الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تجبر نقص الفريضة .. عالم أزهري : لكل عبادة نافلة من جنسها

الدكتور صفوت محمد
الدكتور صفوت محمد عمارة

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنّ لكل عبادة فروضها ونوافلها؛ فللصلاة نوافلها، وللزكاة نوافلها، وللصوم نوافله، وكذلك للحج نوافله، ومعنى كلمة نافلة هي الزيادة في العبادة على مقدار الفريضة، من جنس تلك الفريضة.

النافلة تجبر نقص الفريضة

وتابع، ومن رحمة اللَّه تعالى بعباده أنّ جعل لهم مع كل فريضةٍ نافلةً من جنسها؛ لتكون جابرةً لما وقع فيها من خلل، ومتممة لما يكون فيها من نقصان؛ فنافلة الصلاة السنن، ونافلة الصيام صيام التطوع كصيام ستة أيام من شوال، فهي سُنة حث عليها النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وبيَّن فضلها، وهي بالنسبة لرمضان كالسُّنة الراتبة بالنسبة للصلاة المفروضة، ومن حافظ عليها كل عام كان ذلك مثل صيام الدهر، ونافلة الزكاة الصدقة ونافلة الحج العمرة.

وأضاف «عمارة» أنّ النافلة تجبر نقص الفريضة؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: «إنَّ أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيءٌ قال الرب عزَّ وجلَّ: انظروا هل لعبدي من تطوعٍ فيكما بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك». [أخرجه الترمذي وصححه الألباني]؛ فصلاة النافلة تجبر نقص الفريضة، وصيام ست من شوال يعوض النقص ويجبر الخلل الذي حصل في صيام رمضان، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر» [رواه مسلم].

وأشار «عمارة» إلى أنَّ العبد إذا تقرب إلى اللَّه بالفرائض ثم اجتهد بالنوافل قرّبه ربه إليه؛ ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «إنَّ اللَّه تعالى قال: "من عادى لي ولِيًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لاعيذنه"» [رواه البخاري]؛ فالنوافل تقرب إلى اللَّه، وتكمل الفرائض، فإذا أكثر العبد من النوافل مع قيامه بالفرائض نال محبة اللَّه فيحبه اللَّه.