الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إثيوبيا تراوغ كالعادة.. مصر تتحرك في 4 اتجاهات لاستئناف مفاوضات سد النهضة

سد النهضة - أرشيفية
سد النهضة - أرشيفية

زعم رئيس الوزراء الإثيوبي  آبي أحمد أن سد النهضة مفيد لمصر والسودان ودول شرق أفريقيا بوجه عام، داعيا إلى تبني "خطاب تعاون وتعايش" بين شعوب المنطقة دون إضرار بعضها ببعض، وقال في بيانه الذي أصدره 20 يناير الجاري، إنه من الأكثر إفادة لمصر الحفاظ على مياه نهر النيل في خزان سد النهضة بدلًا من إهدارها في التبخر والفيضانات، مضيفًا أن سد النهضة يحمي سد أسوان من الانسكابات المائية.

 

التصريحات التي صدرت عن مصر، والتحركات تؤكد عدم صدق تصريحات آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي في بيانه الأخير، لأنه تجاهل تماما فكرة الملء والتشغيل، والذي تريد مصر التفاوض مع إثيوبيا بصدده، وعمل اتفاقية ملزمة وعادلة لـ الملء والتشغيل.

 

تصريحات وزير الري

وفي هذا الصدد، قال وزير الري والموارد المائية محمد عبد العاطي، إن عدم تبادل إثيوبيا لبيانات سد النهضة أمر مثير للقلق، وأن القاهرة تلقت فقط المستوى الأول الخاص بـ سد النهضة، لكن لم تحصل على المستوى الثاني من التصميمات، موضحا أن مصر عرضت أن تقوم بإجراء التعديلات على حسابها مثل الفتحات في السد.

وتابع عبد العاطي في تصريحات إعلامية، إن مصدر قلق مصر الحالي، هو عدم الوصول إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد بين الدول الثلاث، ما قد يؤدي إلى إحداث خلل في إدارة مياه النهر، مؤكدا أنه يمكن أن ينتج عن هذا الخلل مشاكل تؤثر على دولتي المصب، وأن مماطلة أديس أبابا في محادثات سد النهضة ليست في مصلحة أحد، والمفاوضات هي الحل لكل مشكلات التي قد تظهر في السد وتؤثر على دول المنبع والمصب.

 

سبب انقطاع مفاوضات سد النهضة

من جانبه أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن مصر لم تكن السبب في انقطاع مفاوضات سد النهضة، وأن آخر المفاوضات كانت تحت إشراف الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أن مصر دائما على استعداد لاستئناف المفاوضات مع إثيوبيا إذا كانت هناك إرادة سياسية تساعد للتوصل إلى اتفاق.

وقال شكري، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده بمقر وزارة الخارجية العمانية، مع بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية العماني، الأحد الماضي، إن مصر تحرص دائما على التوصل إلى توافق بين الدول الثلاث، والتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وفق قواعد القانون الدولي والممارسات الدولية، بما يلبي احتياجات جميع الأطراف، وهي حق إثيوبيا في التنمية، وحق مصر والسودان في نصيبهما من مياه النيل.

تصريحات رئيس الوزراء

وفي يوم الثلاثاء الماضي، أكد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حرص مصر على التوصل لاتفاق  ملزم قانونا لملء وتشغيل سد النهضة بما يحقق المصالح المشتركة من خلال الموازنة بين  تحقيق إثيوبيا أقصى استفادة ممكنة من سد النهضة، في مجال توليد الكهرباء ، وتحقيق التنمية المستدامة في مقابل عدم حدوث ضرر لدولتي المصب مصر والسودان .

 

وأضاف مدبولي في تدوينة له عبر الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء أن مصر مهتمة باستئناف المفاوضات في أقرب وقت، بهدف الإسراع في حل النقاط الخلافية الفنية والقانونية، وصولا لاتفاق عادل و متوازن ومنصف، والأخذ  في الاعتبار ما تعانيه مصر من ندرة المياه واعتمادها بشكل رئيسي على مياه النيل،التي يعد مصدرها الأساسي من النيل الأزرق.

اتفاق مصري جزائري لحل أزمة سد النهضة

وفي نفس اليوم، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، وعقد الرئيس جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائري، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين.

 

وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، أن المباحثات تطرقت إلى موضوع مياه النيل، وآخر المستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، وتم التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن وملزم حول ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي، مع التأكيد على ضرورة إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف في المفاوضات.

وفي المؤتمر الصحفي، على هامش جلسة المباحثات، قال الرئيس السيسي، إنه اتفق مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، على أهمية التوصل لاتفاق منصف بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

 

مناقشة الأزمة مع الجانب الأمريكي

من ناحية أخرى، استقبل سامح شكري وزير الخارجية، بمقر الوزارة، المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الإفريقي، ديفيد ساترفيلد الذي يزور القاهرة، في إطار جولته الحالية بالمنطقة والتي تشمل كينيا ومصر والإمارات.

وعقد شكري جلسة مباحثات مع المبعوث الأمريكي، حول القضايا الأفريقية ذات الاهتمام والتحديات التي تواجهها دول القارة فضلا عن قضية سد النهضة والتطورات في السودان.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد أعلنت مطلع الشهر الجاري تعيين سفيرها السابق في تركيا والذي انتهت ولايته فيها، ديفيد ساترفيلد، مبعوثا خاصا لأزمة السودان وإثيوبيا، خلفا لجيفري فيلتمان.