الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا أكثر أهل النار من النساء ؟.. أمين الفتوى يجيب

لماذا أكثر أهل النار
لماذا أكثر أهل النار من النساء

لماذا أكثر أهل النار من النساء؟.. سؤال أجاب عليه محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك. 


وأجاب "شلبي" إن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء)َ رواه البخاري.


وأضاف أن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: ( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ) فَقُلْنَ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) قُلْنَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ) قُلْنَ: بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ) قُلْنَ: بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ) رواه البخاري.

جزاء النساء في الجنة

النساء في الجنة  لهنّ نِعم عظيمة  ذكرها الله –سبحانه-؛ فإنّه ما من جزاءٍ ذُكر في القرآن الكريم للمؤمنين إلّا وشملت بذلك الرجال والنساء، فقد قال الله –تعالى-: «وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ»،وقال أيضًا: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى.

 

وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».

 

والأجور والنّعم التي خصّت النساء والرجال كثيرة جدًّا؛ فقد قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في جمال أهل الجنة رجالها ونسائها: «إنَّ في الجنَّةِ لَسوقًا، يأتونَها كلَّ جمعةٍ، فتَهُبُّ ريحُ الشَّمالِ فتَحثو في وجوهِهِم وثيابِهِم، فيَزدادونَ حُسنًا وجمالًا، فيرجِعونَ إلى أَهْليهم وقدِ ازدادوا حُسنًا وجمالًا، فَيقولُ لَهُم أَهْلوهُم: واللَّهِ لقدِ ازددتُمْ بَعدَنا حُسنًا وجَمالًا، فيقولونَ: وأنتُمْ، واللَّهِ لقدِ ازدَدتُمْ بَعدَنا حُسنًا وجمالًا»؛ فكان جمال المرأة في الجنة يزداد كلّ جمعة.

ومن ذلك النعيم أيضًا أنّ النساء في الجنة لا تمرّ بالحيض والنفاس، وقد جرت في أعضائهن ماء الشباب، بحيث يُرى مخّ ساقها من وراء اللحم، فكأنه الياقوت والمرجان.

 

من هم الذين لا يدخلون النار

دخول الجنة هو الفوز الذي يبحث عنه كل إنسان، يقول الله تبارك وتعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"، [آل عمران:185]، وقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟، تحرم على كل قريب هين لين سهل".

يقول الشيخ محمد أبو بكر الداعية الإسلامي، إن هناك 10 أشياء لو حرص الإنسان على اجتنابها لكان من أهل الجنة وإن فعلت لكان صاحبها من أهل النار وهي:

1- علم لا يعمل به .. أي أن الإنسان هو صاحب علم سواء أكان العلم ديني أم دنيوي لكنه يكتمه ولا يعمل به.

2- عمل لا إخلاص فيه أو اقتداء.. فكم من أعمال فقد فيها الإخلاص فكان هباء منثورا.

3- مال لا ينفق منه.. فهذا المال لا استمتع به صاحبه ولا ادخره عند الله في الآخر. 

4- قلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به وهذا القلب لا يعرف الأمان ولا الطمأنينة.

5- بدن معطل من طاعة الله وخدمته.

6- محبة لا تتقيد برضا المحبوب.. أي كون الإنسان مدعياً محبته لله ورسوله ويفعل ما يخالف ما أمرا به.

7- وقت معطل عن استدراك ما فات.

8- فكر يجول فيما لا ينفع.

9- خدمة من لا تقربك طاعته من الله.

10- الخوف والرجاء من العبد.. أي انشغالك بخدمة الخلق.

القرآن الكريم

 

من هم الذين لا يدخلون النار

كما ورد في السنة صفات لسبع لا يدخلون النار، وهم:

1- المؤمن بالله، والمحبّ له تعالى:

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ –رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ وَحُرِّمَتْ النَّارُ عَلَيْهِ إِيمَانٌ بِالله، وَحُبُّ الله، وَأَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ فَيُحْرَقَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ»، مسند أحمد بن حنبل.

2- المحافظ على الصلوات الخمس:

عَنْ حَنْظَلَةَ الاسَيْدِي -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهَا وَمَوَاقِيتِهَا وَرُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا يَرَاهَا حَقًّا لله عَلَيْهِ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ»، مسند أحمد بن حنبل.

وعن أُمُّ حَبِيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَت: قال رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرُمَ عَلَى النَّارِ»، سنن أبى داود

كما جاء عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَنْ صَلَّى قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها حَرَّمه اللهُ على النَّارِ»، صحيح مسلم.

عن أنس -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من صلى في اليوم اثني عشرة ركعة حرم الله لحمه على النار» سنن الترمذي.

وعن أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «…حَتَّى إِذَا أَرَادَ الله رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ الله الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ الله عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلا أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ»، صحيح البخاري.

3- مَنْ مشت قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ سواء أكان فى الجهاد أو في غيره من الطاعات:

عن عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ الله حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ»، صحيح البخارى.

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رضي الله عنه- عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَجْمَعُ الله فِي جَوْفِ رَجُلٍ غُبَارًا فِي سَبِيلِ الله وَدُخَانَ جَهَنَّمَ وَمَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ الله حَرَّمَ الله سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ» مسند أحمد.

4- الإنسان الهيِّن الليِّن سهل الطباع:

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ» مسند أحمد بن حنبل.

عوَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ»، سنن الترمذي.

5- البكاء من خشية الله:

عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ الله ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ إِلا حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ» سنن ابن ماجه.

6- السهر في سبيل الله:

عن أبي رَيْحَانَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «حُرِّمَتْ عَيْنٌ عَلَى النَّارِ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ الله» سنن النسائي.

7- من قال: لا إله إلا الله مخلصاً بها:

عن مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الانْصَارِيُّ -رضى الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا الله يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله»، البخاري ومسلم.

عن عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنِّي لاعْلَمُ كَلِمَةً لا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ إِلا حُرِّمَ عَلَى النار»، مسند أحمد بن حنبل.

مسلمون يصلون في خشوع

 

من هم الذين لا يدخلون النار

ولقد بينت الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة ما يتميز به أهل من الصفات في حياتهم الدنيا، وذُكرت صفة الجنة وأهلها في العديد من النصوص القرآنية والنبوية، وبيّن الله سبحانه تعالى النعيم الذي يتنعّمون به، فما يشتهون شيئًا إلا يأتيهم، قال تعالى: «يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (سورة الزخرف: 71)، إضافةً إلى أنهم يتنعّمون في الجنة فلا يموتون فيها ولا يفنون، وينعم الله تعالى عليهم برضاه الأبدي عنهم، فلا يسخط عليهم أبدًا.

وقال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن السلف الصالح، أن لكل من أهل الجنة والنار خمس علامات تميزهم، فيمكن التعرف عليهم في الدنيا.

وأوضح «جمعة» في فتوى له، أن العلامات التي تميز أهل الجنة، هي: «الوجه الحسن، القلب الرحيم، اللسان اللطيف، اجتناب المحارم، وحُسن الخُلُق»، أما علامات أهل النار فهي عكس ذلك، حيث سوء الخُلُق وقلب قاس، وارتكاب المعاصي، ولسان غليظ، ووجه حامض.

واستشهد بما ورد في [شعب الإيمان] عن يُوسُفُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ : «خَمْسَةٌ مِنْ أَعْلَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : وَجْهٌ حَسَنٌ، وَقَلْبٌ رَحِيمٌ، وَلِسَانٌ لَطِيفٌ، وَاجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ، وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَخُلُقٌ حَسَنٌ، وَعَلَامَةُ أَهْلِ النَّارِ خَمْسَةٌ: سُوءُ الْخُلُقِ، وَقَلَبٌ قَاسٍ، وارْتِكَابُ الْمَعَاصِي، وَلِسَانٌ غَلِيظٌ، وَوَجْهٌ حَامِضٌ».

 

أكثر أهل الجنة

ذَكَرت كُتُب السنّة أنّ النساء في الجنة أكثر عددًا من الرجال وذلك للحديث الذي رواه أبو هريرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أولُ زُمرةٍ تلِجُ الجنَّةَ صورتُهم على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ لا يبصُقون ولا يتمخَّطون، ولا يتغوّطون، آنيتُهم فيها من الذَّهبِ وأمشاطُهم من الذَّهبِ والفضةِ ومجامِرُهم من الأُلُوَّةِ ورشحُهم المسكُ، ولكلِّ واحدٍ منهم زوجتانِ، يُرى مُخُّ سوقهِما من وراءِ اللحمِ من الحُسنِ، لا اختلافَ بينهم ولا تباغُضَ، قلوبُهم قلبُ رجلٍ واحدٍ، يُسبِّحون اللهَ بُكرةً وعشيًّا».

من هم الذين لا يدخلون النار

ومن صفات أهل الجنة ما يلي:

- الإيمان بالله تعالى: يتّصف أهل الجنة بإيمانهم وتصديقهم ويقينهم بالله سبحانه، إضافةً إلى الإيمان بالملائكة، والكتب، والرسل عليهم الصلاة والسلام، واليوم الآخر، والقدر بما يتضمّنه من الخير والشر، ولا بدّ أن يكون الإيمان بالخضوع والاستسلام التام لله، والانقياد له، بجميع الأقوال والأعمال.

- الإعراض عن اللغو: ويقصد باللغو الكلام الذي لا فائدة تتحقّق منه، إضافةً إلى أن اللغو يشمل الأفعال التي لا تشمل الخير والفائدة، قال تعالى في وصف أهل الجنة: «وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ»، فالطامعون في نيل الجنة يستغلّون أوقاتهم فيما يحقّق لهم الفائدة، ويعرضون عن كل أمرٍ لا ينالهم به بر وخير.

- أداء الزكاة: ويقصد بالزكاة أحد أمرين؛ فإما أن تكون الزكاة المتعلقة بالأموال بأداء ما يجب فيها حقًّا لله سبحانه، وإما أن المقصود زكاة النفس بالأقوال والأفعال الصائبة.

- حفظ الفروج: أهل الجنة يحفظون فروجهم عن الوقوع في المحرّمات من الزنا واللواط وغير ذلك من الفواحش، طاعةً وامتثالًا لأوامر الله سبحانه، إضافةً إلى حفظ ما يؤدّي إلى المحرّمات من النظر واللمس، ويستثنى من ذلك ما أحلّه الله.

- أداء الأمانة: فالطامعون في الجنة حافظون للأمانات من الأقوال والأفعال والأعين، إضافةً إلى حفظ العهود المتعلّقة بالغير؛ كالنذر لله، والعهود بين الناس، أي أن حفظ الأمانات وأدائها يتعلّق فيما بين العبد وغيره من الناس، وفيما بين العبد وربه.

- التقوى: ويقصد بها مراقبة الله -سبحانه- في السر والعلن، وتجنّب الأمور القبيحة السيئة خشيةً منه ومن عذابه، قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ».

- الصدق: قال تعالى: «قَالَ اللَّـهُ هَـذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا»، وقال الرازي شارحًا الآية السابقة: «اعلَم أنه تعالى لَمَّا أخبر أن صدق الصادقين في الدنيا ينفعُهم في القيامة، شرح كيفية ذلك النفع، وهو الثواب، وحقيقة الثواب أنها منفعةٌ خالصةٌ دائمةٌ مقرونةٌ بالتعظيم».

- التوبة: إذ وعد الله -سبحانه- التائبين بالجنة، إكرامًا منه وتفضّلًا، فالتوبة ماحيةٌ وجابّةٌ لما قبلها من الذنوب والمعاصي، وترك الواجبات والفرائض.

من هم الذين لا يدخلون النار

ومن أعظم الأعمال التي تدخل الجنة جبر الخواطر فقد جاء أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ)  فقال , دلَّني على عملٍ يُدخلُني الجنةَ قال : أطعمِ الجائعَ واسقِ الظمآنَ وأمرْ بالمعروفِ وانهَ عنِ المنكرِ فإن لم تُطِقْ فكفْ لسانَكَ إلا من خيرٍ" (مسند أحمد) ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم)" أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ" (المعجم الكبير للطبراني).

وكشف إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف، عن فوائد جبر الخواطر، قائلا :" من أهم الفوائد هو كسب الحسنات، كما أن جبر الخاطر يدل على لين القلوب، مضيفاً: جبر الخواطر يلين القلوب.

وأكمل "إبراهيم رضا" خلال حوارها ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن جبر الخواطر من أهم صفات الإسلام، متابعا: رسول الله يدعو دائما لـ جبر الخواطر، منوها إلى أن جبر الخواطر يعدل من سلوك الفرد.

ونوه إلى أن جبر الخواطر دليل على حسن النية ولين القلب والتواضع والمودة، مشدداً:" جبر الخواطر صفة من صفات أهل الجنة، ومن يمتلكها فقد امتلك كنز".

أعظم نعيم الجنة

 

إنّ أعظم نعم الله - تعالى- على عباده في الجنة هو كشف الحجاب عن وجهه – عز وجل- تعالى، فينظر العباد إلى ربّهم، حيث قال: «لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ»؛ والمزيد المذكور في الآية ذكُر فى بعض التفاسير أنه: نظر المؤمنين إلى ربّهم – سبحانه-، لا يضامون في ذلك،.

فيكون كما وصف الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم-، عندما قال: «فما أُعطوا شيئًا أحبَّ إليهِم من النظرِ إلى ربّهم عزّ وجلَّ»؛ فالله -تعالى- قد شرّف عباده رجالًا ونساءً، وكرّمهم؛ لامتثالهم أوامره في حياتهم الدنيا، وطاعتهم له كما أمر، فخصّهم بأن رضي عنهم فلا يسخط أبدًا، ثمّ متّعهم بأن ينظروا إلى وجهه عيانًا، قال الله تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة»؛ فكان ذلك أعظم النّعم التي يتقلّب بها المؤمنون رجالًا ونساءًفي الجنة.

أوردت الآيات القرآنية والأحاديث

 

النبوية الصحيحة، العديد منها، ونذكر في هذا التقرير 10 أعمال تُدخل الجنة.

أولًا: قراءة آية الكرسي دبر كل صلاةٍ من الصلوات المكتوبة، عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لم يمنَعْه مِندخولِ الجنَّةِ إلَّا الموتُ»

 

ثانيًا: صلاة 12 ركعة كل يومٍ وليلة طاعةً وامتثالًالله سبحانه وتعالى، فعنْ أُمِّ المؤمِنِينَ أُمِّ حبِيبَةَ رَمْلةَ بِنتِ أَبي سُفيانَ رضيَ اللَّه عَنهما، قَالتْ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: «مَا مِنْ عبْدٍ مُسْلِم يُصَلِّي للَّهِ تَعَالى كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عشْرةَ رَكْعَةً تَطوعًا غَيْرَ الفرِيضَةِ، إِلاَّ بَنَى اللَّه لهُ بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ: إِلاَّبُنِي لَهُ بيتٌ فِي الجنَّةِ» رواه مسلم.

 

ثالثًا: امتثال الأخلاق الحسنة، والصفات القويمة؛ فعن أَبي الدَّرداءِ -رضي الله عنه-: أَن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-قالَ: «مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وإِنَّاللَّه يُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيَّ» رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

 

رابعًا: الحرص على الطهارة بعد كل حدثٍ -الوضوء-، فالوضوء سبيل الجنة: روى الشيخانِ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلالٍ عند صلاة الفجر: «يا بلال، حدِّثْني بأرجى عملٍ عملتَه في الإسلام، فإني سمعتُ دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة»، قال: ما عملتُ عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طُهورًا في ساعة ليلٍ أو نهارٍ إلا صليتُ بذلك الطُّهور ما كُتب لي أن أصلِّيَ»، (البخاري - حديث: 1149 / مسلم - حديث: 2458).

 

خامسًا: الحرص على أداء الصلوات المفروضة في المسجد، حيث تكون سببًا في دخول الجنَّة برفقة النبي صلى الله عليه وسلم، لحديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنتُ أبيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُه بوَضوئه وحاجته، فقال لي: «سَلْ»، فقلتُ: أسألك مرافقتك في الجنَّة، قال: «أو غير ذلك؟»، قلتُ: هو ذاك، قال: «فأعنِّي على نفسك بِكثرة السجود» (رواه مسلم)، كما تكفِّر السيئات: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصَّلوات الخمس، والجمعةُ إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان: مكفِّرات ما بينهن، إذا اجتُنبَت الكبائر»، (رواه مسلم)، كما تغسل الخطايا: لحديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى اللهعليه وسلم: «مَثَل الصَّلوات الخمس كمثل نَهرٍ غمرٍ على باب أحدكم، يَغتسل منه كلَّيوم خمس مرات» (رواه مسلم).

سادسًا: أداء الحج المبرور لله سبحانه، فعن أبيهريرة - رضِي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: «مَن حجَّ فلم يرفثْ ولم يفسُق رجَع كيوم ولدَتْه أمُّه» والمعنى: غُفِرَتْ ذنوبه فلم يبقَعليه منها شيءٌ.

 

سابعًا: إماطة الأذى عن الطريق، من أسباب دخول الجنة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ». رواه مسلم ( 1914 )

 

ثامنًا: التعفّف عن سؤال الناس، أخرج البخاري،ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-: أنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: «مَا يَكُونُعِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ،وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ».

 

تاسعًا: الإحسان إلى البنات، والحرص على تربيتهنّوالصبر عليهنّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «دَخَلَتْ امْرَأَةٌمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍفَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَعَلَيْنَا فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍكُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ» وفي رواية «فَقَالَ: مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ».

 

عاشرًا: ورد الوعد بالجنة لمن حرص على دعاء سيد الاستغفار، فعنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُعَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: «سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ،وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ. منْقَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ،فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ» رواه البخاري.