الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف انتهت حياة أحباء داليدا بالانتحار.. ولماذا قررت أن تفارق بنفس الطريقة؟

صدى البلد

«كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي، غنوة حلوة وغنوتين فاكرة يابلدي».. كلمات غنتها المطربة الإيطالية مصرية المولد داليدا في عام 1979، لتصبح منذ ذلك الوقت الأغنية الأكثر تعبيرًا عن اشتياق المغتربين لموطنهم.

وتحل اليوم 3 مايو ذكرى وفاة الفنانة المصرية داليدًا، التي أنهت حياتها بشكل مأساوي في  مثل هذا اليوم عام 1987، بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، تاركة رسالة قالت فيها: "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل".

حياة مثيرة للجدل

في 17 يناير 1933، ولدت داليدا أو يولاندا كريستينا جيجولوتى، فى حي شبرا لأبوين إيطاليين، فجاءت فى ملامحها وأدائها وأعمالها مزيجا نادرا ومميزا بين الشرق والغرب، تتمتع داليدا بالجنسية المصرية، لكنها كانت تطمح في السفر خارج مصر، ورحلت في 3 مايو 1987 تاركة خلفها أكثر من 500 أغنية ناجحة.

حياة داليدا كانت مثيرة للجدل بسبب زيجاتها وعلاقاتها العاطفية التي لم تدم لأسباب عديدة، منها انتحار أحد أزواجها لشعوره بالإحباط وخيانة آخر لها، وحملها من شاب يصغرها بأكثر من ١٠ سنوات، وغيرها من الأزمات.

حلوة يا بلدي رسالة حب

يعتبر هذا اللحن من أجمل ألحان بارنيل على الإطلاق فلم يصنعه لنفسه؛ حيث مارس الغناء أيضا؛ ولم يصنعه لأحد نجوم فرنسا المشهورين؛ لم يكن فى ذهن بارنيل حينها وطن أو حنين سوى داليدا؛ اللحن لم يكن إلا رسالة حب من بارنيل لداليدا، رغم أن بارنيل أيضا ولد فى مصر.

كان بارنيل آخر رجل عرفته داليدا، بعد القصص المأساوية التى عاشتها، فقد انتحر عدد كبير من الرجال الذين عشقتهم وعاشت معهم؛ وجاء معها إلى مصر فترة الثمانينيات؛ وكان آخر من حدثته داليدا قبل موتها.

كرس بارنيل جميع ما يمتلكه من موهبة موسيقية لخلق ذلك اللحن الذى أصبح عالميا؛ رغم أن بارنيل نفسه لم يكن فنانا عالميا من قبل.

خطأ في نسب أغنية حلوة يا بلدي

سلمى يا سلامة وحلوة يا بلدي.. أغنيات تركت بصمة في أذهان الجماهير حتى يومنا هذا بسبب ألحانها وكلماتها المميزة. 

يخطىء الكثيرون بالاعتقاد أن الأغنية للراحل صلاح جاهين، إلا أن الحقيقة أنها لمطرب ومؤلف وملحن يدعى مروان سعادة، وليس صلاح جاهين، الغريب أن كثيرين لا يخطئون فقط في مؤلف الأغنية، لكنهم يعتقدون أيضًا أنها من ألحان بليغ حمدي، والحقيقة أنها للملحن الفرنسي من أصل مصري «جيف بارنيل» الذي لحن عدد كبير من الأغنيات الفرنسية لداليدا».

وقال سعادة عن الأغنية: «كانت كلمات تعبر عن إحساسي الحقيقي في تلك الفترة، كنت مشتاق للعودة لمصر، ولم اكتب الأغنية بشكل خاص لداليدا».

أغنية حقيقية  

من كثرة تعلقها بالغناء، ترجمت حياتها العاطفية إلى أغنية فى عام 1973، وكانت الأغنية مستوحاة من علاقتها مع طالب شاب، مما أدى إلى حمل غير مخطط له.

ووفقًا لشقيق داليدا، المنتج أورلاندو، الذى ناقش الأمر علنًا، كان عمر داليدا 34 عامًا وقت العلاقة، وكان الطالب يبلغ من العمر 22 عامًا، وأنهت المغنية الحمل فى وقت كان فيه الإجهاض غير قانونى فى كل من فرنسا وإيطاليا، وقد جعلها هذا الإجهاض غير قادرة على الحمل.

رجال في حياة داليدا

تزوجت من أول رجل حبته بصدق "لوسيان موريس" وانفصلا عن بعضهما بعد زواج دام عدة أشهر فقط، رغم أن حبهما كان حديث المجتمع في ذاك الوقت، فقد كان كل منهما يصرح للآخرين بأنه متيم بالآخر ولا يمكنه أن يعيش بدونه لأنه حب حياته، وكان سبب الانفصال هو عثور داليدا على حبها الحقيقي بعد أن اعتقدت أن حبها هو في من تزوجته، وكان الرجل الذي تركت داليدا زوجها من أجله هو الرسام "جان سوبيسكي".

في عام 1967 دخل العشق إلى قلب داليدا عندما التقت بالشاب الإيطالي "لوجي تينكو"، وكان مغني لا يزال في بداية طريقه، وقد دعمته داليدا ليصبح نجمًا، لكن الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو سنة 1967 فانتحر بمسدسه في أحد الفنادق، والمؤسف في الأمر أن داليدا كانت أول من رأى جثته ممددة ومغطاة بالدماء، عندما ذهبت لتواسيه بعدم نيله التقدير في المهرجان، الذي شاركا فيه، وعندما تمكنت من نسيان الماضي أحبت رجل بفترة السبعينات، لكنه هو الآخر توفي منتحرا.

رسالة من 5 كلمات وانتحار

"سامحونى الحياة لم تعد تحتمل" رسالة تركتها عام 1987 لتبلغ الجميع بمفارقتها للحياة منتحرة بجرعة زائدة من الأقراص المهدئة، بعد مشوار حافل بالنجاحات والهزائم، الحب والخيانة، والفرح والألم، عاشته المغنية الشهيرة داليدا.

ودفنت داليدا في منزلها السابق في مونمارتر بفرنسا، وأنتجت نحاتة فرنسية، تمثالًا بالحجم الطبيعى للمغنية لتوضع على شاهد قبرها، مما يسهل التعرف عليه فى مقبرة مونمارتر.