الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محتوى إباحي يجبر نائبا في البرلمان البريطاني على الاستقالة.. القصة كاملة

محتوي إباحي يجبر
محتوي إباحي يجبر نائبا في البرلمان البريطاني على الاستقالة

واجه حزب المحافظين البريطاني مأزقا أخلاقيا منذ أيام، بعد اتهام أحد نوابه بالتحرش الجنسي بوزيرة، وذلك بمشاهدته مواد إباحية على هاتفه المحمول أثناء جلوسه بجوارها في مجلس العموم.

حزب المحافظين (المملكة المتحدة) 

فضيحة تطال نائبا تحت قبة البرلمان 

وفجرت الوزيرة الاتهام أثناء اجتماع دوري للحزب، مساء الثلاثاء الماضي، بحسب ما نقلته "بي بي سي"، وبينما أيدت نائبة أخرى روايتها، أعطي اسم النائب المتهم لكريس هيتون هاريس، المسئول عن شئون الانضباط بالحزب، وقالت المتحدثة باسمه إنه "يبحث في الأمر"، مضيفة: "هذا السلوك غير مقبول على الإطلاق، وسيتخذ الحزب الإجراء المناسب".

وفي سؤالها لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قالت كارولين لوكاس، النائبة عن حزب الخضر، إن 56 نائبا يخضعون للتحقيق من قبل السلطات البرلمانية بتهمة سوء السلوك الجنسي، بمن في ذلك ثلاثة وزراء في المجلس، مستدركة عما إذا كان سوء السلوك الجنسي سبباً للفصل بموجب القانون الوزاري، ورد جونسون بأن "التحرش الجنسي لا يُطاق، وكان سبباً للفصل".

وخلال اجتماع حزب المحافظين الدوري، مساء الثلاثاء الماضي، وكان من المفترض فيه مناقشة خطة لجذب مزيد من المرشحات، انفجرت قنبلة التحرش، وشاركت عضوات البرلمان من حزب المحافظين روايات عن التحيز والتحرش الجنسي.

وقالت النائبة عن حزب المحافظين، بولين لاثام، التي كانت في الاجتماع الخاص، إن إعلان هيتون هاريس تحقيقه في مزاعم حول مشاهدة أحد أعضاء البرلمان موادّ إباحية قوبل بعدم التصديق، وبصدمة، وقالت لـ"بي بي سي": "خرج كثير من الناس بصدمة كاملة لم يتمكنوا من تصديق أن شيئا كهذا يمكن أن يحدث في مكان احترافي".

بولين لاثام

وأشارت لاثام إلى أنه "لا أحد يعرف من هو الشخص الجاني، سوى من أبلغ عنه، لكن إذا ثبتت صحة الاتهامات، فينبغي أن يفقد وظيفته ويطرد من حزب المحافظين"، مضيفة: "من المفترض أن نكون قدوة في هذا المكان، وهذا أمر مروع للغاية، لقد صدمت تماما".

من جهته، علق حزب العمال بأن مشاهدة النواب المواد الإباحية في مجلس العموم تعد "جريمة تستوجب الفصل من العمل".

وقالت زعيمة حكومة الظل، ثانجام ديبونير، إنها "صدمت، لكنها لم تفاجأ بالقصة، لأن هناك ثقافة التمييز على أساس الجنس في البرلمان".

ثانجام ديبونير

ومنذ أيام لم تهدأ العاصفة التي أطلقها النائب البريطاني المحافظ، نيل باريش، وامتدت تداعياتها إلى تعليق عضويته فقد ضبط السياسي البالغ من العمر 65 عاماً، متلبساً وهو يشاهد مقاطع إباحية على هاتفه المحمول، تحت قبة البرلمان، ما دفع مجموعة من المحافظين إلى تعليق عضويته.

وأعلن المتحدث باسم زعيم كتلة المحافظين في البرلمان، كريس هيتون هاريس، أن النائب المعني أبلغ بنفسه لجنة البرلمان المسئولة عن مسائل سلوك النواب، وأضاف أن "عضوية باريش في مجموعة المحافظين علقت بانتظار نتائج التحقيق".

في حين دعت النائبة العمالية هارييت هارمان إلى تقديم استقالته "فورا" إذا كان بالفعل مذنبا بالتهم الموجهة إليه.

هارييت هارمان

وأتى ذلك بعد أن كتب باريش على موقعه الإلكتروني أنه أبلغ بنفسه اللجنة البرلمانية المعنية بعد الاتهامات الأخيرة المتعلقة باستخدام أحد النواب لهاتفه المحمول.

كما أكد أنه سيتعاون بشكل كامل مع أي تحقيق، لكنه أشار في الوقت عينه إلى أنه "سيستمر في أداء دوره كنائب عن تيفرتون وهونيتون أثناء استمرار التحقيقات".

مواد إباحية في مجلس العموم

يذكر أن حزب المحافظين البريطاني الذي يقوده “بوريس جونسون” كان فتح تحقيقا في تلك القضية، بعد أن اتهم نائب ما باريش بمشاهدة مواد إباحية في مجلس العموم، لكن في حينه لم يتم كشف اسمه.

ولعل المفارقة أن هذا الحادث وقع خلال نقاش حول التمييز على أساس الجنس في مجلس العموم، بحسب ما أفادت “فرانس برس”.

فمنذ الأحد الماضي، كشفت صحيفة “صنداي تايمز” أن ثلاثة وزراء ونائبين من المعارضة يواجهون حالياً تهما "تتعلق بسلوك سيئ ذي طبيعة جنسية"، وهي عبارة يمكن أن تشمل التحرش الجنسي أو التلصص أو حتى الاعتداء الجنسي.

وهؤلاء جزء من 56 نائبا تم التبليغ عنهم لمكتب مسئول عن تسجيل هذه الشكاوى أنشئ في أعقاب ظهور حركة "Me Too".

كما أتى هذا الحادث بعد أن أثار هجوم ينم عن تمييز حيال النساء على أنجيلا راينر التي تعد الثانية في هرم قيادة حزب العمال، جدلا واسعا في البلاد، ففيما اتهم نواب محافظون راينر بالسعي إلى لفت نظر رئيس الوزراء إلى ساقيها في البرلمان. 

ووصف جونسون يوم الاثنين الماضي تلك الاتهامات بـ "الهراء الذي ينم عن انحياز جنسي وكراهية للنساء".

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون 

اعترافات نيل باريش واستقالته  

وبعد كل الانتقادات ضده، أعلن النائب البريطاني المحافظ نيل باريش ،أمس السبت، أنه استقال من منصبة، معترفا بأنه شاهد مواد إباحية على هاتفه المحمول في مجلس العموم بعدما اتهمه نواب آخرون بذلك.

وقال النائب: "كنت أبحث عن جرارات، وصادفت موقعا آخر يحمل اسما مشابها ونظرت إليه لفترة، الأمر الذي تعين على ألا أفعله".

وتابع: "لكن جريمتي، جريمتي الكبرى، هي أنني عدت إلى الموقع مرة ثانية وكان الأمر متعمدا، كنت وقتها أجلس في انتظار الاقتراع في جانب القاعة"، واصفًا ذلك بـ "لحظة جنون".

وأضاف باريش: "في النهاية يمكنني رؤية أنه من غير المناسب أن أستمر في ظل الضجة والأذى، الذي أسببه لأسرتي ولهيئة الناخبين في دائرتي".

وفي مقابلة مع صحيفة "ديلي تلغراف" نشرت صباح أمس، السبت، قال باريش إنه ربما دخل الموقع "عن طريق الخطأ".

وأكد متحدث باسم المحافظين في دائرة تيفرتون وهونيتون، حيث انتخب باريش عام 2019 "دعم قرار (نيل باريش) بالتنحي عن منصبه كعضو في البرلمان".  

وأسقط الحزب عضوية باريش، بعد أن قدم النائب نفسه إلى مفوض القيم في البرلمان للنظر في سلوكه.

النائب البريطاني المحافظ نيل باريش

وكانت النائبة العمالية هارييت هارمان قد دعت باريش إلى تقديم استقالته "فورا"، إذا كان بالفعل مذنبا بالتهم الموجهة إليه.

وقبل أيام ذكرت وسائل إعلام بريطانية، أن وزيرة قالت إنها رأت زميلا لها يشاهد لقطات إباحية وهو يجلس بجانبها في قاعة مجلس العموم، وإن نفس النائب شاهد لقطات إباحية خلال مناقشة في إحدى لجان المجلس.

شخص محبوب وأمر محرج 

وشدد باريش على أنه لم يكن يتباهي بما كان يفعل، وأنه لم يكن يقصد أن يراه أحد، ولكن في مقابلة مع صحيفة "التايمز" نُشرت قبل استقالة باريش، أفادت سو زوجته بأنها لا تعرف إن كان زوجها فعل شيئا مثل ذلك من قبل، ووصفته بأنه "شخص محبوب"، وقالت: "الأمر في مجمله محرج للغاية بصراحة اختنقت".

البرلمان البريطاني