأميم القناة

 

كانت البداية يوم 26 يوليو 1956، حين أعلن الرئيس جمال عبدالناصر، تأميم شركة قناة السويس البحرية، لتسترد مصر قناتها، وتستفيد من دخلها فى بناء السد العالي، ردًا على رفض الولايات المتحدة الأمريكية تمويل مشروع بناء السد، وإجبار البنك الدولي، كذلك، على رفض تمويله.

فما كان من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، إلا التآمر على مصر، بالهجوم العسكرى عليها، خاصة أن انجلترا كانت لاتزال، حينها، تحت تأثير صدمة جلائها عن مصر، فى 18 يونيو، من نفس العام، بعد احتلال دام 72 عاما، فوجدت فى ذلك فرصة للعودة لمصر، مرة أخرى، بينما انتهزت فرنسا الفرصة، للانتقام من الرئيس عبدالناصر، بعد تأييده ثورة الجزائر، التى كبدتها خسائر عظيمة، أما إسرائيل، فكانت تطمع فى تدمير الجيش المصري، الذى بدأت قوته تتزايد، بعد صفقة الأسلحة التشيكية.

 

معاهدة «سيفرز» لتركيع مصر

فى يوم 24 أكتوبر 1956، وبعيدًا عن الأعين، وقعت الأطراف الثلاثة معاهدة «سيفرز»، السرية، فى إحدى المدن الفرنسية، لشن الحرب على مصر، بعد الاتفاق على الخطة النهائية، التى أطلق عليها «موسكتير المعدلة»، القائمة على تولى القوات الإسرائيلية افتعال صراع مسلح، على مشارف قناة السويس، لتستغله بريطانيا وفرنسا ذريعة للتدخل العسكرى ضد مصر، بأن تصدر بريطانيا وفرنسا إنذارًا مشتركًا لكل من مصر وإسرائيل، لوقف أعمال القتال، والابتعاد عن قناة السويس، مع قبول مصر تولى القوات الأنجلو- فرنسية حماية الملاحة البحرية فى القناة، وهو ما يعد احتلالًا منظمًا!

 

زعماء الشر 

وقع هذا الاتفاق، عن الحكومة البريطانية، مستشارها القانونى «باتريك دين»، مع «كريستيان بينو» وزير خارجية فرنسا، و«ديفيد بن جوريون» رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي، وفى الليلة نفسها، عاد بن جوريون إلى إسرائيل، لبدء تنفيذ مهمته بالخطة، وفى اليوم التالي، مباشرة، سلمت فرنسا وبريطانيا الإنذار لسفيرنا المصرى إلى لندن، والذى تضمن إمهال مصر 12 ساعة لقبول الإنذار، ولما رفضه الرئيس عبدالناصر، تمامًا كما توقعت الأطراف المعتدية، بدأ التدخل العسكرى ضد مصر، بغارات على بورسعيد، يوم 5 نوفمبر 1956، تبعها إنزال المظليين من القوات البريطانية، فى مطار الجميل، بالتزامن مع إنزال مظلى من القوات الفرنسية، فى منطقة الرسوة، جنوب بورسعيد، إضافة إلى إنزال برمائي بحري، يوم 6 نوفمبر،على ساحل بورسعيد، بينما استهدفت القوات الجوية البريطانية والفرنسية، مقر الإذاعة المصرية، لضمان القضاء على إذاعة صوت العرب.

 

استبسال ابناء بورسعيد ضد العدوان

تصدت بورسعيد، لهذا العدوان، وأمام استبسال أبنائها، وبأس المقاومة الشعبية، عجزت القوات البريطانية والفرنسية عن التقدم نحو الإسماعيلية، بل ونجحت مصر فى إغراق عدد من سفن الأعداء، فى القناة، ما شل قدرة الأساطيل الفرنسية والبريطانية، عن التقدم فى قناة السويس.

وذكرت جميع المراجع العسكرية، بأنه كان مفاجأة من العيار الثقيل، للقوات الفرنسية والبريطانية، التى لم تضع فى حساباتها عند التخطيط، إمكانية إغلاق القناة أمامهم، وأمام ذلك التطور السريع فى الأحداث، أصدرت الأمم المتحدة، يوم 7 نوفمبر 1956، قرارها وقف إطلاق النيران، إلا أن بريطانيا لم تلتزم به، إلا يوم 8 نوفمبر؛ حيث كانت تأمل فى التقدم نحو القنطرة، لكنها فشلت.

 

الشعب المصري يلقن بريطانيا درسا في المقاومة

بدأت المقاومة الشعبية، فى بورسعيد، عملياتها ضد الغزو البريطاني، فنجحت فى خطف الضابط مورهاوس، ابن عمة الملكة إليزابيث، ملكة بريطانيا، كما نجحت فى اغتيال الميجور وليامز، رئيس مخابرات القوات البريطانية، فى بورسعيد، فضلا عن العديد من العمليات الفدائية ضد القوات البريطانية، خلال هذه الفترة.

وفشل العدوان الثلاثى على مصر، وأحبطت خطته، لأسباب عديدة، كان فى مقدمتها بسالة الشعب المصرى فى التصدى له، وهو ما لم يكن يتوقعه الغزاة، إضافة لمعارضة الولايات المتحدة هذا العدوان، من ناحية، وتأييد الاتحاد السوفيتى لمصر، من ناحية أخرى، الذى وصل لحد تهديده بالتدخل العسكري، لوقف العدوان، مع تنديد الأمم المتحدة بالعدوان ومطالبتها بانسحاب القوات المعتدية، وأخيرًا، وليس آخرًا، مساندة كل الشعوب العربية مصر، وقيادتها السياسية، متمثلة فى الرئيس عبدالناصر، الذى زادت شعبيته، فى مصر، والعالم العربي، باعتباره الزعيم الذى انتصر على ثلاث دول كبرى، بعد انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد يوم 23 ديسمبر 1956، وانسحاب إسرائيل من سيناء وقطاع غزة.

 

بورسعيد رمز للمقاومة

هكذا أصبحت بورسعيد رمزًا للمقاومة الشعبية، بين دول العالم كله، وأصبح يوم 23 ديسمبر من كل عام، عيدًا لنصر بورسعيد، ولمصر، ولشعبها العظيم، تحتفل به على صوت الفنانة شادية تغنى أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد، وعلى صوت كوكب الشرق أم كلثوم تشدو لمصر عاد السلام يا نيل بعد الكفاح المجيد.

 

إزاحة الستار عن تمثال ابن بورسعيد

أزاح أحفاد الفنان الراحل محمود ياسين، الستار عن تمثال جدهم بالمركز الثقافي الترفيهي، في نطاق حي الشرق، في إطار احتفالات بورسعيد بعيدها القومى الـ65.

حضر إزاحة الستار عن التمثال، اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، ورانيا محمود ياسين ابنة الفنان الراحل وزوجها الفنان محمد رياض، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية وأهالي محافظة بورسعيد.

وأشاد المحافظ بهذا العمل الفني المميز، مؤكدا حرصه الدائم على تقدير النماذج المشرفة من أبناء بورسعيد فى كافة المجالات، ووضع التمثال قبل أيام بساحة المركز الثقافي ببورسعيد، وآثار ردود أفعال جيدة حول تصميمه، وهو للنحات العالمي الدكتور عصام درويش.

ووجهت أسرة الفنان محمود ياسين، الشكر لمحافظ بورسعيد على هذا العمل الفني الذي يؤكد على فخره بأبناء بورسعيد وتقديره لهم.