الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول نقيب ممثلين بمصر|لماذا تمنى يوسف وهبي العمل أجيرًا عند جورج أبيض

صدى البلد

جورج الياس أبيض، مسرحي لبناني، كان صاحب النقلة النوعية في المسرح، وصاحب الفضل في تعريب عدد كبير من المسرحيات، وقدم على مدار ما يقرب من ربع قرن عدد ضخم من المسرحيات، تجاوزت 100 مسرحية، ورغم كونه لبناني إلا أنه أصبح أول نقيب للممثلين في مصر، وتمر اليوم ذكرى ميلاده في 5 مايو 1880.

مولد رائد المسرح العربي

ولد الفنان جورج أبيض، يوم 5 مايو عام 1880، في العاصمة اللبنانية بيروت، حصل على دبلومة في التلغراف، وهاجر إلى مصر وهو بعمر الثامنة عشر، بحثا عن فرصة عمل، حيث كان مفلساً لا يملك حتى ثمن تذكرة السفر، فأشفق عليه قبطان السفينة وجعله يقدم كل ليلة عرض مسرحي للركاب بدلاً من ثمن تذكرة السفر، وعندما وصل إلى مصر تم تعيينه في مصلحة السكك الحديدية بسيدي جابر.

خديوي مصر يغير مسار حياته

في عام 1904، شاهده الخديو عباس يؤدي دوراً في مسرحية سياسية مترجمة باسم “برج نيل”، وأعجب بأدائه وأرسله إلى فرنسا لدراسة الفن، فالتحق بمعهد الكونسرفتوار، ودرس به التمثيل والإخراج والموسيقى.

عاد إلى مصر في عام 1910 مع فرقته المسرحية الفرنسية، وبدأ في تقديم مسرحيات باللغة الفرنسية من تراث المسرح الفرنسي، وبعد عامين من نجاح العروض المسرحية التي قدمتها فرقة جورج أبيض، طلب منه الزعيم سعد زغلول أن يعمل على تمصير المسرح ويقدم مسرحيات باللغة العربية.

رائد المسرح العربي

كان لجورج أبيض دوراً في النهوض بالمسرح، وكان أيضاً من رواد السنيما، فقد قام ببطولة أول فيلم غنائي مصري ناطق وهو فيلم أنشودة الفؤاد في عام 1923، ثم قدم بعده مجموعة من الأفلام الناجحة، وأسس العديد من الجمعيات المسرحية، واستمر يجاهد حتى استطاع في النهاية أن يؤسس مسرحاً ثابتاً، وقدمت فرقته ما يقرب من 130 مسرحية ما بين المترجمة والمؤلفة على مدار 20 عاماً.

في عام 1921 وجهت إليه الحكومة التونسية دعوة ليشرف على تأسيس الفرقة المسرحية القومية التونسية، وكذلك هو أيضاً من أشرف على تأسيس الفرقة القومية المسرحية المصرية في عام 1935، وأصبح عضواً بارزاً بها، ونتيجة لجهوده بالنهوض بالمسرح منحه الملك فارق رتبة البكوية من الدرجة الأولى في عام 1945.

في عام 1943 تم انتخاب الفنان جورج أبيض كأول نقيب للممثلين في مصر، وعُين أستاذاً لفن التمثيل والإخراج بالمعهد العالي لفن التمثيل فور انشائه في عام 1944، وظل يعمل بالتدريس حتى نقلوه من المعهد وهو مريض ولازم فراشه حتى وفاته في عام 1959، كما تم تعيينه مديراً للفرقة المصرية القومية للتمثيل والموسيقى عام 1952، لكنه قدم استقالته عام 1953 لظروفه الصحية.

زوجته تصرخ من قسوته

كان الفنان جورج أبيض عاشقاً للغة العربية، وكان يحرص دائماً على التأكد أن جميع المشاركين في أعماله ينطقون اللغة العربية بشكل صحيح، ولا يتهاون أبداً مع من يخطئ في نطق اللغة العربية.

ذات يوم في أحد العروض المسرحية، أخطأت زوجته دولت أبيض في اللغة، فضغط على ذراعها بشدة حتى كاد أن يكسره، فما كان منها إلا أن صرخت ونبشت أظافرها في ذراعه الأخر، فتنبه لقسوته وترك ذراعها.

وقال عنه يوسف بك وهبي: “تمنيت أن أعمل أجيراً عنده”، وقال عنه زكي طليمات أنه الأستاذ الأول في المسرح، كما لقبه البعض بلقب “أبو المسرح”.

صفعة على وجه عبد الفتاح القصري

كان الكوميديان عبد الفتاح القصرى فى بداية مشواره، والتحق بفرقة جورج أبيض الذى تحمس له بعدما عرف إتقانه للغات وقدرته على ترجمة المسرحيات، وأعطاه جورج ابيض دورًا فى مسرحية «أوديب ملكا».

قدم أبيض دورأوديب، بينما قدم القصرى دور العراف الأعمى، وعندما قال أوديب للعراف الذى وصفه بالقاتل «صه يابن الجحيم»، ألراد القصري التجويد فرد بصوته وطريقته المميزة «واحسرتااااه أنا تقوللى صه»، فانفجر الجمهور ضحكًا، وارتبك جورج أبيض وغضب بعدما أخرجه القصرى من حالة الاندماج مع الشخصية، فأمر بإغلاق الستار، وانفعل على القصرى فى الكواليس ووصفه بالفاشل، وتطور الأمر وصفع جورج أبيض، القصرى على وجهه وطرده من المسرح، وربما فتحت تلك الصفعة أبواب الشهرة أمام القصري، حيث طلبه نجيب الريحاني ووقع معه عقدًا للعمل فى فرقته، ليتألق القصرى ويبدأ مشواره مع النجومية والكوميديا.