الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دمياط وإدكو طوق نجاة لـ أوروبا.. هل يصبح الغاز المصري الورقة الرابحة؟

محطة إدكو
محطة إدكو

في ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والتي طالت تداعياتها الاقتصادية جميع الأسواق العالمية خاصة السلع الأساسية والطاقة، تسعى دول أوروبا لإيجاد مصادر بديلة للغاز والنفط الروسي، وقد تستغني عنه بشكل تام عام 2030، كما وأنه في الأيام الماضية كثر الحديث عن الغاز المصري، كورقة رابحة قد تستخدمها أوروبا لسد العجز في حال قطعت روسيا الإمداد عن القارة العجوز، وربما تشق خطوطه عبر البحر المتوسط لإمداد وإنارة وتدفئة أوروبا.

إمدادات الغاز الروسي لـ أوروبا

روسيا تمد دول أوروبا، بحوالي 40% من احتياجاتها من الغاز للتدفئة والصناعة والكهرباء، فيما اتفقت دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعها الأخير، لمناقشة الحزمة السادسة من العقوبات المفروضة على موسكو، على خفض وارداتها من النفط الروسي بنسبة 90% بحلول نهاية العام الجاري، ولكن يستثني القرار بشكل مؤقت النفط الروسي المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك إرضاءا للمجر التي هددت باستخدام الفيتو ضد هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية ضد روسيا.

كان هذا القرار يتعلق بالنفط، أما الغاز فلا تزال القارة العجوزة في احتياج شديد إلى موسكو، بالتزامن مع البحث عن بدائل، وفي هذا الإطار طالبت الولايات المتحدة الأمريكية من مصر ببذل قصارى جهدها لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، ونقلت وكالة "بلومبيرج" الأمريكية عن مصدر مطلع بأن الإدارة الأمريكية طالبت مصر ببذل كل جهودها لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، للمساعدة في حل أزمة نقص الغاز التي تشهدها القارة مؤخرا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

حقول الغاز في البحر المتوسط

محاولات أوروبية للاستفادة من الغاز المصري

وأضافت أن السياسيين في كل عواصم أوروبا، في برلين وبروكسل وروما ورومانيا، حاولوا التودد إلى القاهرة مؤخرا، في محاولة للحصول على الغاز المسال المصري، حيث يمكن لمصر مساعدة أوروبا في تقليل اعتمادها على خطوط الغاز الروسية، موضحة أنه رغم تضرر مصر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، باعتبارها واحد من أكبر مستوردي القمح في العالم، إلا أن قدراتها الناشئة ومخزونات الغاز الطبيعي والمسال تحظى بالاهتمام الأجنبي لتجعلها شريك استراتيجي للغرب.

وأشارت إلى أن مصر تمتلك مصنعين لإسالة الغاز، الأول في محافظة دمياط، بينما الثاني يحمل اسم "أدكو" في محافظة البحيرة غرب الدلتا، وصدرت القاهرة إلى دول أوروبا أكثر من مليوني طن متري من الغاز، العام الماضي، وهو ارتفاع كبير جدا .. حيث صدرت مصر حوالي 270 ألف طن متري فقط من الغاز عام 2020، حسب لمؤسسة "ستاندرد أند بورز".

محطة إدكو لتسييل الغاز

اتفاق الحكومة المصرية مع إيني الإيطالية

وفي أبريل الماضي، وقعت الحكومة المصرية اتفاقا مع شركة "إيني" الإيطالية لزيادة وتكثيف التعاون في إنتاج الغاز، وتصديره إلى الخارج، ويهدف الاتفاق لتحقيق الاستغلال الأمثل لاحتياطيات الغاز المصري من خلال تعظيم الإنتاج المشترك بين الجانبين، بهدف زيادة معدلات إنتاج الغاز على المدى القصير واستغلال الإمكانات الكبيرة المتاحة في مجال البحث والاستكشاف في مصر.

وفي وقت سابق، قال رئيس بولندا “أندريه دودا”، إن مصر هي المورد المحتمل إلى بلاده للغاز الطبيعي المسال، وذلك في ظل تراجع إمدادات الغاز الروسي بسبب الحرب الأوكرانية، موضحا أنه ناقش مع الرئيس السيسي إمكانية توريد الغاز المصري المسال، خاصة أن مصر بالنسبة لبلاده هي شريك مستقبلي، وأن بلاده تدعم المفاوضات التي تتم بين مصر والاتحاد الأوروبي من أجل تصدير الغاز المصري إلى دول الاتحاد.

وفي وقت سابق أيضا، أعلنت زيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الهرار، عن تشكيل مجموعة عمل ثلاثية بين إسرائيل وأوروبا ومصر، لإرسال الغاز إلى مصر عبر شبكة خطوط أنابيب موسعة لتسييل الغاز ومن ثم شحنها إلى أوروبا.

إنشاء خطوط الغاز

خط غاز مصري قبرصي 

وكان طارق الملا، وزير البترول، أعلن  على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، عن البدء في إنشاء خط الأنابيب الذي يربط حقل أفروديت للغاز الطبيعي القبرصي بمصر قبل نهاية العام الحالي.

وسيسمح خط الأنابيب المخطط له بنقل الغاز الطبيعي من الحقل الذي تقدر احتياطاته بنحو 4.5 تريليون قدم مكعبة إلى محطات الإسالة المصرية في إدكو ودمياط، ما يمكن مصر من تصديره على شكل غاز مسال إلى أوروبا ومناطق أخرى.

طارق الملا وزير البترول 

موعد تشغيل خطوط الأنابيب

وأكد الملا أنه من المتوقع بدء تشغيل خط الأنابيب بحلول عام 2025، مضيفا أن برلماني البلدين وافقا على الخطة، وصرح وزير الطاقة القبرصي في وقت سابق بأنه يتوقع بدء الإنتاج الأولي للغاز من حقل أفروديت خلال عام 2024 أو 2025.

أصبح المشروع أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل الحرب بأوكرانيا يمكن أن تصبح منطقة شرق المتوسط أحد أهم مصادر الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي في السنوات المقبلة، إذ يتطلع إلى خفض وارداته من الغاز الروسي، والذي يمثل حاليا 40% من إجمالي الاستهلاك بدول الاتحاد.

خطة الاتحاد الأوروبي لنقل الغاز

وفي خطة صدرت في وقت سابق، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيستثمر 12 مليار يورو في خطوط الأنابيب ومنشآت الغاز الطبيعي المسال لزيادة إمدادات الغاز إليه من منتجين آخرين مثل مصر وإسرائيل.

وقال المهندس طارق الملا وزير البترول: "لدينا خطط طموحة بالتنسيق مع الدول المجاورة في شرق المتوسط لتلبية الطلب المتزايد من الاتحاد الأوروبي والعالم على الغاز المسال خلال السنوات القليلة المقبلة". 

وصرح الوزير في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن مصر ستكون في وضع يمكنها من زيادة الصادرات إلى أوروبا في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة.

وتواصل مصر تعزيز علاقاتها في مجال الطاقة مع جاراتها بالمنطقة حيث يضم منتدى غاز شرق المتوسط ومقره القاهرة كلا من مصر واليونان وقبرص والأردن وإسرائيل وفلسطين وإيطاليا وفرنسا من أجل العمل سويا على تطوير حقول الغاز بالمنطقة.