الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عميد أصول الدين السابق يكشف سبب تدريس الأزهر المنهج الأشعري

الدكتور عبد الفتاح
الدكتور عبد الفتاح العواري وسط المتحدثين خلال الندوة

استضافت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف- فرع المنوفية والإدارة المركزية لمنطقة المنوفية، الدكتور عبد الفتاح العواري العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الازهر بالقاهرة، خلال الندوة الدينية حول "معالم المنهج الأزهري".

وقال الدكتور عبد الفتاح العواري، خلال الندوة، أن الوسطية مَعلم أصيل من معالم دين الإسلام، ومنهج قويم دعا إليه وعمل به نبينا الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، بل لا نبالغ إذ نقول: إن الإسلام هو الوسطية والوسطية هي الإسلام، كما قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} والأمة الوسط هي الأمة العدل التي حادت في منهجها العلمي والعملي عن الإفراط والتفريط، وعن التشدد والغلو، فالإسلام والوسطية صنوان لا يفترقان. ولا يكون الإسلام في حقيقته السامية وجوهره الفريد، ودعوته الخاتمة إلا وسطيًّا؛ فكل من حاد عن هذا المنهج الرباني الشريف يبتعد عن حقيقة الإسلام السمحة وجوهره النقي بقدر ما حاد وانحرف وغيَّر وبدل.

وأكد العواري، على مكانة الأزهر الشريف في نهضة الأمة، وعلى منهج الأزهر الشريف القائم على الوسطية والاعتدال الذي يُحصن الشباب من الأفكار المنحرفة، ويؤمن أفكارهم ضد التيارات الهدامة مؤكدًا أن الأزهر انتقى أفضل المناهج لتدريسها لطلابه وهذا هو سر بقائه لأكثر من ألف عام، مبينًا أن هذا المنهج هو منهج علمي منضبط في فهم الدين، ويعمل على تخريج عالم يفهم مراد الشارع ويدرك أحوال الواقع، موضحًا في الوقت نفسه أنّ المنهج الأزهري لم يقتصر على الإحاطة بالعلوم الشرعية دون سواها بل امتد ليشمل العلوم التجريبية من طب وفيزياء وكيمياء، إضافة إلى العلوم العقلية من منطق وفلسفة وهندسة وغير ذلك من العلوم.

 

كما أنّ إحياء معالم الوسطية أمانة عظيمة، وهي مسؤولية العلماء الذين اصطفاهم الله تعالى لحمل هذه الرسالة العظيمة، والذين هم ورثة الأنبياء وحملة الشريعة الغرّاء؛ ألا وهي الوسطية والسماحة والاعتدال هي العامل الأكبر الذي كان سبباً في انتشار دعوة الإسلام في العالمين، على عكس ما يروِّج له بعض السطحيين من أن دين الإسلام. 


كما أكد الدكتور عبدالفتاح العواري على أن خارطة العلوم الأزهرية تقوم على الوضوح والتدرج ويتجلى هذا فى التمييز بين علوم المصادر من قرآن وسنة وبين علوم الغايات التى هى امتداد من علوم المصادر كالفقه والاعتقاد وبين العلوم المساعدة التى تخدم العلوم الأساسية كاللغة والمنطق وأصول الفقه وأن الأزهر الشريف هو الحصن الذي انتهت إليه مواريث النبوة واستقرت فيه أمانة السلف الصالح.


كما أوضح ، أن رسالة الازهر تعتمد على توصيل رسالة الإسلام الحنيف الواضحة للعقول دون افراط أو تفريط مع بيان حقيقة المنهج الأزهري الذى يعتمد على قيم نبيلة تأتى فى مقدمتها الايمان بأصاله الدور التاريخي للأزهر الشريف وجهوده فى الحفاظ على الشريعة الإسلامية واللغة العربية وضرورة النصح للامة المحمدية بطريقة الخطاب الأزهري التابع من العمق بعلوم الازهر وما تلقوه من علماءه وشيوخ وذلك من خلال رعاية مذاهب أهل السنة والجماعة مع الانفتاح على المذاهب الإسلامية الأخرى وامتزاج كل من علوم النص والعقل والذوق امتزاجًا كبيرًا بطبيعة التكوين العلمي الأزهري.

وشدد على أن الأزهر منهج حواري معتدل وسعيُ الأزهر إلى ترسيخ مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف في أذهان طلابه فيما يخص علاقة الإسلام بالأديان السماوية ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة، ولا يخرجك من الإيمان إلا جحد ما أدخلك فيه و قانونٌ يحفظه كل دارسٍ في الأزهر وان  منهج الأزهر كان ولا يزال وسيبقى أقدر المناهج على علاج أزمة العقل المعاصر وما آل إليه أمر الأمة من تفكك واضطراب من العابثون بأمن الوطن وحرمة أهله قتلةٌ محاربون لله ورسوله وان   الأزهر ليس مجرد معهد عريق أو جامعة عالمية، بل هو رسالة ومنهج وخطاب فكري متميز. 


كما أوضح الدكتور عبدالفتاح العواري سبب انتهاج الأزهر للمنهج الأشعري  للإمام أبا الحسن الأشعري حيث أخذ من علوم العقل ما يتناسب، فجمع بين المعقول والمنقولا كما  أنّنا نتكلم عن منهج علمي قرر في أصول الدين عينَ ما كان يعتقدُه الصحابةُ والسلف الصالح، فكما أنّ المذاهب الأربعة لم تعد مجرد أقوال لمؤسسيها، إذ ربما لا يعتمد المالكية قول مالك في مسألة، ويضعف الشافعية قول الشافعي في نازلة، فكذلك ليست الأشاعرة هي مجرد أقوال أبي الحسن الأشعري، بل هو منهج علمي كامل متكامل تمت خدمتُه على مدار 1000 سنة أو يزيد؛ فتلقّته الأمة بالقبول، واعتمدته مدارس العلم الكبرى في العالم.