EN 
بصوته الغليظ ومظهره المتميز، نجح في ترك بصمة واضحة بعالم السينما والتليفزيون، يتنقل بسلاسة من "اللواء محسن ممتاز" الضابط المخضرم، إلى "سلامة فراويلة" كبير الصاغة، ثم "وهبي السوالمي" الثري الحاقد، إلى الشاذ في حمام الملاطيلي، ولا تستطيع سوى أن تصدق كل هؤلاء بالأداء السهل الممتنع من الفنان القدير الراحل يوسف شعبان، الذي تحل اليوم 28 فبراير الذكرى الأولى لرحيله.
كيف أتقن شخصية محسن ممتاز؟
شخصية اللواء محسن ممتاز فى المسلسل الشهير "رأفت الهجان" حققت نجاحًا كبيرًا، وتعد من أهم الأدوار التي جسدها الفنان الكبير يوسف شعبان، الذي روى في حوار له كواليس أدائه لتلك الشخصية قائلاً: "عندما عرضت على الشخصية لم أكن رأيت ضابط مخابرات من قبل، وطلبت من المخرج يحيى العلمي والمؤلف صالح مرسى أن أرى ضابط مخابرات حتى أدرس الشخصية، وهى شخصية اللواء عبد المحسن فايق، الذي كان قد توفى، وبالفعل تقابلت مع اللواء عبد العزيز الطودى، الذي جسد شخصيته في المسلسل الفنان الراحل محمد وفيق".
وتابع: "تكلمت كثيرًا مع اللواء الطودي لأعرف كيف يتعامل ويتكلم وكنت أصوره أحيانًا حتى أتقن الشخصية، لهذا نجحت فى أداء دور اللواء محسن ممتاز، وأخذت عنها وسام بعد مرور سنوات من الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن".
وبفخر يتحدث عن مكالمته مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن بعد تكريمه من سفارة فلسطين بالقاهرة؛ ومنحه وسام النجمة الكبرى للثقافة والفنون عن مسيرته الفنية قائلا: "الرئيس الفلسطيني اتصل بى تليفونيًا من الضفة، وعندما سمعت صوته قلت له أهلا بالرئيس العظيم الكبير، فقال لى: أنت اللى عظيم وكبير".
وعن التكريم والإشادة التي سمعها من الرئيس الفلسطينى قال: "لم أجد كلمات أرد بها على الرئيس الفلسطيني، خاصة بعد أن قال لى دى المرة الرابعة التى أشاهد فيها مسلسل رأفت الهجان، وأنني تفوقت على صاحب الشخصية نفسها، وسعدت بهذا الرأى".
يؤكد الفنان الكبير أنه حصل على العديد من التكريمات وشهادات تقدير ودروع، وأضاف بفخر: "محصلتش فى الوسط الفنى إن فنان ياخد مثل هذا الوسام الذى حصلت عليه من الرئيس الفلسطينى، سوى الفنان الكبير يوسف وهبى الذى حصل فى الأربعينات على البكوية ووسام من الملك".
وتابع: "تصيبني الدهشة وأنا أشاهد شخصية اللواء محسن ممتاز وكأننى أرى بنى آدم أخر، كانت الانفعالات محسوبة جسدت كل مشاعر الشخصية وسماتها".
زواج من حفيدة الملك
فى حياة الفنان الكبير يوسف شعبان، 3 زوجات، وأكثر من قصة حب، أولى زوجاته كانت الفنانة ليلى طاهر بعد قصة حب كبيرة جمعت بينهما أثناء تصوير مسلسل “الحب الكبير”، ولكن الزواج لم يستمر إلا أربعة أعوام فقط، فتم الطلاق بينهما.
ثم أحب الأميرة نادية إسماعيل شيرين، ابنة الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق، وتزوجها يوسف بعد معاناة كبيرة مع أسرتها وأنجب منها ابنته سيناء.
وحكى شعبان قصة زواجه من "الأميرة نادية" خلال حوار تلفزيوني سابق قائلا: "تزوجنا بالصدفة، في بداية تعارفنا، مكنتش أعرف دي مين، كل اللي كنت أعرفه إني أتعرفت على بنت كويسة ودماغها كويسة وبتدرس في الجامعة الأمريكية"، مضيفا: "عرفتها في حفلة بالجامعة، وعجبتني وعرضت عليها الجواز، وقتها كنت صغير لسه، وقالتلي أفكر، وعشان كنت مغرور قلت مين دي اللي تفكر يعني تتجوزني، وطبعا لما عرفت أنها بنت مين حمدت ربنا إني مأقدمتش بجدية على الموضوع لأني مليش دعوة بالناس دي خالص، هي متربية في قصور وأنا متربي في شوارع وحواري شبرا، قلت الحمد لله عشان الفروق الشاسعة".
وقال: "تزوجنا بعد قصة حب متبادل، كنت أحبها جدا، وهى كذلك، لكن الأسرة المالكة رفضت إتمام الزواج بقوة وإصرار، كان شيئًا مرعبًا إن فنان يتزوج من ابنتهم، ملحقتش أتهنى بالزواج ومحدش ادانى فرصة".
ويضيف يوسف شعبان: "قبل أن ننفصل طلبت منى أن تذهب لقضاء الصيف في سويسرا مع عائلتها، ووافقت وذهبت معها إلى الطائرة، ثم عادت وطلبت الانفصال وأصرت عليه بعد إلحاح من أهلها، ورضخت لطلبها وانفصلنا، لكن بعد فترة من الانفصال أرادت الرجوع مرة أخرى، ورفضت وأصررت على الرفض رغم حبي لها، وعشت بعدها العذاب.
وعن سبب تسمية ابنتهما "سيناء" قال: "فكرت في الاسم لأنهم وقتها كانوا بيهاجموا العائلة المالكة ويقولوا إنهم مش مصريين وألبان من سلالة محمد علي، أنا حسيت أنهم أولىّ يكونوا حكام مصر، مين عمل اللي عمله محمد علي في تاريخ مصر! فسميتها اسم أقدم من اللي كانوا بيهاجموا العائلة المالكة، سيناء، اسم أقدم منهم".
الزيجة الثالثة كانت من سيدة كويتية تدعى إيمان خالد الشريعان، وأنجب منها ابنته زينب وابنه مراد، واستمر الزواج 30 عاما.
تهديد بالقتل
ومن المواقف الطريفة التي تحدث عنها يوسف شعبان في أحد حواراته مع مجلة الكواكب، قال: «عندما انشغلت بتصوير أكثر من عمل ودخلت تصوير عمل آخر دون أن أتم العمل الأول هددني المنتج بأنه سوف يشوه وجهي بمياه النار، فصدقت ذلك وخفت من التهديد».
ويمضي في روايته: «عندما ذهبت إلى موقع تصوير فيلمه أخذت معي سكينا وخبأتها في جيبي، وكان حلمي رفلة مدير شركة الإنتاج وقال لي: إن المنتج خواف ولا تصدقه وعندما وصلت لموقع التصوير قال لي: فيه حد مضايقك؟.. وأخرج من جيبي السكين وقال لي استعد للتصوير وضحك الجميع على هذا الموقف».
