الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم أكل لحم الخنزير.. تعرف على العلة وماذا يفعل من أكله مضطرا

حكم اكل لحم الخنزير
حكم اكل لحم الخنزير

حكم أكل لحم الخنزير.. حذرنا ربنا تبارك وتعالى من أكل لحم الخنزير ويجب علينا عدم انتهاك حرماته والتعدى عليها، لأن سبحانه جعل ذلك من أكبر الكبائر، وتوعد من يفعل ذلك بالعذاب الشديد، قال تعالى “ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين”.
 

حكم أكل لحم الخنزير

حكم أكل لحم الخنزير.. وقد حدد الله في القرآن الكريم ما يحل وما يحرم من أنواع الطعام لما فيه مصلحة الإنسان، قال تعالى “إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”، وقال تعالى "قُل لَّآ أَجِدُ فِى مَآ أُوحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍۢ يَطْعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍۢ فَإِنَّهُۥ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِۦ ۚ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍۢ وَلَا عَادٍۢ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".

حكم أكل لحم الخنزير.. وقد حرم الله أكل لحم الخنزير لأنه مطبوع على أخلاق ذميمة جداً منها الحرص الفاحش والرغبة الشديدة في المنهيات وعدم الغيرة فحرم أكله على الإنسان لئلا يتكيف بتلك الكيفية القبيحة، يقول ابن عباس رضى الله عنهما: كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذراً فبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه فما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو.

حكم أكل لحم الخنزير.. وأكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن فقهاء المذاهب الأربعة اتفقوا على تحريم الخنزير شحما ولحما.

علة تحريم أكل لحم الخنزير


وقال شومان، في تصريح له، إن الأقوال تعددت في علل تحريمه إلا أن العلة الدائمة والمستقرة هي نجاسته، المعبر عنها في كتاب الله بالرجس وذلك في قوله تعالى: “قل لا أجد فيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (الأنعام:145).


وأضاف أن الرجس يراد به النجاسة على ما ذكره المفسرون، ولذا يعبر عن الخنزير فقهيا بأنه نجس العين ويراد بالعين جميعه لا العين التي يرى بها، ولذا يحرم عندهم الانتفاع بشيء من لحمه أو شحمه أو جلده، حيث إن نجاسته نجاسة ذات غير قابلة للتطهير.

وأوضح أن البحث العلمي الحديث أثبت أن النجاسة متمكنة وغالبة في شحوم ولحوم وجلود الخنازير، ومن هذه البحوث بحث قيم لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة للأستاذ الدكتور حنفي محمود مدبولي، أستاذ الفيروسات بكلية الطب البيطري بجامعة بني سويف، حرم الله عز وجل لحم الخنزير.

واستشهد بقول الله تعالى: “قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” (الأنعام:145).

وتابع: "وبين ربنا عز وجل وهو العليم الخبير أن العلة فى تحريم لحم الخنزير هى أنه رجس، أى نجس، ضار ومؤذ ونتن، وهذه علة ذاتية قائمة لا تنفك عن لحم الخنزير أبدا، وهذا يبين أن العلة فى التحريم ليست عارضة أو مكتسبة. 

والعلة العارضة كأكله القاذورات والقمامة، وهذا يحدث فى بعض البلدان دون غيرها لأن الغرب يطعمون الخنازير أعلافا طيبة ويربونها فى حظائر نظيفة مغلقة ومكيفة وهنالك تنتفى هذه العلة العارضة.

كما أن العلة أيضا ليست مكتسبة تزول بزوال سببها كإصابته ببعض الأمراض الطفيلية والبكتيرية والفيروسية لأن كل هذه الأمراض مكتسبة ومن الممكن السيطرة عليها إما بالعلاج بالمضادات الحيوية ضد مسببات هذه الأمراض أو باستخدام اللقاحات، وهى الآن شائعة وتستخدم على نطاق واسع وبذلك تنتفى هذه العلل المكتسبة.

واستطرد: “وبانتفاء العلة العارضة أو العلة المكتسبة ينتفى الحكم وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى الذى يتلى إلى أن تقوم الساعة، وبذلك تبقى العلة الذاتية التى لا تنفك عن لحم الخنزير فى كونه نجسًا وضارًا ومؤذيًا لمن يأكله هي الأصل فى بقاء الحكم الشرعي”.

وتحققت نجاسة لحم الخنزير كما تحقق الضرر من أكل لحمه من خلال الأبحاث العلمية العديدة ونتائجها هي:
1. أن الخنزير حيوان سبعى له أنياب يأكل الجيف والفئران ولو سمحت له الفرصة لأكل الأطفال لأكلها وهذا عكس الأنعام تماما فهى بدون أنياب ولا تتغذى إلا على العشب والكلأ فقط.
2. أن عدم وجود انزيمى Xanthin oxidase &Uricase فى بلازما الخنزير وقلة وجوده فى الكليتين يجعله يحتفظ بكمية كبيرة من حمض البوليك فى أنسجته، فالخنزير يتخلص من 2% فقط من هذا الحمض والباقى يختزن فى جسده، وهذا عكس الأنعام فهى تتخلص من حمض البوليك بكميات كبيرة لوجود “Xanthin oxidase” فى بلازما الأبقار وهو يقوم بتكسير حمض البوليك إلى آلنتوين والذى يفرز فى بول الأبقار بكميات عالية جدا وبالتالى تتخلص الأبقار منه عن طريق البول وينقى الدم منه وبالتالى اللحم فيكون لحم الأبقار طاهرا طيبا، كما يوجد فى بلازما الأغنام إنزيم اليوريكاز (Uricase) والذى يقوم بتكسير حمض البوليك وتتخلص الأغنام منه عن طريق الكليتين، مما يجعل لحم الأغنام أيضا طاهرا طيبا.
3. إن كثرة وجود حمض البوليك فى دم ولحم الخنزير دليل على نجاسته، ولهذا وصفه ربنا عز وجل بأن رجس.
4. إن كمية إنزيم اليوريكاز فى كلى الأبقار حوالى ستة أضعاف الموجود غى كلى الخنازير.
5. إن الخنزير بطبعه الخبيث يأكل روثه المختلط ببوله وما به أيضا من حمض البوليك يجعل تراكم هذا الحمض فى لحمه بكميات كبيرة تضر بصحة الإنسان، وهذا يدل على نجاسة لحمه كما بين ربنا عز وجل فى علة التحريم للحم الخنزير وهى أنه رجس، وهذا من الإعجاز العلمى لهذه الآية ولتحريم لحم الخنزير.
6. إن الخنزير يحتوى على 50% من لحمه دهنيات وأن هذه الدهنيات منها 38% دهون مشبعة تراى جلسريد ولا يستطيع الإنسان هضمها، بينما الأبقار تحتوى على 6% فقط من الدهون وهى سهلة الهضم والأغنام تحتوى على 17% دهون أيضا سهلة الهضم، وهذا يدل أيضا على الضرر المحقق من تناول لحم لخنزير.
7. أن الخنزير يحتوى على كميات عالية من هرمونات النمو وهى تسبب ستة أنواع من السرطانات بينما تفتقر الأنعام إلى هذه الهرمونات مقارنة بالخنزير، وهذا أيضا ضرر آخر محقق من تناول لحم الخنزير وعلة ذاتية على التحريم، وأن لحم الخنزير يحتوى على كميات كبيرة من الكبريت على عكس الأنعام وهذه علة أخرى ذاتية لتحريم لحم الخنزير.
كما أن لحم الخنزير يحتوى على كميات كبيرة من الهستامين والإميدازول المسبب للحساسية واكزيما الجلد لمن يأكله، بينما لحم الأنعام لا تحتوى على هذا الهرمون وأن نسبة الكوليسترول فى لحم الخنزير خمسة عشر ضعفًا لما فى البقر، ولهذه الحقيقة أهمية خطيرة لأن هذه الدهنيات تزيد مادة الكوليسترول فى دم الإنسان، وهذه المادة عندما تزيد عن المعدل الطبيعى تترسب فى الشرايين، ولا سيما شرايين القلب، وتسبب تصلب الشرايين وارتفاع الضغط، وهو السبب الرئيسى فى معظم حالات الذبحة القلبية"، وهذه أضرار شديدة بصحة الإنسان.

وتعتبر هذه الأضرار عللا ذاتية للتحريم ويبقى الحكم ببقاء العلة ويكون الخنزير محرما على التأبيد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

من خلال نتائج هذا البحث، يتضح بيان الإعجاز العلمي فى حرمة لحم الخنزير، حيث إن كل هذه الأضرار الموجودة فى لحم ودهن ودم الخنزير تجعل الخنزير محرما لذاته وليس لعلل عارضة أو مكتسبة، وهذا الذى بينه ربنا عز وجل من قوله (فإنه رجس) أي نجس، ضار ومؤذ ونتن ومن هنا يتضح وجه الإعجاز العلمى فى هذا النص القرآني لحرمة لحم الخنزير.

حكم أكل لحم الخنزير بدون علم 

حكم أكل لحم الخنزير بدون علم 

إن أكل لحم الخنزير محرم على المسلمين باتفاق جميع الفقهاء، ولا يجوز للمسلم أكله ولا التناول منه بأي وجه، لكن إذا أكل شخص لحم الخنزير بدون علم فلا إثم عليه في ذلك، لقوله تعالى: “وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}، وقوله صلى الله عليه وسلم: ”إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".

لكن لو علم أنه أكل لحم الخنزير في وقت يمكنه تقيؤه لزمه أن يتقيأ إن أمكن ذلك.

حكم أكل لحم الخنزير بعلم

حكم أكل لحم الخنزير بعلم

إن من أكل لحم الخنزير عامداً غير مكره عالماً بالتحريم غير جاهل، معتقداً التحريم فهو مسلم عاص وآثم وتلزمه التوبة إلى الله تعالى، فلحم الخنزير محرم، لقول الله تعالى: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ”، وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها وحرم الخنزير وثمنه"، وقد وصف الله لحم الخنزير بالرجس أي أنه نجس، فقال تعالى “أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ”.

والخنزير كان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب به المثل في قبح بعض الذنوب والمعاصي، فقال صلى الله عليه وسلم: “من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودم”.

حكم أكل لحم الخنزير لعد توفر طعام سواه

حكم أكل لحم الخنزير لعد توفر طعام سواه

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أكل لحم الخنزير لعدم توفر طعام سواه ليس هذا مبررا، وسأل متعجبًا: “أليس أمامه أي شيء آخر حتى أنه أوشك على الموت؟”. 

وتابع: “عليه أن يتوب ويستغفر ولا يأكل من هذا مرة ثانية”. 

وقال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن هناك فرقا بين الفتوى والحكم الشرعي.

وأضاف خالد الجندي: “لو بنتكلم عن واحد فى صحراء وجعان وهيموت من الجوع ومفيش أمامه، إلا لحم خنزير، الحكم هنا لحم الخنزير حرام شرعا، لكن لو هتكلم على الفتوى، الراجل هيموت، يأكل منه لأنه مضطر”.

وأشار الجندى،  خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، إلى أن لحم الخنزير حرام شرعا، لكن الرجل هنا سيموت جوعا، وهو مضطر فيجوز له أن يأكل منه، مستشهدًا بقول الله تعالى: "فَمَنِ اضطر في مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ".

طبخ لحم الخنزير بالنار

طبخ لحم الخنزير بالنار

قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن طبخ لحم الخنزير بالنار، ليس سببًا لاستحلال أكله، مشيرًا إلى أن الاستحالة التي تغير الحكم هي التغيير الكلي لجميع الخواص الكيميائية للمادة إلى مادة أخرى، كما هو الحال في استحالة الخمر وتغير حالته إلى الخل.

وأضاف «وسام» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، ردًا على سؤال: “إذا كانت النجاسة تطهر بـالاستحالة.. فلماذا حرمت الشريعة أكل الخنزير المطهي بالنار؟”، أن السائل يجهل حقيقة الاستحالة والمقصود بها، لافتًا إلى أن مجرد الطهي بالنار لا يؤدي إلى الاستحالة التي تغير الحكم الفقهي بالتحريم.

يُذكر أن الاستحالةُ تعني في اللغة: تغيُّرِ الشَّيءِ عن طَبعِه ووَصفِه، وفي الاصطلاح يقصد بها تَحوُّلُ العَينِ النَّجسةِ بنَفْسِها أو بواسطة، وأنه إذا استحالت العَينُ النَّجسةُ إلى عينٍ أخرى طهُرَت بالاستحالةِ.