الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انكماش وارتفاع للفائدة.. المشاكل الاقتصادية تزداد بالعالم والفيدرالي الأمريكي يخطط لزيادة مرتين

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

شهد أمس الأربعاء، قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، برفع الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار نصف نقطة مئوية  0.50%، لتصل إلى 1% وهي أكبر زيادة منذ 22 عاما.

 

وأغلقت الأسهم الأمريكية، على ارتفاع حاد بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن رفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية. 

 

وهناك العديد من التساؤلات التي تدور في ذهن المواطن المصري ومخاوف من موجة تضخم أخرى، وموجة غلاء جديدة في أسعار السلع والمواد الغذائية بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" برفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية لمكافحة التضخم المتزايد، في أكبر رفع للفائدة الأمريكية منذ عام 2000.

 

تداعيات ارتفاع سعر الفائدة

وفي هذا الصدد، رسمت وكالة الاسوشيتدبرس الأمريكية سيناريوهات صادمة عالمياً لتداعيات قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) برفع معدل الفائدة بواقع 0.5%، مساء الأربعاء، مشيرة إلى أن تلك الخطوة لن يقف مداها على الداخل الأمريكي، وإنما تشمل آثارها العديد من الدول بمقدمتها الدول النامية.

وذكرت الوكالة في تقريرها أن قرار الفيدرالي الأمريكي لا يتوقف تأثيره على دفع مشترى المنازل الأمريكيين مزيدا من الأموال أو مواجهة أصحاب الأعمال قروضا بنكية أكثر تكلفة، بل إن تداعياته تتجاوز حدود أمريكا وتؤثر على المتسوقين في سيرلانكا والمزارعين في موزمبيق والعائلات في الدول الأكثر فقرا حول العالم، ويتراوح التأثير في الخارج ما بين تكاليف إقراض أعلى إلى خفض قيمة عملات.

 

رفع البنوك الاقتصادية

ومن جانبه، قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن رفع أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي الأمريكي، سوف يساعد على رفع البنوك الاقتصادية من جانب الاقتصاديات الناشئة، حيث أننا شهدنا ارتفاع الفائدة في العديد من الدول، ومنها السعودية والقطر والبحرين والإمارات.

 

وأضاف الإدريسي خلال تصريحات لـ "صدى البلد" أنه لا بد أن نفرق بين شهادات الاستثمار بفائدة 13%، وتوقعات أن سيكون هناك شهادات بفائدة تعلو عن 13%، وهذا يختلف عن جزء آخر ألا وهو ارتفاع أسعار الفائدة للعمل على المنافسة بشكل كبير في الأسواق الدولية على الأموال الساخنة.

 

وأشار إلى أن الدول تقوم بعمل شهادات استثمار بفائدة 13% من أجل تقليل معدلات التضخم، من ناحية على الجانب الدولي، ماذا يجعل هذه الدول تقوم بأخذ قرار رفع أسعار الفائدة أيضا، إلا لتنافس على الأموال الساخنة وجذب الاستثمار، مع تقليل معدلات التضخم، الذي يعتبر الهدف الرئيسي للعالم كله.

 

السيطرة على معدلات التضخم

وتابع: "نعلم تماما أن معدلات التضخم لن يتم السيطرة عليها فقط عن طريق ارتفاع أسعار الفائدة، ولكن هناك عوامل أخرى يجب القيام بها، ولكن يظل أداه ارتفاع الفائدة واحدة من أهم الأدوات التي يتم استخدامها من قبل البنوك المركزية على مستوى العالم".

 

واختتم الخبير الاقتصادي قائلا: "ارتفاع أسعار الفائدة يضع ضغوط كبيرة على الاقتصادات الناشئة، ومن ضمنها مصر، حيث أن مع هذه الزيادة يعمل على ارتفاع التكلفة الاستثمارية والاقتصادية، مما يساعد على وجود معوقات الاستثمار بالعالم، ولكن تظل الأولوية الكبرى في انخفاض معدلات التضخم، وعمل المزيد من الضمانات للمستثمرين لمعالجة الأثر السلبي لهذا التضخم".

 

التأثير على السيولة في الأسواق

وقال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن البنك المركزي الأمريكي حينما يتحرك فذاك يعني تحرك كل البنوك في العالم، وتحريك الفائدة 0.5% بهدف السيطرة الجزئية على التضخم في أمريكا وهذا سبب رئيسي لزيادة أسعار الفائدة.

 

وأضاف الشافعي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه من المؤكد أن هذه الخطوة ستؤثر على حجم السيولة في الأسواق وبحوزة المستهلكين ومن ثم كبح جزئي للتضخم.

 

وأشار إلى أن البنك المركزي المصري يتابع حركة الفائدة في الأسواق الدولية ومنها أمريكا التي رفعت الفائدة 0.25 الشهر الماضي و 0.50%  لذلك تم رفع الفائدة  1% في مصر تجنبا لخروج الأموال من الاحتياطي ومع الرفع الجديد في الفائدة الأمريكية فقد نلجأ في مصر لرفع آخر للفائدة.

 

ولفت الشافعي إلى أن الخليج أكثر ارتباطاً بالدولار الأمريكي، لذلك اغلب دول مجلس التعاون الخليجي اتخذت قرارات فورية لرفع الفائدة بين ربع ونصف في المائة وهذا كان متوقع بعد تحرك الفيدرالي الأمريكي.

 

احتمالية رفع آخر للفائدة

وأكد الخبير الاقتصادي أن المرحلة الحالية حرجة للغاية، وهناك رفع مرتين للفائدة الأمريكية هذا العام ومرتين في العام القادم وصولا إلي 8 مرات رفع بحلول 2024 للسيطرة على التضخم في أمريكا والذي سجل مستويات هي الأعلى منذ ثمانيات القرن الماضي.

وحذر الشافعي من أن الاقتصاد العالمي قد يتعرض لبعض الانكماش والتراجع مع انخفاض السيولة المسؤولة جزئيا عن التوسعات الاستثمارية، لذلك قد تجد مزيدا من الضغوط على القطاعات الإنتاجية التي ستعاني من تراجع الطلب.

 

رفع جديد للفائدة الأمريكية

وتوقع العديد من الخبراء، رفع الفائدة الأمريكية لن تكون الأخيرة، حيث من المتوقع أن ترتفع الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري مرتين لتصل إلى 2%، وخلال عام 2023 من المتوقع أن ترتفع ثلاثة مرات.

ومن المتوقع أن تعقد لجنة السياسيات بالبنك المركزي اجتماعها المقبل في 19 من الشهر الجاري.

 

وكان البنك المركزي، قرر في مارس الماضي رفع أسعار الفائدة بنسبة 1% في اجتماع استثنائي كما رفع سعر الدولار أمام الجنيه بنحو 14%.

وبحسب بيانات أولية، أنهى المؤشر ستاندرد اند بورز 500 القياسي جلسة التداول في بورصة وول ستريت مرتفعا 124.97 نقطة، أو 2.99 بالمئة، إلى 4300.45 نقطة في حين قفز المؤشر ناسداك المجمع 398.73 نقطة، أو 3.17 بالمئة، ليغلق عند 12962.49 نقطة.

وأغلق المؤشر داو جونز الصناعي مرتفعا 927.75 نقطة، أو 2.80 بالمئة، إلى 34056.54 نقطة.