الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان وتجاوز النفق المظلم ..هل تكون الانتخابات النيابية طوق النجاة|خاص من بيروت

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يستعد لبنان لعقد الانتخابات النيابية اللبنانية غدا، حيث عكفت الأجهزة الأمنية وفرق العمل التابعة لوزارة الداخلية والبلديات والمحافظات المختلفة في لبنان على توزيع صناديق الاقتراع على قرابة 6900 لجنة انتخابية على جميع الأراضى اللبنانية؛ تمهيدًا لفتح أبواب اللجان لاستقبال الناخبين في السابعة من صباح غد الأحد في المرحلة الرئيسية والأخيرة من الانتخابات النيابية.

الانتخابات النيابية اللبنانية 2022

وسيتم انتخاب برلمان جديد في لبنان، غدا، وهذه أول انتخابات منذ احتجاجات أكتوبر 2019 والانفجار الهائل في مرفأ بيروت الذي حول أجزاء من المدينة إلى أنقاض وأودى بحياة مئات الأشخاص.

ويتألف البرلمان المقبل من 128 مقعدا. تتنافس جميع الأحزاب التقليدية في البلاد مع قادتها المعروفين، بما في ذلك حزب التيار الوطني الحر، وحركة أمل، وحزب الله الشيعي، والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب، وكذلك الحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي.

لكن المختلف في هذه الانتخابات هو غياب زعيم تيار الاستقلال سعد الحريري بعد إعلانه ترك الحياة السياسية؛ وهو ما انعكس بالتالي على غياب حزبه المستقبل عن الانتخابات، وبالتالي فإن رئاسة الوزراء قد تذهب لآخرين.

ومن أجل ضمان توزيع السلطة في لبنان متعدد الطوائف، اتفقت الجماعات الدينية المختلفة في الماضي على تقسيم المناصب السياسية والمقاعد البرلمانية وفقا لنظام نسبي حسب التمثيل الديني.

فرئيس الوزراء مثلا يجب أن يكون دائما سنيا، ورئيس الدولة مسيحيا، ورئيس البرلمان مسلما شيعيا.

وتحمل الانتخابات القادمة جماعات أخرى وتضعهم في بؤرة التركيز مثل المجموعات والمرشحين الذين انبثقوا عن انتفاضة العام 2019، وأبرز تلك المجموعات المستقلة: "الخط الأحمر" و"لي حقي" ومرصد الشعب لمكافحة الفساد، والقائمة التي تضم أيضا بهاء دلال. (السهول والجبال).

الأزمة سياسية وليست اقتصادية

وأعلن الوزير سليم، أن الجيش سيكون منتشراً على الأراضي اللبنانية كافة خارج أقلام الإقتراع بدءا من اليوم السبت لمؤازرة قوى الأمن الداخلي في تأمين حسن سير الانتخابات النيابية يوم الأحد.

وأشار إلى أن الجيش يشرف على عمل وحداته من خلال غئرفة عمليات مركزية في قيادة الجيش وغرف عمليات فرعية في كل من قيادات المناطق العسكرية الخمس.

وتعليقًا على المشهد الانتخابي في لبنان، قالت لما حريز عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي، إن الأزمة في لبنان تعتبر أزمة سياسية وليس اقتصادية، وهي متعلقة أكثر بالمحور السياسي للبنان اليوم وأيضا المحور الإيراني، وبالتالي الانتخابات النيابية هي محطة أساسية لمحاولة تغيير تمحور لبنان بالمحور الإيراني، وعودة لبنان إلى الحضن العربي والدول العربية.

وأضافت "حريز" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن لبنان يعتبر راعي السياسة العربية، فتعتبر تلك الانتخابات النيابية هي محطة سياسية، وذلك لأن الشعب اللبناني يجب أن يصوت للسيادة.

وأشارت "حريز": "من هنا تستطيع الدولة أن تضع حاجز أمام حزب الله لانتخابه رئيس الجمهورية الذي يريده،  وأنه يشكل حكومة كما يريد على نفق حكومة "حسان دياب"، وإفشال محاولته في توتر علاقات لبنان مع الدول العربية وصندق النقد الدولي".

وتابعت: "الانتخابات تعتبر محطة أساسية، حيث أنها تعتبر إصلاحات اقتصادية من بوابة التغير السياسي الذي يحدث بالدولة، متمنية أن يكون لدى الشعب اللبناني وعي وثقافة بما حدث من خبرات الدول الشقيقة التي نشأت عن الحروب التي حدثت بها، ومتي نجحت أو فشلت هذه الدول، واخرها الأزمة الأوكرانية".

لا توجد مقاطعة سنية للانتخابات

ومن جانبه قال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إن الانتخابات النيابية في لبنان أنجزت في جميع السفارات اللبنانية في الخارج وغدا سوف تبدأ على جميع الأراضي اللبنانية، حتى صبيحة يوم الاثنين، "بداية النجاح لمجلس نواب جديد".

وأضاف نعمة - خلال تصريحات لـ"صدى البلد":  "ليس هناك مقاطعة سنية في الانتخابات النيابية ولكن هناك تمنع من الرئيس سعد الحريري وتياره السياسي عن الانتخاب وهذا لم يمنع  البعض من مناصريه من المشاركة في الانتخابات وخاصة أن هناك خلافات كبيرة بين أعضاء تياره ونوابه السابقين.

ولفت: البعض منهم ترشح ضمن لوائح انتخابية كانت قد شكلت من خارج تيار المستقبل وعلى رأسهم الرئيس "فؤاد السنيورة"، الذي يقود هذه الانتخابات وبدعم سعودي وعربي وامريكي بشكل علني".

وأوضح نعمة، أن انسحاب تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري من طبيعي أن يكون له تأثير كبير على مجرى الانتخابات في لبنان وخاصة على الطائفة السنية وبشكل أساسي رغم أن نسبة الاقتراع ستكون كبيرة من المعارضة التي تعتبر أن لبنان مهيمن عليه من القوى الأخرى والتي تحسب على إيران رغم تنوعها ورغم أنها تحمل مشروع مختلف عن المشروع الدولي العربي والغربي".

وأشار: "مشروع المقاومة والممانعة لإسرائيل وهناك مشروعان في لبنان تتقاسمهم كلا من القوى الوطنية والسياسية في لبنان رغم اختلافهم ولكن لبنان ترتبط بصراع المنطقة في الشرق الأوسط وهو ليس بعيد عن الوضع الاستراتيجي الذي يدور في المنطقة".

وأشار: يجب أن يعلم الجميع أن الانتخابات ستكون مفصلية لجميع القوى المتنازعة لأنها ستنتج أكثرية نيابية لفريق من الفرقاء وعندها ستغير نظرة المجتمع الدولي وخاصة أن القوى المتصارعة كلها أحزاب لبنانية بمعزل عن انتمائها للخارج لكل محسوب على قوى خارجية ضمن مشروعان متناحران في منطقة الشرق الاوسط لذلك ستكون النتيجة دموية ومختلفة عن كل سابقاتها".

اتفاق عربي - فرنسي حول لبنان

وتابع: "اعتقد أن إجراء الانتخابات في لبنان هو من ضمن سلسلة كاملة متكاملة متفق عليها من المجتمع الدولي وخاصة أن هناك كلام يدور أن فرنسا والسعودية وأمريكا وإيران ومصر قد اتفقا على سلسة كاملة بالنسبة إلى لبنان أولها عودة السفراء العرب إلى لبنان.

وتابع: ثانيا إجراء الانتخابات النيابية وبعدها الاتفاق على رئيس للحكومة بحكومة جديدة وانتخاب رئيس للجمهورية على أن تستضيف القاهرة مؤتمر لجميع القيادات السياسية اللبنانية لإعادة أحياء اتفاق الطائف والاتفاق على استراتجية دفاعية لحماية لبنان ومساعدة لبنان عبر صندوق النقد الدولي وبرعاية فرنسا وجمهورية مصر العربية ومباركة سعودية وإيرانية وخاصة أن الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي شارف على الانتهاء، وهكذا يكون لبنان قد أصبح تحت الرعاية الدولية مبطنة ضمن الصندوق الدولي".

واختتم:  "كل تلك الأمور تحتاج بعض الوقت وطبيعي ان يكون هناك مطبات ومشاكل على الأرض حتى تتم هذه الأمور وخاصة يجب أن يكون هناك بعض الوقت للاستحقاقات التالية وهو تشكيل حكومة جديدة وانتخاب رئيس للجمهورية، داعيا حماه الله لبنان ودائما نشكر الأشقاء العرب لوقوفهم لجانب لبنان والشعب اللبناني، مؤكدا أن مصر هي من الدول الشقيقة فقط إنما مصر هي الام، والأم لا تختلف معاها حماه الله لبنان وحماها الله مصر وشعب مصر".

ومن ناحية أخرى، دعت قيادة الجيش اللبناني جموع المواطنين إلى التعاون والالتزام بتعليمات القوى الأمنية التي تتولى تأمين البلاد خلال فترة الانتخابات.

وكان قائد الجيش اللبناني العماد، جوزاف عون، قد أكد أن الجيش جاهز تمامًا لمهمة المشاركة في تأمين الانتخابات النيابية، مشددًا على أن المؤسسة العسكرية تقف على مسافة واحدة من الجميع، وما يعنيها هو إتمام العملية الانتخابية بنجاح وديموقراطية.

واستنكر العماد عون انطلاق حملات تستهدف المؤسسة العسكرية لمشاركتها في عملية التحضير للانتخابات، مؤكدًا أن الجيش يقف على الحياد وليس طرفًا في هذا الاستحقاق إطلاقًا، ولا يقف إلى جانب أية جهة ضد أخرى.

والجدير بالذكر، أن وزير الداخلية والبلديات اللبناني القاضي بسام مولوي، وقع مذكرة تفاهم مع بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات النيابية اللبنانية برئاسة الأمين العام المساعد للجامعة السفير أحمد رشيد خطابي، والتي تكفل للبعثة مراقبة جميع جوانب الانتخابات النيابية التي تجري في البلاد بعد غد الأحد ومتابعة جميع مراحل الإقتراع بكافة الأراضي اللبنانية بدء من اليوم وحتى الانتهاء من عمليات التصويت والفرز وإعلان النتائج

وخلال توقيع مذكرة التفاهم، قال الوزير مولوي، إن دعوة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات وتوقيع هذه الاتفاقية يأتي تأكيدا على عروبة لبنان وحرص الحكومة على وجود الأشقاء العرب إلى جانب لبنان في هذا الظرف التاريخي، مشيرا إلى أن الاتفاق الذي تم توقيعه اليوم حصل على موافقة مجلس الوزراء والجهات المعنية بوزارة العدل.

وعبر الوزير عن اعتزاز لبنان بوجود بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة الانتخابات اللبنانية مشيرا إلى أن دعوة المراقبين جاءت لثقة الوزارة في إجراء انتخابات شفافة ويتم فيها مراعاة القانون وحقوق الناخبين للوصول بلبنان إلى بر الأمن.

والجدير بالذكر، أن انطلقت المرحلة الأولية، الخميس الماضي، للانتخابات النيابية اللبنانية بالداخل بتصويت الموظفين المكلفين بمهام في المرحلة الرئيسية في الانتخابات النيابية اللبنانية والتي تجري، غدا الأحد، بجميع أنحاء لبنان، وذلك لمنعهم من مغادرة اللجان طوال يوم الانتخابات.