الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة مهنئاً الإخوة المسيحيين بعيد الميلاد: ربنا يجمعنا على فعل الخير

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق

قدم الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، التهنئة للإخوة المسيحيين، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، بحسب التقويم الغربي، قائلا: «أحنا النهاردة في عيد الميلاد الشريف لسيدنا عيسى عليه السلام، عند طوائف كثيرة من الإخوة المسيحيين، وأقول لهم كل سنة وأنتم طيبين، وبعودة الأيام وربنا يجمعنا دايما على تعمير الأرض وفعل الخير».

 

وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «من مصر»، المذاع على القناة سي بي سي، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل، أن الإخوة الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد في 7  يناير، «يوم 7 يناير هيوافق يوم الجمعة، ونبعت التحية المقدمة إلى البابا تواضروس الثاني ولجميع الأقباط المصريين وفي العالم، كل عام وأنتم بخير».

 

وتابع: «ربنا يجعلها سنة سعيدة، وفتح على مصر وتستمر فيها مصر بالعلو والتقدم وفي الريادة والقيادة لأنها تستحق ذلك بتاريخها وعلمائها وصالحيها، الحقيقة مصر بلد فريد ووحيد نرجو الله أن يعطيه على قدر ما أحبه وذكره في كتابه».

 

حكم تهنئة المسيحين فى اعيادهم 

 

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "ما الحكم الشرعي في تهنئة المسيحيين بمناسبة أعيادهم، حيث إنهم يهنئوننا في أعيادنا ؟

وأجابت دار الإفتاء، بأنه لا مانع شرعًا من تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ومناسباتهم، وليس في ذلك خروج عن الدين كما يدَّعي بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة، وقد قَبِلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم في سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدًا، كل ذلك في ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم في الاعتقاد.


وذكرت دار الإفتاء، أنه لم يفرق المولى عز وجل بين من المسلم وغير المسلم في المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، والتهنئة في الأعياد والمناسبات ما هي إلا نوع من التحية.

أما ما استشهد به هؤلاء من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان: 72] على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود: فإنما هي نظرة قاصرة للنص القرآني؛ حيث لم يرد ذلك صريحًا في الآية، بل هو اجتهاد في تفسيرها، وقد نقل فيه عدة آراء، فما بالهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها.


وأما دعوى التشبه والموافقة على شعائر غير المسلمين: فالمنهي عنه شرعًا التشبه والموافقة في الأفعال والاعتقادات التي نهى الإسلام عنها أو خالفت شيئًا من ثوابته.

 

حكم تهنئة المسيحيين بأعيادهم 


أفتى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بأنه يجوز شرعًا تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وهذا من باب البر والإحسان إليهم.

ونبه الأزهر، على أن الإسلام دعا إلى قيم التعايش والتسامح والاحترام، وربى أتباعه على ذلك، وهي قِيَمٌ لا تتنافى مطلقًا مع اعتزاز كل صاحب دين بدينه، وتمسكه به، فكلما ازداد المسلم فهمًا للإسلام كلما ازداد احترامًا لغيره، وتهنئة المسيحيين بأعيادهم تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم.

ولفت إلى أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تدخل في باب لين الكلام وحسن الخطاب، وجميع هذه الأمور أمرنا الله عز وجل بها مع الناس جميعًا دون تفرقة، خاصةً مع أهل الكتاب الذين قال الله تعالى في حقهم في سورة الممتحنة: «لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ»، وقال أيضًا في سورة البقرة: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا».

وواصل: كما أن جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم يتوافق مع مقاصد الدين الإسلامي ويُبرِز سماحته ووسطيته، وأن هذا الأمر من شأنه تزكية روح الأخوة في الوطن، والحفاظ على اللحمة الوطنية، ووصل الجار لجاره، ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات.