الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف في خطبة الجمعة : القرآن الكريم ربط بين أهمية الحياة والوطن .. الأمن من أعظم النعم .. القوة في الإسلام ليست للاعتداء.. والتضحية في سبيل البلد من الإيمان

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

رسائل وزير الأوقاف في خطبة الجمعة : 

لا حياة بلا وطن .. ولا وطن بلا أمن
لا أمن بلا قوة تحميه .. ولا إقامة لدين أو دولة بلا وطن آمن مستقر
قوة الردع أهم من قوة الحرب ولابد للسلام من قوة تحميه
مفهوم قوة الرمي يتطور مع الزمن .. وعلينا أن نتعامل مع العصر بأدواته
التضحية في سبيل الوطن سبيل الكرام أبناء الكرام

 

عنونت وزارة الأوقف، موضوع خطبتها الأسبوعية الموحدة اليوم الجمعة تحت عنوان “ حق الوطن والتضحية في سبيله”، حيث ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة الجمعة، بمسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة، بمناسبة احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة، بحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، وعدد من قيادات القوات المسلحة، وأعضاء المجلس الأعلى للشرطة، ولفيف من قيادات وضباط وزارة الداخلية والقوات المسلحة .

 

أهمية الحياة والوطن

وفي خطبته أكد وزير الأوقاف أنه لا حياة بلا وطن ، فقد ربط القرآن الكريم بين أهمية الحياة والوطن ، فكما لا يفرط الحر الكريم في حياته فإنه لا يفرط في وطنه  ، حيث يقول الحق سبحانه : "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ " ، فجمع سبحانه بين مشقة قتل الإنسان نفسه وبين إخراج الإنسان من وطنه ، فلا حياة لمن لا وطن له ، وعندما نزل الوحي على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأخذته زوجه خديجة (رضي الله عنها) إلى ورقة بن نوفل فقال له : هذا النَّامُوسُ الذي أَنْزَلَ اللَّهُ علَى مُوسَى، وليتني أكون حيا حين يخرجك قومك ، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : " أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ ؟" فقال : نعم ولئن كنت حيا لأنصرنك نصرًا مؤزرًا ، وعندما خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة مهاجرًا إلى المدينة التفت إلى مكة قائلًا: " واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجوني منكِ ما خَرجتُ".

وزير الأوقاف

الأمن والرزق

كما أكد وزير الأوقاف أنه لا وطن بلا أمن ، ولا صحة بلا أمن ، ولا اقتصاد بلا أمن ، ولا استثمار بلا أمن ، فقد ربط القرآن بين الأمن والرزق في مواطن متعددة، يقول سبحانه: " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" ، ويقول تعالى : " لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ  الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" ، ويقول سبحانه : " أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" ، ويقول سبحانه: " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" .


وأردف: شاهدنا مآسي اللاجئين والأطفال يرتجفون من البرد فوق الثلوج، والمذيع يسألهم : أين الحماية المدنية ؟ فيقولون غير موجودة، فهؤلاء فقدوا الأمن وأصبحوا لاجئين داخل بلادهم نظرًا لفقد الأمن، فالأمن من أعظم النعم، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا" ، وللأسف الشديد نرى بعض من صنعوا جماعات الإرهاب ومولوها وهم يتباكون على أحوال هؤلاء اللاجئين ، وهذه وصمة عار يبوء بها كل من دعم الإرهاب وصنعه وموله، فعلينا أن نتيقظ أنه لا وطن بلا أمن .


كما أكد وزير الأوقاف أنه لا أمن بلا قوة تحميه يقول سبحانه: " وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ" ، سواء كان هذا بإعداد الرجال وتدريبهم أم بامتلاك أحدث الأسلحة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ" فمفهوم قوة الرمي يتطور بتطور الزمان ، وفي زماننا هذا يكون بإعداد أحدث الأسلحة في مجال الرمي بالقاذفات أو الراجمات أو المسيرات وغيرها ، كما نؤكد على ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن جيشنا جيش رشيد، وأن شرطتنا شرطة رشيدة ، يحميان ولا يبغيان ، بل هما نار تحرق المعتدي على نحو ما سطرت قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة على مدار تاريخهما العريق، ومنها ملحمة بورسعيد التي سطرها رجال الشرطة والتي يحتفل الشعب المصري بذكراها هذه الأيام ، عندما وقف رجال عظام بعقيدة وطنية في مقاومة المحتل.

وزير الأوقاف


كما لفت وزير الأوقاف إلى أن القوة في الإسلام ليست للاعتداء، بل هي للردع ، فتحقيق الردع أهم من الحرب والمواجهة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "نصرت بالرعب مسيرة شهر" ، مبيناً أن الأعداء نوعان: عدو ظاهر سواء في الداخل أم في الخارج نعلمه ونواجهه ، وهناك أعداء آخرون قد لا نعلمهم ينتظرون لحظة ضعف الدول لينقضوا عليها ، فقوة الردع تردع العدو الظاهر والعدو الخفي.


ثم ذكر وزير الأوقاف، قول الله تعالى في الآية التي تليها : "وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" ، مؤكدًا أن مجيء هذه الآية عقب قوله تعالى : " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ " يؤكد أن السلام لا يكون سلامًا حقيقيًا دون قوة تحميه ، ومن يدعي السلام وهو ضعيف فإنما يخادع نفسه ، لأن السلام الحقيقي لا بد له من قوة تحميه .


كما أوضح وزير الأوقاف، أن كل إعداد للقوة من جيش وشرطة هو في سبيل الله، فامتلاك القوة جزء من عقيدتنا الدينية والوطنية للحماية وليست للاعتداء ، فهي قوة تحمي ولا تبغي، كما وضح أن التضحية في سبيل الوطن سبيل الكرام أبناء الكرام، وأن التضحية في سبيل الوطن جزء من صلب عقيدنا الإيمانية، لأنه لا إقامة لمقاصد الشرع، ولا إقامة لدين ولا دولة بلا وطن آمن مستقر، وهذا يستوجب منا توجيه تحية إجلال وتقدير لكل شهداء الوطن من الجيش والشرطة ، وتحية تقدير وإجلال لكل من قدم تضحية في سبيل هذا الوطن من أبنائه المخلصين، سائلين الله العلي العظيم أن يحفظ رئيسنا وجيشنا وشرطتنا ومصرنا من كل مكروه وسوء .


القافلة الدعوية المشتركة لعلماء الأزهر والأوقاف

كما انطلقت صباح اليوم، القافلة الدعوية المشتركة لعلماء الأزهر والأوقاف من مقر ديوان عام وزارة الأوقاف، لأداء شعائر خطبة وصلاة الجمعة، إلى مدينة الأمل الجديدة، (عزبة الهجانة سابقًا )، بمحافظة القاهرة.

وضمت اللجنة عشرة علماء، بينهم خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: " حق الوطن والتضحية في سبيله".

وجاءت أسماء أعضاء القافلة على النحو التالي:

1. د/ عمرو محمد عبد الغفار الكمار - مدير عام الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة - مسجد الحرمين

2. د/ علي محمد علي مهدي - الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة - مسجد بنت العنود

3. الشيخ/ هيثم محمد رمضان - المدير الإداري بأكاديمية الأوقاف - مسجد ضياء الحق

4. الشيخ/ عبد الرازق سيد عبد الرازق إبراهيم - واعظ بمنطقة وعظ القليوبية - مسجد الدربي

5. - الشيخ/ أحمد وحيد دمرداش - عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة - مسجد البشير النذير

6. الشيخ/ عبد الله شديد عبد الجواد - واعظ بمنطقة وعظ الجيزة - مسجد لواء الإسلام

7. الشيخ/ عبد العليم عبد الله عبد العليم - عضو المركز الإعلامي - مسجد الهدى

8. الشيخ/ محمد عبد النافع أحمد علي - واعظ بمنطقة وعظ الجيزة - مسجد المهدي

9. د/ محمد إبراهيم أحمد رجب - عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة - مسجد السلام

10. الشيخ/ محمد سليم سلومة عبد السيد - واعظ بمنطقة وعظ القاهرة - مسجد الواحد الصمد