خبراء: نهاية العمليات الحربية في أوكرانيا مفتوحة على كل الاحتمالات

نظمت مكتبة مصر العامة بالدقي برئاسة السفير الدكتور عبد الرؤوف الريدي أمس الأربعاء، بالتعاون مع "الصالون الدبلوماسي" المصري، ندوة بعنوان "خفايا وأبعاد الأزمة الأوراسية/الغربية الحالية" وسط حضور كثيف لعدد من البرلمانيين والباحثين والمهتمين من الشخصيات العامة.

تحدث خلال الندوة كلاً من الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، و العميد دكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، واللواء أركان حرب نصر سالم  المستشار باكاديمية ناصر العسكرية العليا، والدكتور أحمد عبدالله الصوفي الدبلوماسي والمفكر السياسي العربي، وأدارها الكاتب الصحفي أحمد السرساوي الأمين العام للصالون الدبلوماسي المصري.

العربة أمام الحصان

أثار الدكتور علي الدين هلال عدد من التساؤلات المهمة تتعلق بجذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وبداية نشوءها، كما أصَّل لجذور القضية، موضحا أسبابها متسائلاً: “هل كان الجانب الروسي التي بدأت الأزمة، أم أنها كانت رد فعل لتوسع معسكر الناتو شرقا، وعدم صياغة الدور الأوكراني المستقبلي في الصراع الدولي"، منوهاً إلى أن الإجابة على هذا التساؤل توضح لنا "من هل الحصان أمام العربة أم خلفها".

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه من المبكر جدا تحليل الأزمة الحالية بين روسيا والغرب، وتداعياتها بدقة، سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو الاقتصادي أو حتى الدبلوماسي، لأننا في قلب الأحداث، مشيراً إلى أن كثيرا مما يُقال حروب نفسية وإعلامية، لا يمكن تصديق ما يُقال فيها.

وأوضح "هلال" أنه لكي نقوم بعملية تحليل سياسي لما يجري الآن بين روسيا والغرب، لابد أن نعرف أولا إلى متى تطول الحرب، والآثار بعيدة المدى التي ستنتج عنها، خاصة أننا أمام مفهوم جديد للحرب، يتم خلاله تنفيذ مجموعة غير مسبوقة من العقوبات التي لم تتوقف عند الشئون السياسية او العسكرية أو القتصادية، بل وحتى الرياضية والثقافية أيضا، وبعد هذا يمكن لنا أن نعرف أين نحن كبلاد عربية ومصر من القضية، وكيف تتأثر مصالحنا بشكل دقيق لأن العالم كله سيتأثر بلا شك.

هدوء ما قبل العاصفة

قال العميد دكتور خالد عكاشة أن مشهد ماقبل العمليات الحربية في أوكرانيا لم يكن ينبىء بما حدث، فقد كان كل شيء هادئا والمشاورات السياسية والمكالمات التليفونية تمضي ولا تنقطع على مدار الساعة بين المسئولين الروس والأوروبيين مع الأمريكان.

وأوضح مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الأحداث تطورت سريعا في الموقف صباح يوم ٢٤ فبراير الماضي، وحدث تغيرا دراماتيكيا عنيفا، فكأنما هدوء الأسبوع الذي سبقه كان ماقبل العاصفة، لنشاهد أسبوعيا تاليا يتسم بالعصبية من الجانبين، وارتفاع سقف المطالب الروسية من ناحية، مقابل ارتفاع سقف العقوبات من الغرب في الناحية الأخرى، وهو ما يفتح نهايات الموقف على مصراعيها، وورود تحقق كل الاحتمالات.

تحقيق لمبادئ الحرب

من جانبه أكد اللواء الدكتور نصر سالم أن ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا هو تطبيق عملي نموذجي لمباديء أي حرب أو عمليات حربية، فتكون المفاجأة من أولى عناصرها بهدف تحقيق عدة غايات، منها ماهو عسكري، أو سياسي، أو سياسي عسكري.

وحول التلويح الروسي باستخدام السلاح النووي، قال الخبير العسكري لا أحد يقطع بمن بدأ التلويح أولا بهذا الأمر، موضحا أن لا حاجة لروسيا لاستخدام هذا السلاح الذي تملكه الدول فقط للردع وليس للاستخدام الفعلي وإلا كانت سببا في فناء الحياة من على الأرض، وشرح بأن لا حاجة لدولة كبرى مثل روسيا لاستخدام السلاح النووي لأن في ترسانتها ما يغنيها عن ذلك، وهو ما يملكه الغرب أيضا.

وأوضح أن المخرج الفعلي من هذه الأزمة أن لا يوصد الغرب كل الأبواب أمام المخاوف الأمنية المعقولة للروس، وأن يفتح لهم نافذة تلبي مطالبهم في الأمن.

الأمن المتبادل

ركز الدكتور أحمد عبد الله الصوفي الخبير السياسي العربي على سيناريوهات الحل لهذا الخلاف الجديد القديم، حيث قدم شرحا بأن ما نشهده اليوم ما هو إلا تجليات أو إطار جديد لصورة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، مؤكدا أن مفهوم "الأمن المتبادل" الذي سبق وأن طرحه الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، بمعنى أن يحترم كل طرف المحددات الأمنية للطرف الآخر، وهو السيناريو الأقرب للحل والتنفيذ، بشرط قوة أوراق الضغط التي يملكها كل لاعب على رقعة شطرنج الكرة الأرضية