الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية .. مفتي الجمهورية : الإعلام الجاد هو عامل أساس من النهضة .. الليثي: للإعلام قوة لا محدودة في التأثير بالمجتمع .. والديهي : الوعي الوطني والديني عملية طردية

دورة اتحاد الإذاعات
دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية

دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية

وزير الأوقاف : الدين الإسلامي هو دين التعايش وقبول الآخر

مفتي الجمهورية : الإعلام الجاد هو عامل أساس من عوامل نهضة الأمم 

رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية : للإعلام قوة لا محدودة في بناء الأمة والتأثير في المجتمع

عضو الأعلى للإعلام : الوعي الوطني والديني عملية طردية

رئيس الإذاعة المصرية : الدورة تمثل نقلة نوعية في تاريخ الإذاعات الإسلامية

 

افتتحت اليوم السبت، دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية، المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية .

 

مفهوم الوحدة الإسلامية

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الدين الإسلامي هو دين التعايش وقبول الآخر، لافتا إلى أن المسلم الحق هو الذي يجب أن يكون وفيا لوطنه حتى ولو كان في دولة بها أقليات مسلمة.

وأضاف جمعة خلال افتتاح دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية بحضور الدكتور شوقي علام و عمرو الليثي رئيس اتحاد الإذعات الإسلامية، قائلا: “التنظيمات الإرهابية نجحت في زرع حب الولاء والوفاء للجماعة وليس للوطن”. 

وأكد وزير الأوقاف، أن مفهوم الوحدة الإسلامية يتنازعها تياران الأول عقلاني وموضوعي وشرعي وواقعي وهو مثل هذا الاتحاد " اتحاد الإذاعات الإسلامية " أو توحيد المواقف بين مؤسسات الدولة الإسلامية ضد ما يسيء إلى الدين الإسلامي ، أو يأخذ شكل آخر كالتعاون الاقتصادي. 
أما التيار الآخر ما دعت إليه التيارات الإرهابية من إقامة دولة الخلافة وهذا هو الرأي غير المنطقي أو العقلاني.

 

الشائعات والأوهام

قال الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- إن الإعلام رسالة سامية ووسيلة فعالة في نشر القيم الإيجابية الفعالة، والإعلام الراقي ركيزة أساسية من ركائز تقدم الأمم والشعوب، لأن الإعلام من أهم مؤسسات صناعة وتشكيل الوعي والاستنارة، ولست أبالغ إذا قلت إن حضارة الأمم والشعوب إنما تقاس بمدى ما يتمتع به إعلامها من مصداقية في الرسالة، وسمو في الغاية، ونبل في الهدف والوسائل بلا ميل ولا تحزب لغير الحق والحقيقة.

وأضاف أن الإعلام الجاد الذي غايته إظهار الوعي والحق والوصول إلى الحقيقة، هو عامل أساس من عوامل نهضة الأمم وتقدمها، وسبب رئيس في صناعة الوعي الصحيح وتشكيل العقول على أسس علمية راسخة.

وأوضح المفتي، أن الدعامة الأولى: هي دعامة إزالة كل ما يعلق بالعقل والوعي من شائعات وأوهام وأكاذيب وأضاليل، ومحاربة كل ما من شأنه تزييف العقل في جانب الأمور العلمية أو الدينية أو السياسية، وهذه الضلالات من شأنها أن تستهلك طاقة العقل والإنسان فيما لا يجدي وما لا يفيد، بل قد تجر الإنسان تحت ستار من العقائد الجازمة والكاذبة في الوقت نفسه إلى ارتكاب الجرائم الإرهابية والأعمال التخريبية.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن معتقد هذه العقائد الزائفة والأضاليل الكاذبة ربما يحمل أرقى الشهادات العلمية، لكنه عرض نفسه لإلغاء نعمتي العقل والعلم معا، حينما عرض نفسه لهذا الكم من الشبهات والأفكار الزائفة بتلقيه العلم أو المعلومات من غير المتخصصين وهذا الأمر عام شامل لجميع المجالات والمعلومات لكنه يمثل الذروة في الخطورة التي تصل إلى حد ارتكاب الجرائم باسم الدين.

وبين المفتي، أن أول خطوة في هذا الطريق الوعر هو تلقي العلوم والمعلومات من غير المتخصصين في المؤسسات العلمية الشرعية كالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، حيث يفتقد البناء العلمي المنهجي الصحيح، وتزداد العشوائية واللامسؤولية في التعليم والإفتاءـ مع الغياب التام والتغييب أيضا عن إدراك الواقع والمتغيرات، والغياب أيضًا عن تقدير المآلات والآثار المدمرة التي تتسبب فيها هذه الأنماط العشوائية من التلقي والإفتاء والتعليم على يد غير ذي صفة ولا اختصاص وكل هذه العشوائية أنتجت لنا في عالمنا العربي والإسلامي عقليات مشوهة تحمل أفكارا مشوهة تدعو لتكفير المجتمعات وارتكاب العنف وممارسة القتل بحجة غياب الشريعة الإسلامية ، وعودة المجتمعات الإسلامية إلى حالة من الجاهلية تزيد على الجاهلية التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت على يد هؤلاء المشوهين عقليا وذهنيا حملات لتشكيك الناس في دينهم وأوطانهم ومؤسساتهم الدينية والتشكيك عمل هدمي شديد الخطورة.

وأكد أنه لا بد أن تقوم مؤسسات صناعة الوعي وصياغة العقل، بإعادة البناء أولًا بهدم أسس الزيف وإزالة هذا الركام من الأفكار الوهمية الكاذبة التي بثتها تلك الجماعات عبر عشرات السنين من خلال العديد من الأبواق الإعلامية والأذرع الدعائية الموازية لإعلامنا الرسمي المؤسسي الجاد، فمن الضروري أن تكون رسالة الإعلام وهو في طريقه لبناء وتشكيل الوعي، أن يقوم بحملات متعددة الوسائل لتصحيح المفاهيم الخاطئة.

وأضاف أنه يجب أيضًا ملاحقة الشائعات والأكاذيب التي تطلقها الأبواق الإعلامية المضادة التي تعمل على تشويه الدين والوطن، ومن أجل أن تتم هذه المهمة على النحو الأكمل لا بد أن يكون التنسيق والتعاون والتكامل بين مؤسسات صنع الوعي على أعلى درجة، لأن هذه المؤسسات كالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف والتربية والتعليم والإعلام والثقافة، كلها تشترك في نفس الهدف والرسالة ألا وهي صناعة وتشكيل الوعي الصحيح.

 

57 دولة إسلامية 

وجه الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على التعاون البناء بين وزارة الأوقاف واتحاد الإذاعات الإسلامية في أول دورة من نوعها تعقد على أرض الكنانة وفي هذا الصرح العلمي المتميز للإعلاميين باتحاد الإذاعات الإسلامية من واحد وعشرين دولة.

وأكد أن اتحاد الإذاعات الإسلامية يضم في عضويته 57 دولة إسلامية ، لتشكل أكبر اتحاد إعلامي في العالم الإسلامي، موجهًا الشكر لكل زملائه الضيوف منسوبي الإذاعات والهيئات الإعلامية بالدول أعضاء الاتحاد، والذين شرفوا مصر بوجودهم الكريم، مثمنًا حضورهم، متوجهًا إلى الله تعالى بتعظيم الإفادة والنفع من هذا الجمع العلمي الرصين.

وأشار إلى أنه من خلال عمله الإعلامي أكاديميًّا وعمليًّا لما يربو على عقدين ونصف يستطيع أن يؤكد أن للإعلام قوة لا محدودة في بناء الأمة والتأثير في المجتمع ، فلا يمكن للمجتمع أن يتقدم إلا إذا قام الإعلام فيه بدوره التنويري ، فالإعلام سلاح فاعل ومؤثر ذو حدين ، إذا أحسنا استخدامه كان نعمة تنهض بالمجتمعات وتنشر فيها كل القيم والأخلاقيات السمحة التي يحثنا عليها ديننا الحنيف.

 

الأبعاد المشتركة ولغة الحوار

وفيها أكد نشأت الديهي عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تحت عنوان: "الأبعاد المشتركة ولغة الحوار"، أن المحاور الناجح هو الذي يعتمد على الجوانب المشتركة التي تجمع ولا تفرق، وفي الوقت ذاته يبتعد عن نقاط الخلاف، انطلاقًا من قول الله (عز وجل) : "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، مبينًا أن هذه الآية لها دلالات كثيرة وأهمها ما يدعونا إلى تعزيز الجوانب المشتركة فيما بيننا عن طريق الاعتماد على الأبعاد والقواسم المشتركة.

وأشار إلى أن أهم ما يجمعنا هو البعد الإنساني المشترك، ولذلك لابد أن يكون الحوار يعتمد أولًا على أساس البعد الإنساني من حيث أننا جميعًا سواسية لا فرق بيننا في الإنسانية، مع أهمية اعتبار البعد الديني المشترك فيما بيننا، فالدين هو الذي يأمرنا بالحوار الهادف العقلاني، وكل أمور الدين لا تتناقض مع العقل السليم.

كما أكد الديهي على أهمية اعتبار البعد الثالث وهو التحديات، وذلك أننا من أمم متقاربة جغرافيًّا أو اقتصاديًّا ولدى كل منا مشاكله الاقتصادية، مضيفًا أن أهم التحديات تتمثل في الخطاب الديني وأهمية أن يكون هناك خطاب ديني قائم على الاعتدال والوسطية، كما تشمل هذه التحديات ما نعانيه من أزمات اقتصادية وغيرها، مبينًا أهمية تحويل الأزمات إلى فرص يمكننا استغلالها دائمًا من خلال الكلمة.

ولفت إلى أن الوعي الوطني والديني عملية طردية، حيث إننا لا يمكن أن نمسك ألسنة الناس عن الكلام أو الكتابة، فيتعين علينا أن نجد حلولا وبدائل من خلال إتاحة منصات جديدة نبث من خلالها الوعي الصحيح للعالم كله، فالوعي يتشكل في وجود الفراغ الفكري، وهذه الدورة فرصة لتلاقي الأفكار وتأليف القلوب.

 

التعاون ما بين الدول الإسلامية

أكد الإذاعى الكبير محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية على هامش مشاركته بالدورة العلمية الدولية لاتحاد الإذاعات الإسلامية، ان هذه الدورة تُعد نقلة نوعية في تاريخ اتحاد الإذاعات الإسلامية منذ نشأته في منتصف السبعينات، و له اهداف كثيره تخدم الدين الإسلامي و عمل خلال هذه السنوات بجد و اجتهاد ، و كان ايضاً هناك ايضاً خفوت في مسيرة عمل الاتحاد خلال فترات ماضية ، و لكن الحقيقة انه منذ تولى الدكتور عمرو الليثى رئاسة الاتحاد شهد الاتحاد نقلة و طفرة كبيرة في كافة مجالاته منذ ان تولي رئاسته في فترة وجيزة ، و هذه الدورة نبراس و نموذج ايجابى للغاية يجب ان يتكرر كثيراً .

وتابع نوار وايضاً الاستجابة السريعة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لعقد هذه الدورة بمشاركة ٢١ دولة كان لها عظيم الأثر، معربا عن سعادته بما شاهده اليوم من تجهيزات و إمكانيات عالية لاكاديمية الأوقاف الدولية للتدريب، والتي تُعد نموذج يحتذى به ويجب انشاء مثل هذه الاكاديميات في جميع الدول الإسلامية و العربية.
كما اثني على المشاركة الكبيرة من المسئولين و المذيعين بإجمالي (25) مشاركًا من واحد وعشرين دولة ، و جدول اعمال الدورة الحافل بموضعات و قضايا هامة للغاية و محاضرات مهمة و مطلوبة جداً في هذه الفترة الهامة من عمر الامتين الإسلامية و العربية .

وطالب رئيس الإذاعة المصرية الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف و الدكتور عمرو الليثى رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية بان تكون هناك دوريه محددة لانعقاد مثل هذه الدورات في ال ٥٧ دولة الأعضاء باتحاد الإذاعات الإسلامية ، و لتكن بصفة شهرية او ربع او نصف سنوية بكل دولة من الدول الأعضاء ، مما سيعيد اللحمة و التضامن و التعاون ما بين الدول الإسلامية .