قال مسؤول كبير بالصليب الأحمر الدولي اليوم الإثنين إن الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا أصبحت "كابوسًا" لأولئك الذين يعيشون في المدن المحاصرة، ودعا إلى السماح بمرور آمن للمدنيين والمساعدات الإنسانية، وفق ما ذكرت صحيفة ستار آند ستريبس الأمريكية.
وصف روبرت مارديني ، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر ، الحرب بأنها "كارثية" للمدنيين المتضررين من القتال حيث نفدت من لدى الناس مياه الشرب والطعام والإمدادات الطبية والوقود اللازم للتدفئة - خاصة في المنطقة المحاصرة بمدينة ماريوبول الأوكرانية.
وبينما يواصل الصليب الأحمر التحدث مع القادة الروس والأوكرانيين ، قال مارديني إنه لا توجد حتى الآن طرق محددة للناس لمغادرة ماريوبول بأمان وبعض المناطق الأخرى التي تواجه حربًا شديدة.
وقال مارديني : "الناس في حاجة ماسة للاحتماء من الخطر ، ولهذا السبب لا يمكن للوضع أن يستمر على هذا النحو. التاريخ يراقب ما يحدث في ماريوبول والمدن الأخرى ويجب حماية المدنيين. لذا ، سواء كان ذلك بوقف إطلاق النار، أو مزيجًا من وقف إطلاق النار والإخلاء الآمن للمدنيين ، فهو ضرورة مطلقة".
بدأت روسيا حربها على أوكرانيا في 24 فبراير بعدما حشد القوات على حدودها في إطار ما وصفته موسكو في البداية بأنه سلسلة من التدريبات، ثم صار الأمر هجومًا كاملًا ، حيث هاجمت القوات الروسية المدن والقواعد العسكرية وحتى أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا بينما كانت تحاول على ما يبدو طرد حكومة كييف، التي شهدت تدفقًا كبيرًا للمساعدات العسكرية والدعم - وإن لم يكن تدخلاً عسكريًا مباشرًا - من الغرب.
ولدى الصليب الأحمر ومقره جنيف، والذي يساعد المتضررين من الحرب ويحاول تثقيف المقاتلين بقواعد النزاع المسلح ، 600 موظف في أوكرانيا ويخطط لإرسال حوالي 100 آخرين.
ذكر مارديني إن بعض مركبات الصليب الأحمر تضررت بشظايا أو أصيبت بنيران، رغم أن موظفيها لا يعتقدون أنها استُهدفت بشكل مباشر.
ومع ذلك، أقر بالوضع الصعب الذي يواجهه المرافق الطبية في البلاد.
وكان هناك ما لا يقل عن 31 هجوماً على منشآت طبية وسيارات إسعاف في الحرب، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وإصابة 34 آخرين ، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وأردف مارديني "هذه مأساة لنزاع مسلح يحدث في مناطق مكتظة بالسكان وقد رأينا أحياء تضررت وسويت بالأرض وبعض المستشفيات تعرضت للقصف، وهو بالطبع أمر غير مقبول لأن المستشفيات محمية بموجب القانون الإنساني الدولي".
ويشتد القتال بشكل خاص في ماريوبول حيث تسعى القوات الروسية إلى إنشاء جسر بري من روسيا إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وتابع مارديني إن مسؤولي الصليب الأحمر "يعيشون أيضًا في ماريوبول ، لذا فهم يشعرون بالضبط بما يشعر به الأوكرانيون. لقد أخبرونا بأن إمدادت المياه تنفد من لديهم ومياه الشرب، وبدأت الإمدادات الغذائية في التناقص، هذا علاوة على الإمدادات الطبية النادرة، وهناك أيضًا ضغط كبير على الملاجئ، حيث لا توجد ملاجئ كافية".
ومع ذلك، رفض مارديني الافصاح عن أنواع الأسلحة المستخدمة أو وصف المناقشات التي أجراها مع المسؤولين الروس أو الأوكرانيين، وأشار إلى حياد الصليب الأحمر في الصراع وإن هنام ضرورة للوصول إلى المناطق التي مزقتها الحرب.