EN
لا يزال التوتر قائما على أشده عند الحدود الفاصلة بين روسيا وأوكرانيا، حيث تتصاعد احتمالاتالغزو الروسي لأوكرانيا بقوة، الجهود المبذولة من قادة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب النداءات المتعددة للأطراف والمؤسسات الدولية يبدو أنها لم تؤتِ ثمارها لوقف الغزو الروسي المحتمل، فكل التقارير الواردة تؤكد شن روسيا هجوما محتملا على شرق أوكرانيا.
الولايات المتحدة الأمريكية، أكدت الشكوك الدولية حول الغزو الروسي المحتمل لشرق أوكرانيا بإعلانها خطة فورية لإجلاء رعاياها المتواجدين في كييف وجميع المناطق الأوكرانية، وسط تحذيرات متعددة من قبل الإدارة الأمريكية من عواقب الغزو الروسي.
إرسال 3000 جندي إضافيين
من ناحية أخرى، أكد 4 مسئولين أمريكيين، مساء أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة سترسل 3000 جندي إضافيين إلى بولندا خلال الأيام القادمة في مسعة لطمأنة أعضاء حلف شمال الأطلسي في الوقت الذي أجرت روسيا تدريبات عسكرية في روسيا البيضاء والبحر الأسود بعد حشد قواتها على حدود أوكرانيا.
وأظهرت صور أقمار صناعية تجارية نشرتها شركة خاصة أمريكية حشودا عسكرية روسية جديدة في عدة مواقع بالقرب من أوكرانيا، وقال المسئولون الأمريكيون إن القوات الأمريكية التي ستُنشر في بولندا ستكون من الفرقة 82 المحمولة جوا وليس من القوات الأمريكية في أوروبا.
وستضيف هذه القوات إلى القوات المتأهبة للانتشار في أوروبا إذا دعت الحاجة وقوامها 8500 جندي وكذلك ما يقرب من 3000 جندي قالت الإدارة الأمريكية في وقت سابق من الشهر الجاري إنها ستنشرهم في بولندا ورومانيا.
إس - 400 تدخل الميدان
وفي خطوة أكدت احتمالية الغزو الروسي لشرق أوكرانيا، نشرالجيش الروسيفوجا من منظومة"إس - 400"الصاروخية في جنوب غرب جمهوريةبيلاروسيا، بزعم إجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع الجيش البيلاروسي هناك.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، مطلع الشهر الجاري، إن فوجاً من منظومة "إس - 400 تريومف" الصاروخية التابعة للقوات الجوية الروسية ونظام الدفاع الجوي للمنطقة العسكرية الشرقية، والتي تشارك في اختبار قوات الرد الدولية الاتحادية، وصل إلى ميدان التدريب العسكري في مقاطعة بريست بجمهورية بيلاروسيا.
وتقوم الوحدات العسكرية الروسية من قسم الصواريخ المضادة للطائرات بتنفيذ معدات هندسية وتمويه مواقع الإطلاق ومواقع القيادة وصيانة المعدات من أجل التحضير لدخول مهام الدفاع الجوي القتالية كجزء من "نظام الدفاع الجوي الإقليمي الموحد" لبيلاروسيا وروسيا، بحسب بيان وزارة الدفاع.
وتقع منطقة "بريست" التي نشرت فيها روسيا منظومتها الصاروخية الدفاعية "أس - 400" على الحدود مع كل من أوكرانيا وبولندا، وتأتي في ظل حشد موسكو عشرات الآلاف من قواتها على الحدود مع أوكرانيا من عدة جهات.
إس - 400 ضد إف - 35
وفقاً لتقرير صادر عن وكالة “تاس”، ستستخدم القوات الروسية أنظمة الدفاع الجوي "إس- 400" في وضع قتالي كجزء من نظام الدفاع الجوي الإقليمي المتكامل لكل من روسيا وبيلاروسيا، ومن المقرر أن تنتشر الأطقم وتوفر التمويه لمواقع الإطلاق ومراكز القيادة كجزء من التدريبات.
هدف هذه المنظومات هو إسقاط المقاتلات الأوروبية والأمريكية المتطورة التي يملكها الناتو مثل المقاتلة الإنجليزية يورو فايتر تايفون، والفرنسية رافال داسو، والأمريكية إف - 35، وهي مقاتلة الجيل الخامس الوحيدة التي يملكها الغرب الأوروبي، والتي من المحتمل أن تشكل توفقا نوعيا في مسرح العمليات الجوي بين الجيش الروسي والناتو.
المسئولون العسكريونالأمريكيون، يؤكدون أن منظومتي الدفاع الجوي الروسيتين، "إس- 400" و"إس - 300" فعالتان جداً في التصدي لكل الطائرات والمقاتلات من الجيل الرابع مثل إف 15 وإف 16 وإف 18، كما أن المنظومة الروسية "إس- 400" المتكاملة قد تشكل خطراً كبيراً على طائرات الشبح مثل إف- 35 وإف- 22 والقاذفة بي 2 التي صممت كي لا تكشفها أجهزة الرادار.
وفي تقرير سابق، كنا قد استعرضنا قدرات منظومات الدفاع الجوي الروسية إس - 400، ويمكنكم قراءته مرة أخرى من هذا الرابط، وفي التقرير التالي نستعرض قدرات طائرة الشبح الأمريكية إف - 35، التي روج لها أنها قادرة على الإفلات من منظومات الدفاع الجوي سواء كانت روسية أو غير ذلك.
طائرة الشبح إف - 35
تبلغ تكلفة الطائرة 100 مليون جنيه استرليني، وتوجد حوالي 8 طائرات بريطانية من نفس الطراز، على حاملة الطائرات، بجانب 10 طائرات أمريكية من طرازF 35معيارB، التي يمكنها الإقلاع من مسافة قصيرة والهبوط على الحاملة.
قدراتها وأنواعها
المقاتلةF 35، هي مقاتلة أمريكية شبحية متعددة المهام، من الجيل الخامس، تعمل في جميع الأحوال الجوية، تهدف إلى أداء معلم التفوق الجوي والهجومي، بجانب توفير القدرة على الحرب الإلكترونية والمراقبة والاستطلاع، وتصنعها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية للصناعات العسكرية، مع شركاء آخرين، وهم شركة نورث جرو وشركةBAE للأنظمة.
تحتوي الطائرة على 3 أنواع رئيسية وهي كالتالي:
- F 35A، بإمكانيات الإقلاع والهبوط التقليدي.
- F 35B، بإمكانيات الإقلاع والهبوط العمودي.
- F 35C، العاملة على حاملات الطائرات CV /CATOBAR.
دخول الخدمة
دخلتF 35B الخدمة مع مشاة البحرية الأمريكية في يوليو 2015، بينما دخلتF 35A، الخدمة مع القوات الجوية الأمريكية في أغسطس 2016، أماF 35C فقد دخلت الخدمة في فبراير 2019، وشاركت في القتال لأول مرة عام 2018، من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لاقتناء 2456 طائرة من هذا الطراز بنهاية عام 2044، ومن المقرر أن تمثل القوة الضاربة للقوات الجوية التكتيكية المأهولة في القوات الجوية والبحرية والمشاه البحرية الأمريكية، كما يتوقع أن تظل في الخدمة حتى عام 2070.
تاريخ الحوادث
تعرضت المقاتلة الشبحية الأمريكية للعديد من الحوادث جعل الخبراء، يشككون في قدراتها الرئيسية والتقنية، والتي نستعرضها في التالي:
الحادثة الأولى
في 23 يونيو 2014، اشتعلت النيران في محركF 35A، في قاعدة إيجلين الجوية، ونجا الطيار دون أن يصاب بأذى، بينما تكبدت الطائرة ما يقدر بنحو 50 مليون دولار من الأضرار، وتسبب الحادث في توقف جميع الرحلات الجوية حتى 3 يوليو، إلى أن عاد الأسطول للعمل في 15 يوليو مع وضع قيود على ظروف الطيران، وفي يونيو 2015، أصدرت قيادة التعليم والتدريب الجوي التابعة للقوات الجوية الأمريكية تقريرها الرسمي الذي ألقى باللوم على الفشل في دوار المرحلة الثالثة من وحدة مروحة المحرك، والتي قطعت قطع منها غطاء المرحة وجسم الطائرة العلوي، وتم إجراء تعديلات على التصميم لتفادي تلك الأخطاء.
الحادثة الثانية
وفي 28 سبتمبر 2018، وقع حادث على الطائرةF 35A، بالقرب من محطة المشاة البحرية في ساوث كارولينا، ونجا الطيار، واعتقد أن سبب الحادث خلل أنبوب الوقود، وتم إيقاف جميع الطائرات انتظارا لفحص أنابيب الوقود، ثم عاد الأسطول إلى العمل مرة أخرى في 12 أكتوبر.
الحادثة الثالثة
وفي 9 أبريل 2019، اختفت طائرةF 35A، التابعة لقوات الدفاع الذاتي الجوية اليابانية، التابعة لقاعدة ميساو الجوية من الرادار على بعد 135 شرق محافظة أوموري، خلال مهمة تدريبية فوق المحيط الهادئ، وبحث القوات البحرية الأمريكية واليابانية عن الطائرة المفقودة والطيار وعثرت على الحطام في المياه، وتم انتشال رفات الطيار.
الحادثة الرابعة
في 19 مايو 2020، تحطمت طائرة من طرازF 35A، تابعة للقوات الجوية الأمريكية من سرب المقاتلات رقم 58 أثناء هبوطها في قاعدة إيجلين الجوية بولاية فلوريدا، وتم إنقاذ الطيار وكان في حالة مستقرة.
الحادثة الخامسة
في 17 نوفمبر 2021، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، عن تحطم طائرة بريطانية من طرازF 35، في البحر المتوسط، بعد إقلاعها من أكبر حاملة طائرات بريطانية في المنطقة، وذلك خلال تحليق روتيني لها أمس، الثلاثاء، في البحر المتوسط بالساعة 1000 بتوقيت جرينتش، ولم تشارك فيه أي من القطع البحرية والجوية البريطانية.
وأوضحت الوزارة أن الطيار البريطاني نجا من الحادث، عن طريق إلقاء نفسه من الطائرة قبل تحطمها، والقفز بمظلته ليعود بأمان إلى السفينة، مشيرة إلى وجود ترجيحات بوجودخطأ بشري أو تقني وراء سقوط الطائرة البريطانيةF 35، واستبعاد أي عمل عدائي.
الحادثة السادسة
في 24 يناير 2022، أعلن الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ، عن تحطم أحدث طائرة مقاتلة من طراز "F-35С Lightning II" أثناء محاولتها الهبوط على حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" في بحر الصين الجنوبي.
وبحسب بيان لأسطول المحيط الهادئ الأمريكي: "الحادث وقع أثناء هبوط المقاتلة على سطح حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" في بحر الصين الجنوبي، في 24 يناير 2022.. وأثناء الحادث قفز الطيار بأمان وتم إنقاذه بواسطة مروحية عسكرية.. وأن الطيار في حالة مستقرة.. كما أصيب في الحادث سبعة بحارة، تم نقل ثلاثة منهم إلى مستشفى في الفلبين، فيما عولج البحارة الآخرون على متن الحاملة".
