الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خدعة العقوبات الغربية.. كيف تمكن الروبل الروسي من الصمود أمام الدولار؟

الروبل الروسي
الروبل الروسي

بالرغم من الأزمة الروسية الأوكرانية التي تسببت بأزمة على مستوي الاقتصاد العالمي من رفع مستوى التضخم العالمي وارتفاع أسعار منتجات الطاقة والمنتجات الغذائية، مما أدى إلى انخفاض في كثير من العملات الدولية واقتصادات البلاد، وأيضا مع العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا التي كانت من أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن العملة الروسية "الروبل" استطاعت أن تقاوم كل هذه الضغوط والخروج بمعدلات نمو من الأفضل بين عملات دول العالم.

 

العملة الأفضل أداء في العالم

حيث أفادت وكالة بلومبرج، بأن الروبل الروسي تجاوز 31 عملة رئيسية في النمو منذ بداية عام 2022، ليصبح العملة الأفضل أداءً في العالم.

وارتفع الروبل مقابل الدولار الأمريكي بأكثر من 11٪ منذ بداية العام، وفي سوق العملات الدولية أظهر سعر صرف الروبل نموًا أكبر بحوالي 12٪ حتى الآن.

 

وخلال التداول في بورصة موسكو في 12 مايو، انخفض سعر الصرف إلى 65.07 روبل مقابل الدولار الأمريكي و68 روبل مقابل اليورو، وهو أقوى سعر مقابل الأخير منذ يناير 2020.

 

وتجاوزت العملة الروسية، الريال البرازيلي من حيث الديناميكيات، والتي أظهرت أيضًا نموًا كبيرًا بنسبة 9٪ تقريبًا.

 

انخفاض الروبل وعودته مرة أخرى

وانخفض الروبل إلى أدنى مستوياته التاريخية مقابل كل من الدولار واليورو في مارس بعد أن فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا.

ومع ذلك، بدأت العملة الروسية في التعزيز بشكل كبير بعد أن قدمت الحكومة سلسلة من إجراءات الدعم وظلت في ارتفاع منذ ذلك الحين.

بالإضافة إلى إدخال ضوابط مؤقتة على رأس المال، ألزمت وزارة المالية الروسية المصدرين الروس ببيع 80٪ من أرباحهم من النقد الأجنبي.

كما ساعد إدخال آلية قائمة على الروبل لمدفوعات تصدير الغاز على استقرار الروبل، وزيادة المعروض من العملة في السوق وزيادة الطلب على الروبل.

ومع الأداء الجيد بالنسبة للروبل الروسي بالرغم من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على الاقتصاد الروسي، تم طرح تساؤل وهو ما التأثير الذي سببته العقوبات الاقتصادية على الاقتصاد الروسي والعملة الروسية؟ وهل هذه العقوبات كانت خدعة من قبل الغرب؟.

 

العقوبات الاقتصادية لم تجد نفعا

وللإجابة على هذه التساؤلات، قال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا لم تجد نفعا ولم يكن لها تأثير كبير على الاقتصاد والعملة الروسية، وذلك عندما ننظر إلى الميزان التجاري بين روسيا والدول الأوروبية التي تعتمد على مصادر الطاقة الروسية وغيرها من المنتجات الروسية الأخري سنجد أن العقوبات وقعت على الدول الأوروبية وليس على روسيا، لأن الكثير من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز الروسي بشكل كبير ولا يمكن الاستغناء عنه.

الصادرات الروسية أكثر من وارداتها

وأشار الدمرداش في تصريحات لـ "صدى البلد"، إلى أن روسيا معظم الواردات الروسية تأتي من الصين والدول الآسيوية الآخرين بنسبة 70% تقريبا، لذلك فإن الميزان التجاري بين روسيا والغرب يأتي في صالح موسكو، بمعني أن صادرات روسيا أكثر من واردتها بالنسبة إلى أوروبا.

 

ارتفاع سعر الروبل بالأسواق

وأضاف أن العقوبات الاقتصادية منعت روسيا من التعامل بالدولار، لذلك كان رد موسكو بتسعير الغاز ودفع ثمنه بالروبل، وبما أن الروبل عملة غير متداولة فإن النتيجة الحتمية وهي التعامل بالذهب، حيث بدأت الدول ببيع الذهب وتسديد قيمة مواد الطاقة بالروبل الروسي أو الذهب بدلا من الدولار، لذلك ارتفع الطلب على الروبل.

 

ولفت الدمرداش إلى أنه عندما يتم ارتفاع الطلب على أى عملة في العالم سعر هذه العملة يرتفع، لذلك زاد سعر الروبل عالميا.