الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضائل الباقيات الصالحات.. عالم أزهري: الذاكر يكتب له بكل كلمة 40 أجرا

فضائل الباقيات الصالحات
فضائل الباقيات الصالحات

كشف الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن بعض فضائل الباقيات الصالحات، لافتاً إلى أن الذاكر يكتب له بكل كلمة منها ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) عشرون حسنة ويحط عنه عشرون سيئة.

 

فضائل الباقيات الصالحات

واستدل بما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله اصطفى من الكلام أربعا ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) فمن قال سبحان الله كتب له عشرون حسنة وحط عنه عشرون سيئة ، ومن قال الله أكبر فمثل ذلك ومن قال لا إله إلا الله فمثل ذلك، ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتب له بها ثلاثون حسنة أو حط عنه ثلاثون سيئة ) حديث صحيح.

 

وبين أن المقصود بـ ( من قبل نفسه ) أي قصد بذلك الإنشاء لا الإخبار كما قال صاحب التيسير بشرح الجامع الصغير ج 1 ص 495، والمعنى أن من استحضر نعم الله تعالى عليه فحمد الله تعالى وقال الحمد لله رب العالمين مستشعرا عظمة تلك النعم .

 

وتابع: في صحيح مسلم (والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض) ، مشدداً على أنه هنيئا لمن داوم على هذا الذكر العظيم قدر استطاعته حتى يفوز بذلك الثواب العظيم، فما أعظمه من ذكر وهو يسير على من وفقه الله تعالى لحصول الخير العظيم .

الباقيات الصالحات

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن شأن المسلمين في الذكر الاهتمام بالباقيات الصالحات وهي كلمات علمها لنا سيدنا رسول الله ﷺ لنواجه بها الحياة كلها وهي "سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله".

 

وتابع الدكتور علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "سميت الكلمات الخمسة بالباقيات الصالحات تفسيرًا لقوله تعالى : { المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46]، وقال سبحانه : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًا) [مريم :76] ، قال سيدنا رسول الله - ﷺ - : «اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ». قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ».

وأضاف: هذه الخمسة هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات، نورًا في القبر، وضياءً يوم القيامة، وذكرًا في الملأ الأعلى، موضحاً أننا نواجه بـ (سبحان الله) كل عجيب فالدنيا مليئة بالعجائب منها عجائب ناجمة عن قدرة الله في الكون، أو في أفعال العباد، وهي كلمة نقولها ننزه الله بها عن كل نقص ونصفه بكل كمال مطلق كل هذا في كلمة واحدة قال تعالى : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ).

 

وأكمل: (الحمد لله) وهي تعني الثناء على الله لكمال صفاته وعلو شأنه سبحانه وتعالى، فهي تعبر عن شكر الله على نعمته، وتعبر كذلك عن الثناء على الله لغير نعمة، بل لجميل صفاته، فيحمد الله على عظمته وجلاله كما يحمد على إحسانه وإكرامه قال تعالى : (وَلَهُ الحَمْدُ فِى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) [الروم :18]

وواصل: (لا إله إلا الله) هذه الكلمة تعد الميثاق بينك وبين الله، وبها دخلت دين الله عز وجل، وهي تعني أنه لا يستحق أن يعبد إلا الله سبحانه وتعالى، فلا حق لأحد في الخلق مهما عظم أن يُعبد، ويُتوجه إليه. وفي الحقيقة بقولك هذه الكلمة تدخل الإسلام، وبترديدها ينجلي قلب المؤمن ويزداد إيماناً.

 

وأبان: (الله أكبر) يستفاد من هذه الكلمة أنه ينبغي أن يكون الله هو أكبر شيء في حياة الإنسان، وأنه القضية الأولى لديه هي (رضا الله) فالله ورضاه أكبر من أي شيء، ولذلك يفتتح الإنسان بها صلاته مذكراً نفسه بأنه لا ينبغي أن يشغله شيء عن ذكر الله، فإن الله أكبر من أي شيء يشغله، ويجدد العهد في الصلاة كلما انتقل من ركن إلى ركن أو من ركن إلى سنة داخل الصلاة دائما يقول لنفسه : الله أكبر، من الدنيا وما فيها، فلا ينبغي أن ينشغل بالأصغر عن الأكبر.

وأردف: (لا حول ولا قوة إلا بالله) وتعني أنه لا يحول ولا يمنع بينك وبين كل ضر أو خير إلا الله، كما أنه لا تصلك ولا يصل أحد خيراً إلا بقوة الله، فبقوة الله وحده تحدث الأشياء، وبحول الله وحده تتمنع الأشياء عن الحدوث؛ لأنه في الحقيقة لا حول ولا قوة لأحد في هذا الكون إلا لله سبحانه وتعالى.

 

وشدد على أن هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزاً من كنوز الجنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الله بن قيس : ( يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله) [أخرجه البخاري].