الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.. فيروس كورونا يغيّر شكل العالم ووجهه في المستقبل

عالم ما بعد كورونا
عالم ما بعد كورونا

هناك العديد من الدول التي عادت لطبيعتها ما قبل كورونا، وأصبحت تمارس حياتها اليومية دون إجراءات احترازية، وتم تخفيف القيود التي كانت مفروضة وقت وباء فيروس كورونا.

وتركت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) آثارًا عميقة على العالم، شملت المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والتكنولوجية كافة، بحيث يمكن القول إن عالم ما بعد جائحة كورونا ليس كما قبلها.

إلغاء العزل الذاتي 

واعتزمت السلطات البريطانية إلغاء ضرورة العزل الذاتي للمصابين بفيروس كورونا بدءا من الأسبوع المقبل، ضمن خطة التعايش مع كوفيد التي يتوقع أيضا أن تشهد تقليص اختبارات فيروس كورونا.

وفي التقرير التالي، ترصد "صدى البلد"، حال العالم ما بعد جائحة كورونا وتأثيرها عليه.

قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن رفع جميع القيود القانونية المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا سيسمح لنا "بحماية أنفسنا من دون تقييد حرياتنا"، ومن المتوقع أن يعرض تفاصيل الخطة على البرلمان يوم الإثنين.

وأضاف "جونسون" عبر مصادر إعلامية: "أنا لا أقول إنه يتعين علينا التخلي عن الحذر، لكن الوقت الحالي الأنسب للجميع لاستعادة ثقتهم".

إصابات كورونا عالميا

وأصاب فيروس كورونا المستجد ٣٠٧ ملايين من الأشخاص في العالم، فأودى بحياة ٥٫٤٩ مليون، بينما شلت إجراءات الوقاية حركة الاقتصاد وأربكت التعليم والترفيه وباقي الأنشطة التي ألفها البشر. 

كما دفعت إجراءات الإغلاق للحد من تفشي الفيروس إلى اعتماد الدول والأفراد، بشكل غير مسبوق، على التكنولوجيات الرقمية، ولكن الاعتماد المتزايد على الإنترنت والتقنيات الذكية، أمر يحمل أمور خطيرة، ومنها: الهجمات والجرائم السيبرانية، التي يمكن أن تتسبب في تحقيق خسائر فادحة للحكومات والشركات والأفراد.

يجب إنهاء الغلق

فلذلك كان لابد من انهاء هذا الغلق بسرعة شديدة، حتي لا تتعرض الدول لخسائر أكثر في اقتصادياتها وسياستها وكافة أمورها.

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي ، كلمة للشباب خلال الجلسة الرئيسية لفعاليات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة بمدينة شرم الشيخ خلال يناير الماضي، قائلا :" مش هنعرف كل حاجة تسببت فيها الجائحة حاليًا، ولكن بعد فترة سنجد لها آثار إيجابية رغم الأزمة التى مرت على الجميع".

وأضاف السيسي، "عالم ما بعد كورونا سيكون مختلفا عن العالم السابق للجائحة، بالرغم من أن مصر لم تخف من جائحة كورونا، وأن المصريين كانوا يتعاملون مع الجائحة بدون توقف عن العمل لحظة"، ولفت أن العمل لم يتوقف لحظة، بمصر، وكانت هناك إجراءات احترازية وتطعيم يتم للمواطنين.

فالحقيقة تغير الأوبئة من شكل العالم، والتجارب السابقة، تؤكد أن العالم بعد وباء كورونا، لن يكون مثل قبل كورونا، فهناك توقعات للتغيرات التى ستحدث حول العالم بعد الوباء:

- تراجع فى عولمة التجارة الدولية وزيادة فى عولمة الوظائف، بمعنى العمل من خارج حدود الدولة بشكل أكبر وإعادة طرح أفكار توطين الصناعات سلاسل الإنتاج داخل حدود الدولة، وتقليل الاعتماد على التجارة الدولية.

- استدامة العمل عن بعد واعتماد أكبر على التكنولوجيا فى العمل والإنتاج والصناعة، وتغير في نمط الطلب العقارى من خلال تقلص الطلب على المكاتب وتخصيص مساحات للعمل من المنزل وتخفيف الضغط على وسائل النقل والمرور فى العالم، فى ظل العمل عن بعد.
- ارتفاع حجم الدين الحكومي بشكل كبير حول العالم واستقرار أسعار الفائدة المصرفى عند مستويات منخفضة فى ظل تضخم أسعار محدود.

- إفلاس ودمج العديد من الشركات خصوصا فى قطاع النقل والطيران والسياحة.
- تحسين أوضاع الأطباء والممرضين حول العالم وزيادة الطلب على أخصائيي الذكاء الاصطناعى وخبراء التكنولوجيا.

- استدامة نظام الدراسة عن بعد أو الهجين حول العالم وتأثر دول بالسلب مثل بريطانيا وكندا التى تعتمد على الطلاب الأجانب بشكل كبير.

- زيادة اللامساواة وتأثر العدالة الاجتماعية فى العالم سواء بين الدول خصوصا النامية والصناعية وبعضها أو على المستوى الداخلى داخل كل دولة بعد ارتفاع معدلات البطالة داخل الدول، ومن ثم زيادة القلائل الاجتماعية.

- تراجع معدل تشغيل المرأة وخروجها على المدى القصير فى ظل الأعباء الأسرية الجديدة.
- الهرولة نحو الثورة الصناعية الرابعة وخلق وظائف جديدة وتحسين الإنتاجية.

وبالتالي الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الجانب الآخر من الإغلاق والأضرار التى لحقت بالنظام الاقتصادى،  لم يتم حبس الناس فحسب، بل تم إيقاف المجتمع، وبالتالى توقف الاقتصاد بأكمله. 

وإذا كان من الممكن إيقاف تجارة ما مؤقتا، فإنها تؤثر على تجارة أخرى فى سلسلة التوريد، وكلما طالت فترة الإغلاق، كان من الممكن أن تفشل المزيد من الشركات وتبقى سلاسل التوريد فى حالة من الفوضى. هذه خسارة فادحة. 

إعادة بناء الاقتصاد

وفى حين أنه يمكن إعادة بناء الاقتصاد، إلا أنه لا يمكن أن يكون ذلك إلا بتكلفة هائلة ولا يزال يتطلب وجود أشخاص لديهم المعرفة والاستعداد لبدء مثل هذه الأعمال التجارية مرة أخرى، وهنا الحل الأفضل العودة إلى فتح وإعادة حركة التجارة مرة أخري بين البلدان.

وفي مصر، تم تسجيل 2053 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها للفيروس ومتحوراته، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تجريها الوزارة وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى وفاة 52 حالة جديدة.