الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرابعة خلال شهر.. لمذا تزيد كوريا الشمالية من تجاربها الصاروخية مع بداية 2022؟

صاروخ كوري شمالي
صاروخ كوري شمالي

أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى باتجاه البحر الشرقي قبالة سواحل اليابان، والذي يمكن أن يشكل رابع اختبار تجريه الدولة المسلحة نوويا في أول شهر من العام الجديد.

وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، اليوم الاثنين،، إن الصاروخين أطلقا من منطقة في "سونان" موقع مطار "بيونج يانج الدولي"، في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين. وأكدت اليابان أيضا الاختبار.

وقال وزير الدفاع الياباني، نوبو كيشى، اليوم الإثنين، إن "إطلاق كوريا الشمالية لصاروخين يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي ويهدد أمن بلدنا والمنطقة".

ويعد هذا هو رابع إطلاق صاروخي لكوريا الشمالية خلال أسبوعين في عام 2022، في استعراض للقوة وتحدِ للحظر المفروض عليها، خاصة مع تعهد زعيمها كيم جونج أون بتعزيز وبناء القدرات الدفاعية لبلاده.

وحذرت كوريا الشمالية، الجمعة الماضي من أنها ستضطر إلى اتخاذ "رد فعل أقوى ومؤكد"، بعد أن فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة عليها بسبب إطلاقها الصواريخ مؤخرا.

وكانت بيونج يانج اختبرت صواريخ فرط صوتية مرتين خلال يناير، وأطلقت الجمعة صاروخين تكتيكيين موجهين محمولين على قطارات ردا على العقوبات الجديدة.

هدف كوريا الشمالية من زيادة إطلاق الصواريخ

وفي تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تعد الوتيرة السريعة للاختبارات وتوقيت إطلاقها في يناير أمر غير معتاد بالنسبة لكوريا الشمالية، فتميل بيونج يانج إلى إجراء عمليات إطلاق صواريخ للاحتفال بالأحداث المهمة سياسيًا في البلاد، أو كدليل على استيائها من التدريبات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وقال أنكيت باندا الذي يعمل في برنامج السياسة النووية بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إن كوريا الشمالية عادة ما تطلق أسلحة لتطوير قدراتها الصاروخية والحفاظ على الاستعداد التشغيلي، ويبدو أن الاختبارات الأخيرة تؤكد ذلك.

لكن في الوقت نفسه، أشار باندا لـ"بي بي سي" إلى أن "زعيمها كيم جونج أون لديه أيضًا اعتبارات داخلية، منها أنه في وقت الصعوبات الاقتصادية، تسمح له عمليات الإطلاق هذه بالتعبير عن أن أولويات الدفاع الوطني لن تتراجع عن مسارها".

وتعاني كوريا الشمالية من نقص الغذاء وتعثر الاقتصاد، ويرجع ذلك إلى الإغلاق الذي فرضته البلاد لمنع تفشي فيروس كورونا الذي قطع التجارة مع الصين، حليفها الاقتصادي والسياسي الرئيسي - على الرغم من وجود تقارير تفيد بأن هذا قد يستأنف قريبًا.

واعترف كيم مؤخرًا بأن البلاد كانت تواجه "صراعًا كبيرًا بين الحياة والموت"، متعهدًا أيضًا بزيادة القوة العسكرية لكوريا الشمالية بما في ذلك تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وتعثرت المحادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، فتريد واشنطن من بيونج يانج التخلي عن أسلحتها النووية، منذ تولى الرئيس جو بايدن السلطة، فضلًا عن فرض إدارته عقوباتها الأولى عليها الأسبوع الماضي، ردًا على بعض الاختبارات السابقة هذا الشهر.

وأثارت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على خمسة كوريين شماليين على صلة ببرامج الصواريخ البالستية رد فعل غاضبا من بيونج يانج. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إنه إذا "تبنت الولايات المتحدة موقف المواجهة هذا، فستضطر كوريا الديموقراطية إلى اتخاذ رد فعل أقوى ومؤكد تجاهه".

وقال بارك وون جون، أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة "إيوا وومانس"، إن تجربة الاثنين قد تكون "رد فعل أقوى" على العقوبات، حيث يظهر أن "الشمال ليس لديه نية للتغلب على قوة الولايات المتحدة".

هل الاختبارات بسبب الصين؟ 

تجري كوريا الشمالية عمليات إطلاقها قبل أسابيع فقط من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بالعاصمة الصينية بكين، وهو حدث حساس سياسياً للغاية بالنسبة للأخيرة.

وقال المحلل الكوري الشمالي تشاد أوكارول على موقع "تويتر": "أتخيل أن الصين لن ترحب بتجربة كوريا الشمالية على عتبة بابها عشية انطلاق أولمبياد بكين".

وأضاف: "إذا استمر هذا الأمر، فلا ينبغي أن نستبعد احتمال أن تكون [كوريا الشمالية] منزعجة من الصين في شيئ ما".

لكن أنكيت باندا قال إنه على الرغم من أن "بكين قد لا تكون راضية عن هذه الاختبارات، فمن المحتمل أن تثبت أنها مقبولة بدرجة كافية" نظرًا لأنها لا تنطوي على اختبار أسلحة نووية ولا صواريخ بعيدة المدى، وهو ما وصفه بـ"الخطوط الحمراء للصين".

وأضاف "بالنظر إلى علاقتها الاستراتيجية مع الصين، من المرجح أن تخرج القيادة الكورية الشمالية من المناورات العسكرية والتجارب الصاروخية لعام 2022 قبل أولمبياد بكين".

ولفت "يشير التوقيت أيضًا إلى أن كوريا الشمالية لا ترغب في التزام الصمت قبل الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية أو الظهور على أجهزة الإنعاش بينما ترسل الصين المساعدة عبر الحدود".