الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور..أنور وجدى "دون جوان" السينما المصرية ..عاش حياة الترف والصخب ومات فاقد البصر والذاكرة بعد صراع مع السرطان


من إنسان مطارد من أجرة لغرفة فوق السطوح إلى امتلاكه شقتين بأشهر عمارة بوسط البلد وهى عمارة "الإيموبيليا"..ولد أنور وجدى بالقاهرة لأب سوري وأم مصرية، ورحل وعمره 44 عاما.. مثل وأنتج وأخرج 44 فيلما..وهو الوحيد الذي وقف أمام عمالقة الغناء والطرب مثل أم كلثوم وأسمهان وليلي مراد.. بيعت سيارته الخاصة ماركة "كاديلاك" بالمزاد العلني لعلاجه من الفشل الكلوى.
أنور وجدي "دون جوان" السينما المصرية وفتي الشاشة الأول بلا منازع ..أمير السينما العربية ، تربع على عرش النجومية ما يقرب من ربع قرن وكان شديد الطموح خفيف الظل له كاريزما من نوع خاص ..وهو مكتشف المواهب وأول من أدخل مفهوم الفيلم الاستعراضي الراقي في العالم العربي وقد استحدث إيقاعًا جديدًا لم يعرفه أحد من قبل للفيلم الغنائي المصري وهو كذلك أول من استخدم أكثر من كاميرا في تصوير المشهد الواحد من المخرجين .
عاني التشرد والطرد فقد طرده والده لعدم اقتناعه بأن يعمل ولده الوحيد في مجال الفن فكان يعول عليه مسئولية أخواته من بعده ولم ييأس وجدى بل ظل يجاهد ويتحمل مرارة الفقر والحرمان وشظف العيش..وقد دعا الله أن يعطيه المال والثروة ويأخذ منه كل شىء حتى صحته وبالفعل مرض وهو في ريعان شبابه بالفشل الكلوى الذى تطور إلى مرض السرطان ولم تفلح ثروته الضخمة، والتى وصلت فى الخمسينيات إلى نصف مليون جنيه، في تخفيف الآلام المبرحة التي عاني منها.
اسمه الحقيقي محمد أنور يحيى الفتال ولد عام 11 بحي الظاهر بالقاهرة لأب سوري وام مصرية ينتمي لاسرة بسيطة الحال كانت تعمل بتجارة الأقمشة في حلب انتقلت إلى القاهرة حيث الفرصة للرزق أوسع وكان الولد الوحيد وثلاث أخوات بنات هن إلهام وإحسان وسعاد.
لم يكن مشواره الفني مليئا بالورود بل كان محفوفًا بالاشواك حيث بدأ حياته الفنية أقل من كومبارس بل إنه اُستخدم كقطعة ديكور ثابتة لا تتحرك ففي فرقة رمسيس المسرحية كانت البداية أثناء عرض مسرحية "يوليوس قيصر" طلب منه أن يرتدي الزي العسكري ويظل واقفا طوال العرض معطيا ظهره للجمهور دون أن ينطق بكلمة واحدة وكان أجره حينذاك 4 جنيهات شهريا ما مكنه من الاشتراك في أجرة غرفة فوق السطح مع زميل كفاحه الفنان عبد السلام النابلسي.
وقد لفت نظر يوسف وهبي بوسامته وإصراره وطموحه الشديد فأعطاه أدوارًا صغيرة فتحت له أبواب السينما وتذوق طعم الشهرة .. وبدأ مشواره الفني الحقيقي عام 32 حيث قام ببطولة فيلم "أولاد الذوات" الذي حقق نجاحا مدويا، وفي عام 35 كون شركة للإنتاج السنيمائي وكان اول فيلم من إنتاجه "ليلي بنت الفقراء" ثم فيلم "بياعة التفاح "عام 39 وفي عام44 لعب بطولة فيلم "كدب في كدب.
من أبرز أفلامه "أمير الانتقام" عام 50 و"ريا وسكينة" عام 53، "الوحش" عام 54، وهو أول من مثل أدوار البطولة أمام أكبر وأهم نجوم الغناء والطرب مثل أم كلثوم في فيلم "فاطمة" وأسمهان فى فيلم "أمير الانتقام" ، وليلي مراد فى "ليلي بنت الفقراء".. عمره الفني23 عاما .
عشق الفنانة ليلى فوزى وذهب يطلبها من والدها ولكنه اعتذر له نظرا لقلة إمكانيات وجدي حينذاك مفضلا المطرب عزيز عثمان زوجا لابنته رغم فارق السن بينهما الذي تعدي 30 عاما ولم ييأس بل ظل طيفها يقلقه ويطارده ويشتت اتزانه وفي عام 45 تزوج من ليلي مراد أثناء تصوير فيلم "ليلي بنت الفقراء" لأن اسمها على اسم حبيبته وعشقه الأول ولم يدم زواجهما أكثر من 7 سنوات تخللته الكثير من المشاكل والأعاصير .
وكان وجدى غيورا جدا ليس حبا لها ولكن حبا للتملك والسيطرة وأيضا الغيرة المهنية والشهرة التي حالفت مشوار ليلى مراد الفني وحدث الانفصال بعد محاولات عديدة من الوسطاء أمثال يوسف وهبي في هذه الأثناء كانت ليلي فوزي هي الأخري تنهي حياتها الزوجية بالطلاق من زوجها، وفي عام 54 تقدم لطلب يدها ولكنه في هذه المرة كان نجم الشاشة والفتي الأول فوافق والدها عليه وتم الزواج في يناير عام 55 .
تخيل وجدي ان الدنيا ضحكت له وبدأ يتعايش مع آلام السرطان وقررا هو وزوجته ليلي فوزي أن يسافرا لقضاء شهر العسل بالسويد وأن يعوضها عن سنوات الهجر والعذاب التي عاشها وهي بعيدة عنه ولكن لم يمهله القدر كثيرا فقد غلبته الآلام وتدهورت صحته وفقد بصره في أواخر أيامه وكذلك عاني من فقدان الذاكرة المؤقت.
وفي 16 مايو عام 55 وبعد أربعة أشهر فقط من زواجه رحل فارس السينما المصرية وأمير الشاشة الوجيه الأمثل عن عمر 44 عاما ولم ينجب من الزيجتين.
وكان يمتلك وجدى سيارة بيضاء ماركة "كاديلاك" كانت حديث الوسط الفني كله ولكنها بيعت بالمزاد العلني لسداد ديون الأسرة التي تراكمت بسبب علاجه من الفشل الكلوى.