في عالم محركات السيارات الكلاسيكية، يبرز محركا شيفروليه 400 وفورد 400 كأبرز أمثلة على محركات V8 صغيرة الكتلة من صناعة سبعينيات القرن الماضي.
على الرغم من أنهما يقدمان سعة متقاربة تبلغ 400 بوصة مكعبة، إلا أن التصميم الداخلي والأبعاد الهندسية لكل منهما تختلف اختلافًا ملحوظًا، مما يمنح كل محرك شخصية أداء مميزة.
الاختلافات الهندسية الأساسية
صنعت بونتياك وشيفروليه، وهما جزء من جنرال موتورز، محرك 400 مع نسب أسطوانات إلى أشواط مشابهة، مع الحفاظ على بنية Small Block Chevrolet التقليدية.
يعتمد المحرك على شوط أسطوانة يبلغ 3.75 بوصة، مع زيادة قطر الأسطوانات إلى 4.125 بوصة للوصول إلى سعة 400 بوصة مكعبة، وهو أقصى حد تقريبًا للمحركات الصغيرة التقليدية لشيفروليه.
من ناحية أخرى، استخدمت فورد نهجًا أكثر توازنًا، حيث بلغ قطر الأسطوانة 4 بوصات والشوط 4 بوصات أيضًا، ما جعل المحرك أطول وأكثر ارتفاعًا مقارنة بمحركات فورد صغيرة الكتلة الأخرى مثل 302 أو 351.
وبسبب طول الشوط، وصل ارتفاع سطح المحرك إلى 10.3 بوصة، ما يجعله قريبًا من محركات فورد متوسطة الكتلة، ويعطيه بعدًا هندسيًا مميزًا مقارنة بمحرك شيفروليه.

أبعاد الأسطوانات ومسافة المراكز
تبلغ مسافة أسطوانات محرك فورد 400 حوالي 4.38 بوصة، أي أقصر من مسافة أسطوانات شيفروليه 400 البالغة 4.40 بوصة، ما يمنح فورد محركًا أكثر تماسكًا في الحجم الإجمالي مقارنة بمحركاتها الأخرى صغيرة الكتلة.
يجعل هذا القرب في الحجم فورد 400 مقاربًا جدًا لمحرك كليفلاند 351 من حيث السعة الإجمالية، مع الحفاظ على التصميم الداخلي المتناسق للشركة.
الأداء والقدرات
لم يُصنّف أي من المحركين على أنهما محركات عالية الأداء رسميًا، مع أنهما يمثلان أكبر محركات الكتلة الصغيرة التي صنعت على الإطلاق.
ظهر كلا المحركين لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي، وسجل محرك فورد 400 حوالي 158 حصانًا بحلول أواخر السبعينيات وفقًا لمجلة هوت رود.
ومع بعض التعديلات وعمليات التخصيص، تمكن المحترفون من زيادة قوة المحرك بشكل كبير، مما أظهر مرونة التصميم وقدرته على التكيف مع احتياجات الأداء المختلفة.
على الرغم من التشابه في السعة بين محركي شيفروليه 400 وفورد 400، فإن الاختلافات في قطر الأسطوانات والشوط وارتفاع سطح المحرك تمنح كل منهما شخصية مختلفة في الأداء.
حافظ محرك شيفروليه على التصميم التقليدي الصغير الكتلة مع زيادة قطر الأسطوانات، بينما اختارت فورد توازنًا أكثر مع شوط أطول وارتفاع أكبر، ما يجعل تجربة قيادة كل محرك مختلفة تمامًا رغم التشابه العددي في السعة.